مسرحية «نَبْض» بتوقيع مأمون الخطيب في مسرح الحمراء

23 نيسان 2014

حكاية من رحم الأزمة

بدأت عروض مسرحية «نبض» يوم الخميس 17 نيسان 2014 على خشبة مسرح الحمراء بدمشق ليذكرنا في يوم الجلاء المجيد بأن ما يحدث في سوريتنا اليوم هو أكبر وأبشع من أي عدوان أو استعمار مر على تاريخنا.

يجسد العرض الذي كتبه وأخرجه الفنان مأمون الخطيب مأساة ثلاث أمهات اتخذن إحدى الحدائق القريبة من جبل قاسيون سكناً لهن هرباً من أعمال العنف والإرهاب والحرب الجائرة على سورية وتتلو كل واحدة حالتها القاسية وفقدانهن فلذات أكبادهن على يد قتلة لا دين لهم ولا ينتمون إلى أبسط المعاني الإنسانية وذلك ضمن سياق حزين ليصل ذروته في بعض المشاهد وخاصة عندما يمتزج البكاء مع الابتسامة حيث تسترجع كل واحدة منهن ذكرياتهن مع من فقدهن، وتدعو الحكاية إلى الدفاع عن الوطن ووحدته وكرامته وخاصة حين تتبين الأمهات بأن أبنائهن قد التحقوا بصفوف الجيش السوري العظيم طواعية، ورغم هذا الحزن والمأسوية لا يخلو العرض من بعض الجمل الكوميدية ولكن ضمن الحدود المعقول ولا يخرج العرض من سياقه أو ما يربو إليه صاحب العمل إيصاله.

حضر اكتشف سورية افتتاح عروض مسرحية «نبض» والتقى بعض الحضور والمعنيين:
من الحضور قال لنا الإعلامي مجد الصاري: «لعل مسرحية "نبض" هي أبرز ما قدمه المسرح السوري في الأزمة... وقد حقق توافق واضح ما بين النص والإخراج ووضع المتلقي أمام تساؤلات عدة، ولعب المكان كما أظهر في العرض وهو حديقة تتكئ بقرب من جبل قاسيون الشامخ، ثلاث نساء يقدمن مأساة الشعب السوري من خلال فقدان كل واحدة منهن فلذة كبدها على أثر الحرب الشنيعة على سورية لترمز هذه الحالة إلى كل أم فقدت ابنها وكل حبيبة فقدت حبيبها وكل امرأة فقدت زوجها، وليرمز قاسيون لكل مكان في سورية دنسها الإرهاب».

أما محمد ظاظا طالب في كلية الآداب بدمشق، قسم اللغة العربية قال: «تعتمد حكاية العرض على الواقعية الحزينة التي يمر بها وطننا وما نتجت عن الأزمة وتأثير كل شي بهذا العامل المشوه الطارئ بأسلوب إخراجي عالي المستوى والذي أجاد تحريك خيوط العرض، ليجد المتلقي الجالس في صالة المسرح نفسه داخل الحكاية، ربما لأن العديد منها قد مر بحالة مشابهة، كالتي تسردها النساء الثلاث في العرض، لنجد نفسنا نتفاعل مع العرض وندعو إلى وقف هذا القتال المفروض علينا جميعاً من جهات عالمية مختلفة لنشاهد مأساة دمشق وتداعيات الحرب الكونية على سورية التي حوّلتها أخيراً إلى موت كل ما هو جميل بداخلنا».

ومن جانبه قال لنا صاحب العمل المخرج مأمون الخطيب: «عرضنا نبض جاء بمثابة تحية مني ومن فريق العمل لسورية الأم من خلال الأمهات السوريات اللواتي خسرن أغلى ما يملكن، الخسارة التي لن تعوّض في هذه الحرب القذرة التي كان قدر سورية فيها هو الفقدان الدائم لأبنائها، اردنا ان نقول نحن نخسر كثيراً في هذه الحرب غير العادلة، ونضحي كثيراً، والألم كبير و لكن نبضنا مستمر».

وعن استخدام الكوميديا في المسرحية رغم طابع الحزن الذي يلفها قال: «أن الهدف من وراء ذلك التخفيف من جرعة الألم قليلاً والالتقاء مع طبيعة الحياة التي تمنحنا القدرة على الضحك والابتسام في أحلك الظروف».

مسرحية نبض من تأليف وإخراج مأمون الخطيب وتمثل كل من الفنانات نسرين فندي وهناء نصور ورنا جمول، وكتب موسيقا العرض الموسيقي طاهر مامللي، سينوغرافيا: أحمد الروماني، دراماتورج: حازم عبدالله، مصمم الإضاءة: ريم محمد، مصمم الأزياء: هشام عرابي، مكياج: هناء برماوي، تنفيذ ديكور: طارق الغميان، مساعد مخرج: خوشناف ظاظا.


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

مشاهد من مسرحية «نَبْض» بتوقيع مأمون الخطيب

مشاهد من مسرحية «نَبْض» بتوقيع مأمون الخطيب

مشاهد من مسرحية «نَبْض» بتوقيع مأمون الخطيب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق