فرقة «أنغام عدنان أبو الشامات للتراث» تغني على مسرح الحمراء بدمشق

02 حزيران 2015

.

الكلمة والصورة واللحن موجودة في ذاكرتنا في وجداننا.. قالتها فرقة أنغام عدنان أبو الشامات على المنشور الخاص بحفلها الموسيقي الذي أحيته على مسرح الحمراء وجسدته طرباً رفيع المستوى بقيادة الفنان نبيل أبو الشامات الذي فاجأ جمهوره بافتتاحية موسيقية باهظة من مقام سماعي بيات من ألحان الراحل عدنان أبو الشامات مفتتحاً حفله اللافت مع نخبة من موسيقيي ومنشدي الفرقة الدمشقية العريقة.

ونجحت الفرقة بتقديم توليفة واسعة من الألحان الفلكلورية والأغاني والقصائد والموشحات الأندلسية عبر صياغة لحنية دمجت بين آلات التخت الشرقي من عود وكمان وقانون وناي وتشيللو مع صوت الحنجرة البشرية وبأداء لافت من جوقة الكورال التي تألفت في هذه الأمسية من كل من: نزار مواس وجمانة حلواني ومحمد المصري وعفاف قسيس وقيس العامري وباسمة حسن وبشير العدس وجهان عزام حيث تفنن هؤلاء في تلوين الصوت مع أصعب العرب والمقامات الشرقية.

الحفل الموسيقي الغنائي تضمن فقرات ومقطوعات عديدة كان أبرزها أداء فرقة أنغام لنشيد وطني ونذرتُ له المجد من كلمات الشاعر عدنان مارتيني وألحان عدنان أبو الشامات إضافة لأداء الفرقة لوصلة من أشهر أغاني الفلكلور الشامي والتي اشتملت على أهزوجات وطقطوقات شعبية لطالما عرفت بها الذائقة الدمشقية على نحو، طالعة من بيت أبوها، عالصالحية، يلي عليك كتر الدلال، بيلبقلك شك الالماس.

الفقرة الأبرز كانت مع وصلة من مقام السوزناك المتفرع عن مقام الراست قدمتها أبو الشامات ببراعة عالية مستندة على حرفة لافتة لدى موسيقييها ومنشديها على حد سواء ليكون جمهور الحمراء على موعد مع أربع موشحات أدتها الفرقة السورية على التوالي وهي، يا ترى بعد البعاد لسيد درويش، هذي المنازل من ألحان عمر البطش، صحتُ وجداً لسيد درويش، لتختم هذه الفقرة بموشح يا من لعبت به الشمول من ألحان أبي خليل القباني وشعر البهاء زهير.

وصلة الحجاز لم تتأخر بدورها عن برنامج أنغام حيث أدى فنانو أبو الشامات هذه الوصلة مفتتحينها بموشح هاتها يا صاح من شعر يوسف طافش ولتتابع الفرقة بعد ذلك بموشح هات يا محبوب كاسي من أشعار محمد الناشي وموشح يا ليل طل من شعر ابن زيدون وجميع هذه الموشحات من ألحان عدنان أبو الشامات الموسيقي السوري العريق الذي جدد على قالب الموشح الأندلسي وعلى بنيته المقامية مجدداً بذلك تقاليد المدرسة العربية في الموسيقا والغناء التراثي الأصيل.

أبو الشامات ختمت حفلها هذا بلوحة ليلنا يا شام من أشعار عدنان قنوع حيث تجلت قيمة الفن والتراث في سورية كرسالة واضحة المعالم وموجودة في ذاكرة كل السوريين ووجدانهم وتراثهم الفني وبالأخص الفلكلور السوري المتنوع فهناك اللون الدمشقي وهناك الفراتي والساحلي والحلبي والشمالي والجنوبي فمن عمق انتماء الفرقة لوطنها ولشعبها السوري كانت فكرة إنشائها واهتمامها بالتراث لتعمل على إحيائه ونقله دون أي تشويه أو تغير في الكلمة أو اللحن .

يذكر أن الحفل برعاية من وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا وفرقة أنغام عدنان أبو الشامات للتراث تشكلت تكريماً للموسيقي الراحل وكون الفن رسالة إنسانية هادفة تعكس وجهاً حضارياً ثقافياً إعلامياً حيث بدأت الفرقة بإلقاء الضوء على أعمال عدنان أبو الشامات إضافة للبحث والتنقيب عن كنوز التراث السوري لتجمع الفرقة وتدون العشرات من الأغنيات والموسيقا التراثية إذ تعمل أنغام على إحياء أعمال الفنانين والمبدعين الرواد والأوائل.



سامر إسماعيل

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق