موسيقيون من الهند في دار الأسد للثقافة والفنون

20 آذار 2012

.

كانت خشبة مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) ملعباً لموسيقيين أتوا من الهند ليقدموا بعضاً من تراثهم الغنائي والموسيقي العريق للجمهور السوري وذلك مساء الخميس 15 آذار 2012، وهم راناجيت سينغوبتا على آلة "سارود"، وهو موسيقي وملحن كلاسيكي هندي يعتبر من أهم عازفي السارود في الهند وأفضل أقرانه في راديو وتلفزيون الهند، أدى عروضاً في مهرجانات في أكثر من ثلاثين دولة حول العالم؛ روباشري بهاتاتشاريا على آلة "هارمونيوم"، وهي من عائلة فنية وتعلمت على يد والدها الراحل شري دور غاتشاران بهاتاتشاريا، ثم درست تحت إشراف عدد من الموسيقيين المعروفين من الهند وتعد فنانة مصنفة تصنيفاً مرموقاً وعالياً في وسائل الإعلام إضافة إلى كونها أحد أعضاء الهيئة التدريسية في أكاديمية آي تي سي سانغييت للبحث في كلكوتا؛ روباك باتاتشارجي على آلة "طبلة" ويعتبر من أفضل ضاربي الطبلة من أبناء جيله، شارك كعازف إفرادي ومرافق في عدة مهرجانات عالمية.

أما المغنية شيرين سينغوبتا فهي أفضل مغنيات جيلها الكلاسيكيات، تميزت بدرجتها الأولى في أكاديمية أي تي سي، درست على يد العديد من الموسيقيين المرموقين في الهند وجالت العديد من الدول من خلال مهرجانات رئيسية ونالت بصوتها الجميل الكثير من الجوائز.


من الأمسية الموسيقية الهندية في دار الأسد للثقافة والفنون

بدأت الأمسية بعزف منفرد لراناجيت سينغوبتا على آلة السارود الوترية ثم تم تقديم عرض بين الآلة وطبلة روباك باتاتشارجي بحركات بطيئة وسريعة متوازنة في الأداء لا تخلو من الارتجاليات ثم مجموعة من الأغاني الكلاسيكية الهندية بصوت المغنية شيرين سينغوبتا ثم أغنية راغا بعنوان «بوريا دانيرسي» ومجموعة من مقطوعات راغا مختلفة الحالات.

وقدمت الفرقة راغا «وقت الربيع» والتي تعبر عن الفصل الأكثر تأثيرا في حياة الهند وما يرافقه من حب وعمل وفن وذلك بمشاركة روباتشري بهاتاتشاريا على آلة هارمونيوم.

تختص الموسيقى الآلية في الهند بآرتكازها أساساً على التّنغيم و الإيقاع على عكس الموسيقى الغربيّـة التي تبنى على الهرموني، وفي مجال التنغيم و الإيقاع بلغت الموسيقى الهندية درجة من النضج والاكتمال لم تتمكّن الموسيقى الغربية من استشعاره إلاّ في القرن العشرين مع بارتوك وسترافنسكسي. ولم يكن هذا التوجّه وليد الصدفة، إذ استمدّت الموسيقى الهنديّة مادتها من الفلسفة والرّوحانيّة الهنديّة القديمة، حيث كان كلّ هندي يتوق من خلال أداءه للشّعائر الدينية والممارسات الفنيّة المقترنة بها إلى التحرّر من أنا الذّات والتوحّد مع ما هو إلهي في الطبيعة البشريّة، غاية هذه الموسيقى صقل الرّوح، ترويض الجسد، والبحث عن اللامتناهي.

من الأمسية الموسيقية الهندية في دار الأسد للثقافة والفنون

والموسيقى الهندية تغطي مجموعة واسعة من التقاليد والأنماط المحلية، تضم الموسيقى الكلاسيكية إلى حد كبير اثنين من الأنواع، موسيقي شمال الهند الهندستانية وموسيقي جنوب الهند التقليدية، ومختلف فروعهما في شكل موسيقى شعبية محلية.

ما رأيناه في هذه الأمسية كانت موسيقى تمزج بين دفء الموسيقى الغجرية، وسحر الموسيقى التقليدية الهندية، كأننا نغوص في رحلة للتعرف على أماكن نجهلها، تضعنا أمام خيال واسع ومشاعر بأشكالها المتعددة (الحلم، الأمل، التمسك بالحياة..).


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

موسيقى هندية في دار الأسد للثقافة والفنون

موسيقى هندية في دار الأسد للثقافة والفنون

موسيقى هندية في دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق