مسلسل حدث في دمشق.. دعوة للحفاظ على النسيج الاجتماعي

22 آب 2013

.

لعل المعادلة الأفضل لنجاح الدراما السورية هي بالاعتماد على صيغة الرواية التلفزيونية وهذا ما تحقق من خلال مسلسل «حدث في دمشق» المقتبس عن رواية «وداد من حلب» للدكتور قحطان مهنا وكتب السيناريو له عدنان العودة وتم تحقيقه تلفزيونياً بكاميرا المخرج باسل الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي.

ويأتي هذا العمل ليؤكد أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه جهات الإنتاج الوطنية في خدمة الدراما كمنتج فني هام يعتبر من أكثر الفنون صلة بأوسع شرائح المجتمع السوري على وجه الخصوص وذلك من خلال دعم أفكار وطنية كالتي تضمنها هذا المسلسل من دعوة للتعايش وضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعي الذي يميز سورية.

تدور أحداث العمل في دمشق خلال زمنين بين عامي 1947 و2001 لكنه يوجه رسالة معاصرة لكل السوريين وتأتي هذه الرسالة عبر شخصية «وداد.. سلاف فواخرجي» اليهودية الدمشقية التي تبقى محافظة على انتمائها للوطن برغم كل السنوات التي أبعدتها عنه وقادتها إلى نيويورك في نهاية المطاف وذلك جراء الظروف السياسية التي عاشها اليهود خلال مرحلة من تاريخ سورية.

وتعيش الشخصية المحورية في المسلسل «رأفت.. وائل رمضان» على مدى 100 عام ونرى عبر حياته جانباً من التحولات التي طرأت على المجتمع السوري خلال قرن فيما تمثل القضية الفلسطينية وتداعياتها محركاً رئيسياً للأحداث كما تعتبر شخصيتا «ربيعة.. ديمة قندلفت» و«زينب.. ميسون أبو أسعد» شخصيتين رئيسيتين في المسلسل أيضاً.. إلى جانب وداد ورأفت.

في العام 1948 وبعد حدوث النكبة وإعلان دولة إسرائيل غادرت وداد دمشق كغيرها من أبناء ملتها اليهود إلا أنها لم تغادر إلى الكيان الوليد بل إلى هونغ كونغ حيث لا حروب كما كانت تأمل لاسيما بعد أن أفقدتها النكبة زوجها «فؤاد.. مصطفى الخاني» الذي عمل جاهداً مع الوكالة اليهودية العالمية لتهجير اليهود من دمشق إلى إسرائيل ومن جهة أخرى أفقدتها حبيبها «أبوعلي.. محمود نصر» بائع الكعك الذي قضي شهيداً في جيش الإنقاذ وبقيت تحمل دمشق كوسام في قلبها وذاكرتها وفي جميع أسفارها.

ثم يرصد حدث في دمشق «وداد» على فراش الموت في أمريكا في العام 2001 بعد أن خسرت أيضاً ابنها بالتبني «جو».. وحفيدها «توماس» في أحداث الحادي عشر من أيلول أما «عروبة.. (+(بنك:لمى الحكيم» ابنة «رأفت وزينب» العائدة لتوها من بلاد العم سام فما تزال تلتقط في دمشق صوراً تعيد للحكاية حضورها من جديد ابتداءً من دكاني أبو أحمد و أبو محمود في سوق النسوان سنة 1947 مروراً بحدوث النكبة وتداعياتها على النسيج الاجتماعي الدمشقي وانتهاءً بما آلت إليه مصائر شخصيات عدة من تلك المدينة النابضة بالحياة.

ويتابع المسلسل سيرورة مدينة دمشق من خلال الصور التي ترسلها «عروبة» إلى «وداد» وهي على فراش الموت فبين أن تصل إليها أشرطة الصور لتشاهدها قبل الإغفاءة الأبدية أو أن تموت دون ذلك يسرد المسلسل شريطاً من التفاصيل الباقية في أرواح الناس الذين عشقوا مدينة الياسمين.

وفي حديث صحفي بين المخرج باسل الخطيب أن هذا المسلسل لا يتجه نحو توثيق شيء معين بل هو محاولة لتقديم صورة مختلفة لدمشق والمجتمع الدمشقي في فترة الأربعينيات ومطلع الألفية الثالثة، لافتاً إلى أنه لا يمكن تصنيف «حدث في دمشق» تحت مسمى العمل البيئي حيث يرصد مصائر مجموعة من الشخصيات وكيف كانت تتفاعل رغم كل اختلافاتها اجتماعياً وثقافياً وحتى في انتماءاتها الدينية والفكرية وهي في لحظة ما تتناسى اختلافاتها وتذهب لتواجه التحدي يداً بيد.

أما عن مدى إسقاط هذا العمل على الراهن السوري قال الخطيب.. لا أحب حصر عملي ضمن إطار فكري وأيديولوجي معين لكن أي عمل ليس له علاقة بالراهن وما يحدث اليوم سيفقد الكثير من ألقه وقدرته على التواصل مع الجمهور لذا فإن هذا المسلسل يتصل بما يحدث اليوم في سورية لكن ليس بصورة مباشرة وإنما عبر إشارات ودلالات واضحة لن تخفى على الجمهور.

شارك في العمل كل من الفنانين محمد الاحمد.. غفران خضور.. وضاح حلوم.. لينا دياب.. جابر جوخدار.. محمود نصر.. سوسن أبو الخير.. لمى الحكيم.. سعد الغفري.. لينا حوارنة.. ريم عبد العزيز.. رنا أبيض.. فؤاد الوكيل.. ليلى سمور.. أحمد رافع.. ريم درويش.. فايز أبو دان.. أمانة والي.. مأمون الفرخ..

سعد الغفري.. سمير حسين.. رشاد كوكش.. رنا العظم.. يحيى بيازي.. رجاء يوسف.. فادي الشامي.. سوزان سلمان.. روبين عيسى وغيرهم.


سانا

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

مسلسل حدث في دمشق.. دعوة للحفاظ على النسيج الاجتماعي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق