تحدثي أيتها الذاكرة

22 كانون الثاني 2011

العنوان العريض لفعاليات مركز أدهم إسماعيل على مدار عام 2011

«تحدثي أيتها الذاكرة»، هذا هو العنوان العريض الذي سيرافق جانباً من فعاليات مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية على مدار عام 2011، وذلك بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس مركز أدهم إسماعيل، حيث بدأت أولى فعاليات هذا العام بإقامة معرض تشكيلي في مقر المركز الكائن في ساحة الشهبندر بدمشق، فجاء المعرض من نتاج اليافعين من طلاب المركز، تحت عنوان «عالم مختلف... عالم الفنان أدهم إسماعيل»، كتحية لروح هذا الفنان الذي يعد أحد رواد الحركة التشكيلية السورية.

شارك في نتاج المعرض 145 يافعاً من طلاب المركز من دورة صيف 2010، حيث تعرفوا على أسلوب الفنان أدهم إسماعيل بشكل خاص إلى جانب العديد من الفنانين كـ: ناظم الجعفري، بيكاسو، ماتيس، وشاغال، بإشراف الفنانين: حسن حسن، هناء الخالدي، زويا سمور، ريم الخطيب، يوسف البوشي، رجاء حتمل، ريم الخالدي، جمال كتيلة، ضحى الخطيب، رزان عز الدين، سوزانا حميدي، دلال زلغنة، آني مسروبيان، لينا الغزولي وسوزان جوخدار.

تميزت الأعمال بعفويتها وألوانها المشرقة المستمدة من أعمال الفنان الراحل أدهم إسماعيل وغيره من الفنانين، حيث توزعت الأعمال على جميع جدران المركز في طقس احتفالي يدل على ديمومة المركز ونشاطه الدائم لتكريس حالة عامة مختصرها الفن للجميع أطفال ويافعين نساء ورجال، وهذا يعود لحالة الصدق في طريقة التعاطي مع محبي الفن التشكيلي، وخاصة من قبل الفنانة التشكيلية ريم الخطيب مديرة المركز، وجميع مدرسي المركز المخلصين لرسالة الفن الحقيقية.


شعار مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية

«اكتشف سورية» زار معرض «عالم مختلف... عالم الفنان أدهم إسماعيل» والتقى مديرة مركز أدهم إسماعيل الفنانة التشكيلية ريم الخطيب فكان هذا الحوار الذي تكلمت فيه عن المعرض قائلة: «بدأ التحضير لهذا المعرض في شهر تموز 2010، من خلال ورشة عمل من نتاج طلاب المركز من اليافعين، وهو معرض نفتتح به عام 2011 والذي سيكون مكرساً في عمومه للاحتفال بمرور 50 عاماً على افتتاح المركز، وارتباطه باسم الفنان الراحل أدهم إسماعيل، والتعريف به كفنان رائد في حركة التشكيل السوري، فكانت المبادرة بتعريف اليافعين وذويهم ورواد المركز بالشخصية الفنية للفنان أدهم إسماعيل من خلال ورشات عمل مستوحاة من أعماله التشكيلية».

وعن أهمية تجربة الفنان أدهم إسماعيل تتابع مديرة المركز ريم الخطيب: «تأتي أهمية الفنان إسماعيل باعتماده على مبدأ موجود في الفنون الإسلامية وهو "الأرابيسك" أو "الخط اللامنتهي"، فقد استفاد الفنان من هذه التقنية في إنتاج لوحة حديثة ومعاصرة، وبرأيي الشخصي يجب أن نُدرس تجربة هذا الفنان لكل فنان تشكيلي يتعلم خطواته الأولى، لأن موضوع الهوية في الفن غاية في الأهمية وخاصة عندما نبحث في جذورنا الفنية ونطورها ضمن رؤى تشكيلية معاصرة، وما يميز تجربة الفنان أدهم إسماعيل أنه حقق هذه المعادلة الفنية الناجحة والمتميزة في مسيرة التجديد التشكيلي، لذا كان من المهم تسليط الضوء على تجربة هذا الفنان أمام طلاب المركز من اليافعين».

وعن سبب اختيار وزارة الثقافة الفنان أدهم إسماعيل ليكون اسمه عنواناً للمركز تعلق الخطيب: «هنالك الكثير ممن يخطئون حول ماهية أو سبب التسمية، فمنهم من يظن خاطئاً أن هذا المكان هو المرسم الشخصي للفنان أدهم إسماعيل، لذا ننوه بأن اسم المركز جاء تكريماً من قبل وزارة الثقافة للفنان أدهم إسماعيل الذي وافته المنية عن عمر الأربعين في عام 1968، حيث ترك رحيله أثراً كبيراً على الساحة التشكيلية السورية والتي كانت تمر بمرحلة مهمة نشطت فيها إبداعات المجددين في التشكيلي السوري، وقد كتب في تأبينه التشكيلي محمود حماد ناعياً إياه لدى الوسط التشكيلي السوري بكلمة مؤثرة».

وعن برنامج الاحتفالية والذي سيمتد على مدى عام كامل بمناسبة مرور 50 عاماً على افتتاح المركز تقول الفنان التشكيلية ريم الخطيب: «في هذه السنة نعمل تحت عنوان عريض وهو "تحدثي أيتها الذاكرة"، حيث سنحاول قدر المستطاع البحث عن تاريخ مركز أدهم إسماعيل المرتبط بتأسيس حركة التشكيل السوري، وخاصة أن هذا المركز شهد فترات ألق التشكيل السوري في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ودخله الكثير من الفنانين التشكيليين السوريين ممن أصبحوا اليوم من الرواد، كما سنحاول لملمة الروايات الشفهية والوثائق المتناثرة وجمعها في مطبوعة ستصدر في نهاية عام 2011».

وتضيف: «سيمتد المشروع على مدار السنة في مقر المركز وفي كل شهر سيكون لدينا مشروع مرتبط بهذه المناسبة، ففي الشهر القادم وفي العاشر منه، سنقيم ندوة تحت عنوان "رواد مركز أدهم إسماعيل وجمعية أصدقاء الفن"، وسيرافق الندوة عرض فيلم وثائقي لمجموعة من وثائق المركز إضافة لمجموعة من الصور النادرة لرحلات قام بها طلاب المركز الأوائل، وعلى مدار العام سنحاول دعوة جميع من مروا على المركز من كبار التشكيليين السورين والشباب التشكيلي الأحدث».

وعن الصعوبات التي رافقت التحضير للمشروع الأهم لدى المركز لعام 2011، تشير مديرة المركز إلى مشكلة التوثيق المنهجية التي تفتقر إليها بعض المؤسسات: «توجد صعوبة في مشاهدة أعمال رواد التشكيل السوري، وكمثال على ذلك فإن قاعة الفن الحديث في المتحف الوطني بدمشق والتي أقيمت خصيصاً لاحتواء أعمال الرواد التشكيليين السوريين، ومنهم أعمال الفنان أدهم إسماعيل، أصبحت ومنذ سنتين مفتوحة للتجارب العالمية الأخرى. متناسين أن هدف القاعة هو أرشفة نتاج التشكيل السوري. ومن جهة أخرى وأثناء التحضير لمشروعنا "تحدثي أيتها الذاكرة" الخاص بذكرى تأسيس المركز، فقد كان مرجعنا الأساسي لورشة اليافعين، كتاب للفنان التشكيلي نعيم إسماعيل يحوي مجموعة من صور لوحات الفنان أدهم إسماعيل إضافة لمجموعة من الصور حصلنا عليها من الإنترنت، وهذه الصعوبة تشمل مشاهدة معظم أعمال الرواد التشكيليين السوريين».

الفنانة التشكيلية ريم الخطيب

وفي سؤال عن فنانون استلموا إدارة مركز أدهم إسماعيل منذ تأسيسه، تذكرنا السيدة ريم الخطيب بهم، إضافة لبعض الفنانين ممن عملوا في مجال التدريس: «من مدراء المركز أذكر الفنانين عفيف بهنسي، طارق الشربف، أحمد مادون، مجيد جمول، مها قواص، ومن ثم جئت أنا بعدها. أما مِن الفنانين الذين شاركوا في نجاح واستمرارية المركز فنجد الفنانين يوسف البوشي، سارة شمة، نذير إسماعيل، وجمعية أصدقاء الفن التي خرجت من هنا، والنحات مصطفى علي، والفنانة نُهى علي، وغيرهم الكثير، كما علمت مؤخراً أن زوجة الرئيس الأرجنتيني الأسبق كارلوس منعم كانت تَدرس في مركز أدهم إسماعيل».

وعن أهم الورشات التي أُقيمت في مركز أدهم إسماعيل تقول: «من الورشات التي أقيمت في المركز نجد مختبر الفنون المعاصرة، ورشة عالم من تنك، وورشة لقاء مع الفنان الكبير نذير إسماعيل، وورشة بالتعاون مع الوكالة الألمانية JTZ كانت مع الفنان الألماني Woody baer حيث تعرف الطلاب على بعض التقنيات لتحويل أكياس النايلون إلى أعمال فنية باستخدام المكبس الحراري، وقد أقيمت في الحديقة البيئية بجانب قلعة دمشق، وكذلك ورشة النهاية التي عرضت في إحدى أروقة التكية السليمانية بدمشق. كما أذكر بأن عدد المستفيدين من برامج المركز يفوق سنوياً الألف مستفيداً ومن جميع الفئات العمرية ومختلف الاختصاصات العلمية والثقافية».

وفي نهاية الحديث تقول مديرة مركز أدهم إسماعيل الفنانة التشكيلية ريم الخطيب: «هناك محبة خالصة لهذا المركز، يختزنها الكثير من التشكيليين السوريين ممن مروا به من طلاب ومدرسين ومشرفين، وهذه الاحتفالية التي ستستمر لعام كامل ليست النهاية، وليست للحديث عن تاريخه العريق، بقدر ما هي حافز لنا للاستمرار بنفس الحيوية والنشاط والإبداع، من خلال برامجنا التي تتوافق مع متطلبات العصر، ومنها مشروع مختبر الفنون المعاصرة الذي بدأ منذ سنتين وهو دخول لمجال الحداثة الفنية والبحث ضمن الأفكار الجديدة. كما أننا دائماً نعمل على نقل ورشات عملنا التشكيلية خارج حدود المركز والوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور السوري واستقطابها».


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من نتاج ورشة عالم مختلف .. عالم الفنان أدهم إسماعيل في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية

من نتاج ورشة عالم مختلف .. عالم الفنان أدهم إسماعيل في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية

من نتاج ورشة عالم مختلف .. عالم الفنان أدهم إسماعيل في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق