ختام جلسات الحوار في دمشق وانطلاقها على مستوى المناطق في درعا

20 أيلول 2011

المشاركون: الحوار خطوة ديمقراطية نحو التكامل في وجهات النظر والرؤى والأفكار بما يعود بالخير على الوطن والمواطنين

اختتمت اليوم جلسات الحوار الوطني في محافظة دمشق باستكمال مناقشة المحور الاجتماعي والخدمي التنموي.

وأكد المشاركون أهمية التنشئة الاجتماعية ووجوب توعية رب الأسرة بطرق وأساليب التربية السليمة التي تعتمد التشاركية والحرص على الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي إلى جانب تعليم الأطفال فن الحوار والمبادرة وإبداء الرأي لتعزيز حس المسؤولية والقيادة والثقة بالنفس واقامة الأنشطة الهادفة لتعزيز روح الإبداع ليساهموا في بناء مستقبل الوطن. واشاروا إلى أهمية توفير السكن باعتباره حاجة ضرورية وأساسية للمواطن ولاسيما الشباب لأنه يسهم في استقرارهم نفسياً واجتماعياً وضرورة دعم القطاع التعاوني السكني وإعطاء مشاريعه الأولوية وتوفير الأراضي اللازمة لتنفيذها والمساهمة في معالجة السكن العشوائي والحد من ارتفاع اسعار المساكن في القطاع الخاص.

وأكدوا أهمية استمرارية التعليم ومجانيته ودعم البنية التحتية للمدارس والتوسع في الجامعات والمعاهد من أبنية ومخابر وقاعات وضرورة رفع مستوى المدرسين والمعلمين وتطوير المناهج مع إيلاء التعليم المهني الأهمية اللازمة وفتح اختصاصات جامعية لاستيعاب الطلاب.

ولفت المشاركون إلى خطورة مشكلة المخدرات التي تحاول جهات تخريبية إدخالها إلى سورية للتأثير على الشباب السوري وضرورة بحث أسبابها والتصدي بفعالية للتهريب وتعزيز سلطة القانون.

ودعوا إلى ضرورة تحقيق التوازن والعدالة في إقامة المشاريع التنموية والاستثمارية بين جميع المناطق والمحافظات وتشديد الرقابة على الجهات التنفيذية ودعم المبادرات التطوعية وتفعيل مشاركة الشباب السياسية وإطلاق رحلات بين المحافظات بأسعار رمزية تنشط السياحة الداخلية وتعزز التواصل.

وقال المحامي فيصل سرور في تصريح لسانا إن جلسات المؤتمر تميزت بالشفافية وتم طرح الأمور والقضايا التي تهم الشارع دون أي تحفظ وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين وإصلاح القضاء والاستثمار وتحقيق المزيد من فرص العمل.

ودعا سرور المعارضة الوطنية في الداخل لمشاركة أكثر فاعلية في أي حوار وطني لأنه السبيل للانتقال بالوطن إلى الأمان والعدالة لأبنائه مشيراً إلى ضرورة محاسبة من يستقوي بالخارج لزعزعة أمن الوطن.

وفي المجال الخدمي لفت سرور إلى ضرورة إنشاء قاعدة بيانات وطنية تعتمد على إحصاءات دقيقة لاستطلاعات الرأي العام وعبر مراكز متخصصة بهدف بناء الاستراتيجيات المستقبلية والخطط التنموية بناء على المؤشرات التي تنجم عن هذه المراكز مؤكداً ضرورة أن يكون الإعلام حراً وتكون المعلومات متوفرة للصحفيين وعدم غلق الأبواب أمامهم لأنهم شركاء في تسليط الضوء على السلبيات والإيجابيات.

وقال الباحث الاجتماعي في قضايا الشباب ميلاذ مقداد إن الشباب السوري يعاني قلقاً فيما يتعلق بمستقبله في ظاهرة رصدها مركز الدراسات والبحوث الشبابية التابع لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة حيث تبين أن أولوياتهم تبدأ من العمل فالسكن فالتعليم فالصحة فالثقافة والاعلام مضيفاً أن أخطر ما بينته الدراسة هو أن 60 بالمئة من أوقات فراغ الشباب يتم قضاؤها في متابعة التلفزيون بينما تراجعت القراءة للمرتبة الأخيرة.

وأشار إلى ما يعانيه الشباب من صعوبة في إيجاد حيز لتنمية قدراتهم وهواياتهم كدور السينما والمسارح والملاعب ما يبرز أهمية وجود استراتيجية وطنية شاملة للشباب أساسها التشاركية بين المحافظة والمجتمع الأهلي في تأمين هذه الأماكن والاستفادة من المدرسة خارج اوقات الدوام الرسمي لتصبح مكانا يرتاده أصحاب الهوايات الثقافية والرياضية.

وقالت المهندسة بلسم ناصر عضو مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال في تصريح مماثل إن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني هو خطوة ديمقراطية كبيرة نحو التكامل في وجهات النظر والرؤى والأفكار وتوحيدها بما يعود بالخير على الوطن والمواطنين.

وأشارت إلى أن التطور الكبير الذي حصل في العقود الماضية ساهم في إعطاء فئات الشعب الفقيرة حقها في التعليم والعمل فساهم في إزالة الفوارق الطبقية في المجتمع ونتج عنه تطور في القضايا الاجتماعية وبروز دور العمال والفلاحين نتيجة للبرامج التعليمية والثقافية من جهة مؤكدة أن ذلك أدى الى انصهار المجتمع في بوتقة واحدة ما جعل من سورية متميزة عن غيرها بوحدتها الوطنية بين كافة مكونات النسيج الاجتماعي السوري.

ودعت الى ربط الأهداف الوطنية بقطاع التعليم وسياساته بحيث تعكس المناهج التدريسية الأهداف الاجتماعية والسياسية للوطن مع إيلاء الخطط والبرامج أهمية كبيرة.

من جهته تحدث الدكتور ابراهيم زعير أستاذ محاضر في جامعة دمشق عن أهمية العودة الى سياسة الاستيعاب الجامعي وتحقيق مستلزماتها وإفساح المجال أمام أكبر شريحة ممكنة من الشباب لمتابعة التعليم العالي نظراً لأهميته في رفع السوية الثقافية والحضارية للشباب ولاثره الايجابي على المجتمع ككل فالإنسان المثقف والمتعلم قادر على خلق علاقات مجتمعية افضل ومن الصعب تضليله أو التأثير عليه لأنه قادر بوعيه على تحليل وإدراك حقيقة الأمور وأبعادها.

وكانت جلسات الحوار الوطني في المحافظات والجامعات اختتمت أعمالها برفع التوصيات المتعلقة بالجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية تمهيدا لمناقشتها في مؤتمر الحوار المركزي المرتقب.

وفي درعا..

انطلقت في المحافظة الجلسات الحوارية واللقاءات الجماهيرية على مستوى مناطق المحافظة بهدف الوقوف على واقع هذه المناطق والاستماع إلى الرؤى والأفكار ووجهات النظر من الفعاليات الشعبية والاقتصادية والأهلية والحزبية واطياف المجتمع المختلفة بما يسهم في تعزيز حالة الأمن والأمان وتقديم كل ما من شأنه الإسهام في تطوير المحافظة في المجالات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية.

وتركزت مطالب المشاركين في جلسة الحوار التي عقدت في مدينة نوى اليوم حول أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية التي تجمع أبناء الوطن وتعزيز ثقافة الحوار باعتبارها الوسيلة المثلى لحل الكثير من المشكلات وتجاوز العديد من الصعوبات التي تمر بها المحافظة.

وأكد المشاركون ضرورة دعم القطاع الزراعي وايلائه المزيد من الأهمية وتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي والأدوية البيطرية للثروة الحيوانية والعمل على مكافحة الفساد بكل أشكاله وأنواعه ومعالجة الترهل الإداري وإعادة هيكلة المؤسسات والدوائر الحكومية واطلاق الحريات العامة وتحقيق استقلالية القضاء وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين وتشجيع الاستثمارات وايجاد فرص عمل للخريجين الجامعيين والمعاهد المتوسطة وتحسين مستوى التعليم وتطوير المناهج الدراسية وربطها بالواقع.

كما طالب المشاركون بتنفيذ محطات معالجة وخطوط للصرف الصحي في منطقة نوى والمدن والبلدات التابعة لها وتنفيذ المزيد من الطرق التي تربط بين القرى والمدن وتحسينها وتحويل الشبكة الهاتفية من هوائية إلى أرضية والإسراع في تجهيز المدارس المنجزة حديثاً وتأثيثها وإعادة العمل في السجل المدني بمدينة نوى وحل جميع الإشكالات المتعلقة بمياه الشرب وتوسيع المخططات التنظيمية وإعادة النظر في الخريطة المدرسية وتخفيف الضرائب والرسوم على الخدمات المقدمة للمواطنين وتفعيل عمل المجالس المحلية.

وأوصى المشاركون بضرورة تعزيز الجبهة الداخلية والحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية ومواصلة دعم المقاومة والاستمرار في عقد مثل هذه اللقاءات بشكل دوري للوقوف على هموم واحتياجات المواطنين قبل تراكمها وتنسيق الجهود للخروج من الحالة التي تعيشها المحافظة والعمل على تحسين خدمات المواطنين في المجالات كافة.

وكان الدكتور عبد الرحمن برمو امين فرع درعا لحزب البعث رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في المحافظة قدم مداخلة أشار فيها إلى حجم المؤامرة التي تتعرض لها سورية وحملات التحريض الاعلامي التي تقودها قوى داخلية وخارجية على سورية بهدف النيل من ثوابتها الوطنية والقومية وتقويض أمنها واستقرارها داعياً إلى ضرورة رص الصفوف وتكثيف الجهود للوقوف في وجه كل التحديات التي تتعرض لها سورية.

شارك في الجلسة محافظ درعا محمد خالد الهنوس وأعضاء اللجنة التحضيرية للحوار في المحافظة وفعاليات مختلفة.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق