افتتاح معرض التشكيلي غسان النعنع في غاليري تجليات بدمشق

06 نيسان 2011

افتتح الدكتور رياض عصمت -وزير الثقافة- معرض التشكيلي غسان النعنع معرضه في غاليري تجليات بدمشق ضمن حساسيات لونية مختلفة ليصبح الغطاء اللوني القادر على مخاتلة عين المتفرج وجذبه إلى تناقضاتها هو الأساس، وذلك مساء أمس الثلاثاء 5 نيسان 2011.


السيد وزير الثقافة مع التشكيلي غسان النعنع
في حفل افتتاح المعرض بغاليري تجليات

وفي مقدمة غاليري تجليات لدليل المعرض الأنيق ذكرت: للوحة نافذة على عوالم لا نهائية، على الحلم والواقع، على الذات والآخر، على المسموع والمرئي.. اللوحة نافذة على كل هذا، لكننا أمام لوحة غسان نعنع، نكون داخل اللوحة، جزءاً من الحراك الجواني لتأثيراتها المختلفة. تشدنا ضبابيتها، أضواؤها وعتمتها، على السير أكثر في دروبها.

نشعر برغبة أكثر في الاختفاء بعيداً فيها، في مجهولها الممتع، في موسيقاها الملونة، لنشارك الآخرين فيها الثرثرة اللذيذة حول موائد بيضاء، أو لنرقص في أعراس غريبة، أو لنشارك في طقوس سحرية في حضرة رجال يعرفون دروب الضوء.


من أعمال غسان النعنع في معرضه الأخير بغاليري تجليات

لوحة غسان جزء من الطبيعة، جزء منه، جزء من معرفتنا، وحلمنا، وخوفنا، إنها قطعة مرئية من اللامرئي الذي نرغب برؤيته.

هاهو يحفز عبر رسمه إمكانيات أكبر لنسير في حلم غير منته ولا تحده الأزمنة أو الأمكنة في اللوحة، كشغف، كسراب يتراءى لك ويمضي في البعيد، بل يقترب منك ويدعوك إلى الإمساك به. عندما نتحدث عن هذه اللوحة، نكون أمام كل أحلامنا المختلفة، إذ تتسع هذه المساحة لها، عبر قدرتها على إطلاقها، وهل أجمل من أن نكون قادرين على الحلم.

هل يهمنا أن نفهم لوحة غسان نعنع؟ أم يهمنا أن نرى هذه اللوحة؟ نعتقد إن لوحة غسان مرئية ومفهومة، لكن يمكن لهذه الرؤية والفهم أن يتسعا كثيراً لو أردنا، فعلى سبيل المثال: هل تبدو لوحة الموسيقي الذي يعزف على آلته مسموعاً إلى هذا الحد دون التأثيرات اللونية أو المونوكرومية (تدرجات اللون الواحد) الضبابية في اللوحة، الموسيقى تتألف من الكثير من النغمات وتتطلب الكثير من التفاعل بين العازف وآلته، وما يخلق أجواء من التواصل، بينه وبين الآخرين على المستوى الشعوري أو اللاشعوري، وهذا بحاجة لحضور حي للتفاعل معه، بينما في اللوحة هذه يمكن أن نلحظ تلك التأثيرات، في أجواء اللوحة، في فضائها، ومثلما نعرف أن الماء يغلي من البخار الكثيف المتصاعد منه، يمكن أن نعرف ونفهم ونرى ونسمع عبق هذه الموسيقى والنشوات المتوالدة عنها والمستمرة في المكان الذي يغيب تدريجياً من اللوحة، ليبقى شكلاً من الزمان تتردد فيه، وكأن المرئي في هذه اللوحة يتحول إلى مسموع.


حديقة ـ من أعمال التشكيلي غسان النعنع بمعرضه الأخير في غاليري تجليات

هذا كيف حضر إلى اللوحة؟ من المهم أحيانً أن نعرف، لنستطيع أن نرى أكثر.

في الإجابة المختصرة، لاينفصل مزج اللون، عن سماع الموسيقى عند غسان، تلك الموسيقى التي تغل سريعاً إلى الداخل، لتتحرك فيها ومعها الألوان والأشكال والرغبات والصور اللامرئية المترسبة في العميق والبعيد من ذاته المتوثبة تختزنها اللوحة لتكون دروباً إلى ما هو أكثر ثراء.

كي نعلن الحب لسنا بحاجة إلى طقوس، نحن فقط بحاجة الحب، وعندما يتسرب إلينا أو ينبعث فينا يكون قادراً على منحنا التوهج، فيراه الآخر.

لكننا مع ذلك نحتفي بالحب، نعلن طقوساً وأعراساً، سحراً وعتمة وأضواء، أزياء وشموعاً وألواناً.. كل هذا لنقول إننا نحب، في لوحة الفنان غسان نعنع يحدث كل هذا، يمتزج فلا نعرف كيف نفرق ما بين الفرح والسحر والحب والخوف والرهبة والحلم والجمال، أو ليس الحب قادراً على فعل كل هذا! وهذه اللوحة أيضاً.

طريقة نعنع في الرسم تبدأ من نقطة على سطح اللوحة، لكنها سرعان ما تولد نقاطاً أخرى ومساحات وأجواء سديمية وصولاً إلى الشكل الذي ينتهي عليه في اللوحة، تلك النهاية الإنسانية الرومانسية والصوفية الحلمية المتحررة من الكلاسيكية اللونية والمدارس الواقعية، وإن كان لرامبرنت وتيرنر وسيزان والفن المسيحي تأثير على صيرورة العمل، كما للطبيعة الحية والمحفوظة في الذاكرة تأثيراتها المتبادلة مع طبيعته هو، فغسان والطبيعة يتشكلان من ذاك اللون، من تلك النقطة التي تغيب في ضبابية اللوحة.

بداية الرسم عقوبة غالباً، وتتصاعد على خلفيات وتأثيرات الحياة والموت، والشهيد، والأعراس، والوجع.. لكنها سرعان ما تتوج بمفاجآت تتصل بالحدس لتتحول إلى مناخات تعبيرية جامحة في الخيال والحلم، لوحة غسان لا تنتهي بقرار وإن بدأت جزئياً به، كما إنها لا تنتهي على المستوى التعبيري إذ تبقى متاحة للمتلقي أن يرسم فوق الحلم، حلماً آخر.

وأوضح الفنان النعنع أنه رغم ما توحي إليه معظم لوحاته في انتماءاتها إلى القرن التاسع عشر ولاسيما لوحاته الموسيقية كما أسماها إلا أنّ تركيزه الأكبر ليس على ما يلبسه الشخوص أو تموضعاتهم ضمن الفراغ وإنما كيفية تلوينهم ووضعهم ضمن صيغ لونية فاتحة أو غامضة باللون الحار أو اللون البارد لأن ذلك هو ما يعطيها قيمتها التشكيلية أكثر من كونها تنتمي إلى عصر دون غيره، مضيفاً أنه يحاول عبر شغله في هذا المعرض إثبات أنّ التقنية الخاصة للون هي القادرة على تحديد هوية الفنان وخصوصيته دون غيره، فضلاً عن أهمية الخيال في صياغة العمل الفني وكتابة نوتاته فكل لوحة هي بمثابة مقطوعة علاماتها الموسيقية هي ضربات الفرشاة التي تغرف من اللون وتملأ به فراغ اللوحة.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من معرض التشكيلي غسان النعنع في غاليري تجليات

من معرض التشكيلي غسان النعنع في غاليري تجليات

من معرض التشكيلي غسان النعنع في غاليري تجليات

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق