العدد «11» من ملحق فضاءات الثقافي

25 تموز 2011

صدر العدد الحادي عشر من ملحق فضاءات الثقافي الصادر عن صحيفة الجماهير بحلب، وقد احتوى العدد على مواضيع ومقالات متنوعة، يغلب على أكثرها الطابع الحلبي، فيما كانت صورة الغلاف لمبنى فندق بارون في ذكرى مئة عام على إنشائه.


أولى الزوايا التي تطالعنا في هذا العدد، زاوية «على الوتر» لأمين التحرير الأستاذ محمد الشيخ، والتي كانت بعنوان «لو كان سيف الله المسلول حياً» وفيها يتحدث عن إفلاس من يحرضون على التظاهر والفشل الذي يتخبطون فيه، في مشروع تآمرهم على الوطن وإحداث الفتنة بين أبنائه، وفيه يقول: «بالأمس غير البعيد قاموا بإطلاق اسم المجاهد الكبير صالح العلي على إحدى أيام الجمعة ظناً منهم أنهم (سيلهبون) مشاعر وحماسة الكثيرين، ويدفعونهم للمشاركة بكثافة في التظاهرات، غير أن فألهم خاب وانقلب السحر على الساحر، نظراً لما لقيته هذه التسمية من رفض شديد من قبل الغالبية الساحقة من شعبنا الذي لا يسمح لأي كان بأن يتجرأ على التطاول أو الإساءة إلى رموزه الوطنية الشامخة التي قدمت الغالي والنفيس من أجل تحرر واستقلال وكرامة الوطن. كما أن أحفاد ذلك المجاهد - الذي رفض عرض المستعمر الفرنسي بإعطائه حكماً ذاتياً في الساحل والانسلاخ عن الوطن الأم مقابل تخليه عن الثورة ضد الغزاة - وأحفاد المجاهدين سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو قد أصدروا بيانات وأدلوا بتصريحات إعلامية، أعلنوا فيها تمسكهم بنهج الإصلاح والوحدة الوطنية، ورفض الفتنة والتدخل الخارجي في شؤون بلدنا».

أما زاوية «رواق الحرف» لمشرفة الملحق الأستاذة بيانكا ماضية والتي كانت بعنوان «لماذا؟» ففيها تتحدث عن معاني هذا السؤال وعما يفعله في شخصية المرء، إذ تقول: «قد يقلب رؤيتنا للأشياء رأساً على عقب، وقد يجعلنا أكثر حساسية تجاه الأمور والمواقف، وقد يفتح أمامنا آفاقاً لم نكن نفكر بها، ذلك هو سؤال: لماذا؟ هذه الأداة الاستفهامية لاتني تتقلب في أدمغتنا حينما نبتغي جواباً على مسألة استعصت علينا، أو عن موقف تم بكل تفاصيله أمامنا، أو عن حادثة جرت في حياتنا وكان لها تأثير كبير في انعطاف مجرى هذه الحياة. وتتداعى الخواطر والذكريات، وتتوالى الصور، الواحدة تلو الأخرى وفق شريط كأنه سينمائي، فتربط الذاكرة هذه الصور بعضها ببعض، إجابة على ذلك التساؤل: لماذا؟

ونبدأ بالحفر في العمق، ونبدأ بالربط بين المواقف والجمل الكلامية والتصرفات، وماقيل ومالم يقل، وبالأفعال التي حصلت، وبالفعل الذي لم يقم به أحد، تبدأ كل هذه الأمور حينما ترتسم إشارة الاستفهام في أذهاننا، لا لشيء إلا لتفسير الظاهرة التي طالعتنا نتائجها، فرحنا نبحث عن مسبباتها».

أما زاوية «تجليات امرأة» فكانت بقلم الأديبة ليلى مقدسي، وفيها تتحدث عن سورية زهرة الشرق، وعن ثقافة الحوار في التعامل مع أطياف المجتمع الواحد، وفي ذلك تقول: «فالحوار سمة إنسانية، وثقافة الحوار تنبع من صميم وعي الإنسان وبالحوار نتحرر من الطغيان، والتملك، والتعب. ومن يرفض الحوار يكون قد فقد ثقته بنفسه، إما لأنه مهزوم وإما لأنه مغتصَب. فالكلمة هي البدء، هي الإنسان، والكلمة أقوى من السيف أسلحتها الأفكار، وهي التي تساهم في بناء الإنسان وقيمه وأخلاقه. لقد دعانا ـ الإمام علي ـ لمحاربة الفقر بالعدالة وليس بالسيف، والسيد المسيح سخر من القوة التي تريد اضطهاد الكلمة، «طوبى لصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون». لأن بناء الإنسان من الداخل يكون بالوعي والمعرفة التي تضيء نفسه الجاهلة، أليست الديمقراطية قدرة على التفكير وهي نتيجة الاعتراف بالآخر ولو كان مختلفاً عني؟. أما الحرية فهي فعل التزام ومسؤولية وليست عنفاً وتخريباً وتدميراً وقتلاً، والحرية علمتني أن أكون: مثل النبع الذي يفيض، وليس مثل المستنقع الذي يحوي الماء نفسه، وكم يلزمنا الكثير من الحب حتى نفهم ماهو مختلف عنا؟!».

أما الزاوية التي تحتضنها الصفحة الأخيرة من الملحق، والموسومة بـ «مشربيّات» فنقرأ بقلم الدكتور نضال الصالح مقالاً بعنوان «فساد ثقافي» يشير فيه إلى الفساد غير المادي الذي تشهده المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية، وفيه يتساءل: «أفليس فساداً أن يؤول أمر إدارة مؤسسة ثقافية إلى موظف لا إلى مثقف، أو إلى مهموم بأيّ شيء وكلّ شيء سوى الثقافة نفسها؟! أو ليس فساداً أن يتصرّف «معظم» مسؤولي المؤسسات الثقافية على نحو يجهر بأنّ المؤسسة التي يرأسها كلّ منهم إقطاعية خاصة به، وبالمسبّحين بحمده، والمصفّقين له دائماً؟! وأليس فساداً أن يتمّ تقديم أنصاف الكتّاب وأرباع المبدعين، وأشباههم، وناحلي المعرفة، في أيّ شأن ثقافي، وفي غير مؤسسة ثقافية، وعن سابق تصوّر وتصميم، على الكتّاب والمبدعين حقّاً، والمهمومين بالمعرفة، والباحثين عنها، كالحكمة، ضالّة المؤمن، أنّى وجدها التقطها؟! وأليس فساداً أن تتمّ الدعوة إلى بعض المهرجانات والندوات والمؤتمرات الثقافية على أساس حجم المنافع الشخصية التي يمكن لصانع القرار الثقافي أن يحصدها، أو الامتيازات الخاصة التي يمكن أن تؤول إليه وحده؟! ثمّ أليس فساداً، بل أقبح من الفساد، أن يكون بعض تلك المهرجانات والندوات والمؤتمرات مرتعاً لكلّ شيء سوى الثقافة، أو العمل الثقافيّ الجادّ؟! ). إلى غيرها من أسئلة تتناول الوضع الثقافي في سورية عموماً».

كما نقرأ في هذا الملحق حوارين أولهما مع المخرج المسرحي إيليا قجميني، والثاني مع الأديب و التشكيلي السوري صبري يوسف المقيم في السويد، ومقالاً عن انطلاق الدورة الأولى لمهرجان عمر أبو ريشة بحلب، ومقالاً نقدياً في عوالم وصفية محبّك القصصية، وآخر عن الأسطورة خلاصة الفكر الإنساني، كما احتوى على مقال يتحدث عن شخصية الدكتور عمر الدقاق كإحدى شخصيات مدينة حلب العلمية النابهة، وثان عن النوادي الثقافية النسائية، وآخر عن المقاهي في حلب، وأخيراً عن فندق بارون في ذكرى مئة عام على إنشائه.

هذا إضافة إلى المواد الإبداعية والأخبار الثقافية المتنوعة، والإصدارات الحديثة.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق