الفرقة السيمفونية الوطنية: تعزف السيمفونية البطولية لبيتهوفن

29 حزيران 2011

باغبودريان: سورية قوية وستتجاوز كل المصاعب

أحيت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان حفلة وذلك مساء الثلاثاء 28 حزيران 2011، في دار الأسد للثقافة والفنون.

حيث قدمت فيها عملين لبيتهوفن، بدأت بافتتاحية كوريولان مصنف رقم62، بدأت إصابة بيتهوفن بصمم بسيط سنة 1802، فبدأ في الانسحاب من الأوساط الفنية تدريجياً، وأمضى حياته بلا زواج يرتبط بعدة علاقات عاطفية، إلا أنه لم يتوقف عن الإنتاج الفني، ولكن أعماله اتخذت اتجاه جديد، ومع ازدياد حالة الصمم التي أصابته، امتنع عن العزف في الحفلات العامة، وابتعد عن الحياة الاجتماعية واتجه للوحدة، وقلت مؤلفاته، وأصبحت أكثر تعقيداً، حتى أنه رد على انتقادات نقاده بأنه يعزف للأجيال القادمة، وبالفعل مازالت أعماله حتى اليوم من أهم ما أنتجته الموسيقى الكلاسيكية العالمية، واكتسبت اثنان من السيمفونيات التي كتبها في صممه أكبر شعبية، وهما السيمفونية الخامسة والتاسعة، وأيضاً افتتاحياته منها افتتاحية كوريولان، كما أنه أحدث الكثير من التغييرات في الموسيقى، وأدخل الغناء والكلمات في سيمفونيته التاسعة، فجاءت رسالته إلى العالم «كل البشر سيصبحون إخوة».


الفرقة السيمفونية الوطنية، تعزف السيمفونية البطولية لبيتهوفن في دار الأسد بدمشق

والعمل الثاني الذي خصص له الوقت الأكبر كانت السيمفونية الثالثة سلم مي بيمول ماجور مصنف رقم 55، ويتألف هذا العمل من اربع حركات «حيوية لامعة، مارش جنائزي بطيئة جداً، سكيرزو حيوية، والختام حيوية جداً».

كان ينظر بيتهوفن إلى نابليون كأحد الأبطال الذين غيروا التاريخ في حياة البشرية، وقد اهدى سيمفونيته الثالثة إليه «كنموذج للبطل»، وكان نابليون حينها قد انتزع إعجاب الناس به في عصره، ولكنه عندما استبدّ به الطمع، وكشّر عن أنيابه لافتراس أوروبا ثم لبس التاج وأمسك بالصولجان وأعلن عن نفسه أنه الامبراطور، وعيّن من أشقائه من ينوب عنه في حكم ممالك أوروبية أصابت بيتهوفن خيبة أمل كبيرة منه، فغير رأيه في هذا الإهداء وأمسك بقلمه وشحّط على عبارة الإهداء التي كان اسم نابليون يزينها واستبدلها بعبارة «لذكرى رجل عظيم» ويبقى السؤال من هو ذلك العظيم أو البطل الذي أهداه بيتهوفن سيمفونيته أو جعلها لذكراه؟! هل هو نابليون؟ أو هو بيتهوفن نفسه؟ أو أي إنسان وهمي آخر؟...

الفرقة السيمفونية الوطنية، تعزف السيمفونية البطولية لبيتهوفن في دار الأسد بدمشق

لقد ترك بيتهوفن الأمر غامضاً، وترك الناس يسهرون الليل جرّاءه ويختصمون، وهم متحيّرون بين البطل الخارجي الذي تخيّله والبطل الداخلي الذي أحس به بين جوانحه، ولا ينفكّون معجبين بأحد هذين البطلين أو بالاثنين معاً. وقد جاء في رسالة كتبها بيتهوفن إلى صديق وهو يعالج كتابة السيمفونية الخامسة: إنني في صراع مع القدر، وبانتهائي من تأليفها أكون قد أحكمت قبضتي على زُمّارة رقبته، فليفلت مني إذا استطاع!!

المايسترو ميساك باغبودريان

وفي نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بالمايسترو ميساك باغبودريان ليحدثنا عن سبب اختياره السيمفونية الثالثة «البطولية» لبيتهوفن حيث قال: «كانت فترة التدريبات قصيرة لهذه الحفلة، حيث كان هناك قائد اوركسترا روماني سيزورنا ليقود هذه الحفلة ببرنامج خاص به، ولكنه اعتذر عن الحضور قبل فترة وجيزة عن الحفل، فأرغمنا باستبدال البرنامج، فكان هناك خيارين الأول منه بأن نعيد بعض المقطوعات الموسيقية التي عزفناها مؤخراً، ولكني وجدت بأنها ليست مناسبة لهذا الوقت، وكلما فكرت بمقطوعة معينة كان هناك حاجز في داخلي يمنعني من ذلك، وفي لحظة ما خطرت ببالي السيمفونية الثالثة لبيتهوفن، ورأيتها بأنها مناسبة للظروف التي يمر بها وطننا الحبيب، والحالة النفسية التي أعيشها أنا شخصياً في هذه الظروف، وأعتقد بأنه هناك الكثير من السوريين يشاركونني هذه الحالة، وكون الموسيقى بشكل عام هي مرآة لحياة المجتمع وللواقع الذي يعيشه، وبالتالي أرى بأن السيمفونية الثالثة "البطولية" هي أفضل شكل للحالة التي نعيشها، من لحظات البطولة ولحظات الحزن والأسى على الشهداء، فهذه السيمفونية تعبر على الحالة وخاصة إنها في النهاية تحتوي الأمل والبطولة والقوة لأنني أرى بأن سورية قوية وستتجاوز كل المصاعب».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفرقة السيمفونية الوطنية، تعزف السيمفونية البطولية لبيتهوفن في دار الأسد بدمشق

الفرقة السيمفونية الوطنية، تعزف السيمفونية البطولية لبيتهوفن في دار الأسد بدمشق

الفرقة السيمفونية الوطنية، تعزف السيمفونية البطولية لبيتهوفن في دار الأسد بدمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق