مسرحية غبار الثقافة بين الرأي والرأي الآخر

13 شباط 2011

«غبار» مسرحية لفرقة تابعة للمسرح القومي أقيمت خلال الفترة الواقعة بين7و11 شباط 2011 على مسرح دار الكتب الوطنية في حلب. العمل يتطرق إلى أزمة الثقافة في عالمنا العربي والمجتمع الذي لا يقرأ. تفتح الستارة، ليكشف لنا عن منزل يحوي رفوفاًَ تضم عدداً كبيراً من الكتب. لحظات قليلة ويدخل إلينا شخصان الأول هو صاحب المكتبة الذي يريد بيعها، والثاني مشتري هذه الكتب صاحب «البسطة» المتوضعة فوق جسر المشاة. المفاوضات تبدأ حول القيمة المتوقعة لهذه الكتب وسبب بيعها.


من مسرحية غبارعلى مسرح دار الكتب الوطنية

صاحب الدار يعلن حاجته للمال وبيع الكتب سيؤدي إلى تأمين مبلغ مادي يساعده على تجاوز مصاعب الحياة. لحظات تجعلنا ندرك أن بائع الكتب بعدما أن عرفنا أن اسمه «أبو أمين» ليس ببائع كتب عادي، بل هو مثقف لديه نمط غير تقليدي من الثقافة، ثقافة الحياة وما خَبِره من بيع الكتب التي كان يضعها على «بسطته». أما من يعرض هذه الكتب للبيع، فهو الكاتب المعروف «رياض يوسف» الكاتب الذي انعزل عن الناس منذ عشر سنوات ولم يعد يعرف أحد إذا كان حياً أو ميتاً.

حوار يجري بين الاثنين عن الثقافة، فهل الثقافة هي الكلام العميق المستورد من ثقافات أخرى بدون أن يمت لواقع بيئتنا، أم هو ترجمة حياة الناس إلى أدب وفكر. بكلماته البسيطة حاول «أبو أمين» إقناع الكاتب بالعودة للكتابة من جديد، في حين كان رفض الكاتب معللاً بأننا أمة لا تقرأ. حوار يستمر وينتهي بمعرفة «أبو أمين» بأن سبب إحجام الكاتب عن الكتابة منذ عشر سنوات يعود إلى وفاة زوجته الكاتبة والأديبة المعروفة وحيدة، فقيرة وبدون أن يشارك في جنازتها سوى خمس أشخاص، الصدمة جعلت «رياض سيف» منعزلاً عن المجتمع، ومعتزلاً الكتابة، ويائسا من فكرة حث الناس على القراءة. وفي النهاية يعرض «أبو أمين» سعراً للكتب أقل بكثير من قيمتها الحقيقة في محاولة لاستفزاز الكاتب للعودة للكتابة، لينتهي العمل المسرحي بإثارة أسئلة كبيرة لدى المتلقي.

عمل مسرحي استمر مدة 50 دقيقة من تمثيل عمر حاج محمد: بدور «أبو أمين» بائع الكتب، والممثل فريد عقاد بدور« رياض يوسف» الكاتب. ومن إخراج بلال جركس والذي حدثنا أكثر عن العمل: «القضية الأساسية التي تناولها العرض أننا نحكي عن كاتب اختفى من عشر سنوات لصدمته من وضع زوجته التي كانت شاعرة وكاتبة بدون أن يهتم بها أحد ما أدى إلى حدوث ردة فعل عكسية له لينزوي ويعيش بين أوراقه، ومن ثم يتصل ببائع الكتب ليتم ما تم من حوار بين الاثنين. هي تجربة شبابية كانت الدعوة فيها عامة للجميع. أما عن فرقتنا فتدعى كاريزما وهي مشتقة من فرقة تدعى أجيال قدمت عروضاً سابقة في 2002-2004. فرقة كاريزما حالياً تابعة لوزارة الثقافة حيث تتلقى منها الدعم المعنوي فقط في حين تبحث الفرقة عن الدعم المادي. وقد قدمت الفرقة حتى الآن 5 أعمال كان تمويلها من جيبي الخاص حيث كان التمويل متمثلاً بشكل رئيسي في الديكور والألبسة والفنيين حيث الممثلين لا يتقاضون أي أجور لقاء ما يقدمونه على المسرح».

من مسرحية غبار

وعن رأيه في واقع المسرح في حلب يقول: «المسرح لدينا ذي وضع متردي، فهو متوضع ضمن قوقعة لا يخرج منها. دائماً نرى نفس الأشخاص يقدمون أعمالاً مسرحية في حين هناك عدد كبير من الشباب المميز لا يجد فرصته للظهور، وما ينقصهم هو تواجد الدعم المادي نفسه الذي يحصل عليه أصحاب الوجوه المتكررة. من المهم تواجد دعم مادي حيث من دون الدعم المادي لا يوجد مسرح».





وعن المشاريع المستقبلية يقول: «الشهر الماضي كان لدينا مونودراما بعنوان الجرذ، ونعد لعمل جديد الشهر القادم هو قيد الدراسة. أود هنا أن أشكر السيد أسامة السيد يوسف مدير المسرح القومي في مدينة حلب الذي وقف معنا ودعمنا وقدم لنا المسرح هذا مجاناً لنقدم عرضنا المجاني بدورنا. أما عن فرقتنا فهي تضم كل من نحس بامتلاكه الموهبة. حالياً تتألف من الممثلين إياد عدنان شحادة، وعمر حاج محمد مؤلف هذا العمل المسرحي، وفريد عقاد، وحسام الدين خربطلي. ونخطط للمشاركة في مهرجان المونودراما في اللاذقية ومشاركة في مهرجان الشارقة».


أحمد بيطار- حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من مسرحية غبار في حلب

من مسرحية غبار في حلب

من مسرحية غبار في حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق