موسيقى على الطريق في ثاني وثالث أيام العيد

14 أيلول 2010

استمرت فعاليات موسيقى على الطريق في مساء اليومين الثاني والثالث من أيام عيد الفطر السعيد بحديقة القشلة في دمشق القديمة. فمساء يوم السبت 11 أيلول 2010 كان الجمهور الدمشقي على موعد مع موسيقى الراي التي قدمتها فرقة بلاي راي، أما يوم الأحد 12 أيلول فعزفت فرقة نوطة مجموعة من مقطوعاتها الموسيقية.

فرقة بلاي راي
وسط تفاعل كبير من الحضور قدمت فرقة بلاي راي مجموعة من أغاني الراي ومقطوعات من موسيقى الراي، والتي هي إحدى أصناف الغناء الشعبي التقليدي في الجزائر، وتعني «طريق الرؤيا» وكذلك «الهدف» أو «الخطة» كما تعني الكلمة «الرأي»، «الكلمة» أو «الفكرة».

«الشاب» هو لقب يطلق على المغنين الرجال الذين يغنون هذا النوع من الموسيقى في عمر الشباب وكذلك يطلق على المرأة (شابة) لنفس السبب، نشأت موسيقى الراي في غرب الجزائر في مدينة وهران أواخر القرن التاسع عشر، وموسيقى الراي موسيقى محلية كلماتها بسيطة جداً، تخاطب الشباب الذي يتغنى بالخيبة والمأساة بشكل مرتجل ترافقه موسيقى حزينة تعبر عن الشكوى والألم، ويتخلل مقطوعات الراي صوت آلة الناي والإيقاع التقليدي، وألحانها مرتكزة على الإيقاع فيما تصاحبها الآلات الكهربائية.

أكثر مقاماتها شهرة مقام النهوند، الكرد، ومقام الحجاز، وتأثرت موسيقى الراي بالأغنية الفرنسية والموسيقى الإسبانية وتم تحديثها عل مر السنين وذلك بإدخال آلات الكمان، الأكورديون، الغيتار، الكلارينيت، والبيانوالكهربائي سنة 1970.

وفي أواخر السبعينات ظهر جيل جديد من موسيقيي الراي، واستطاعت موسيقاهم التي هي عبارة عن مزيج من الراي التقليدي ومن التكنولوجيا الموسيقية الغربية، أن تجسد البحث عن الذات بالنسبة للشباب الجزائري.

وقد أدت فرقة بلاي راي بعض الأغاني الجميلة من هذا النمط استمتع بها الحضور الكبير الذي امتلأت به الحديقة.


فرقة بلاي راي

في نهاية الحفل التقى «اكتشف سورية» بالمغني عمر النويلاتي الذي تحدث في البداية عن فرقة بلاي راي قائلاً: «بدأنا بهذا المشروع منذ حوالي عامين، رغم عملنا في مجال الراي منذ خمسة عشر عاماً، ولم نكن نستطيع قبلاً أن نجتمع بشكل مجدٍ بسبب سفر مهند ورافي إلى أمريكا لدراسة الغيتار، ومع عودتهم شكلنا هذه الفرقة مع بعض الأصدقاء في المعهد العالي للموسيقى بدمشق».

وعن اختيارهم لهذه الموسيقى قال: «نحن متأثرون كثيراً بالموسيقى الغربية، ومن المعروف بأن موسيقى الراي هي مزيج بين كل من الموسيقى الشرقية والغربية، وموسيقى الراي ليست قديمة بل تعود إلى أوائل القرن العشرين وانطلقت من مدينتين في الجزائر هما وهران وسيدي بلعباس، ويتحدث هذا النوع من الغناء عن مواضيع عديدة (الوطن، الحب ،الحياة العامة..الخ)، والراي الذي نسمعه في الجزائر يختلف عن ما نسمعه في أوروبا».

وتابع النويلاتي: «يجلس على عرش هذا النمط الغنائي في الجزائر المغني المعروف الشاب خالد، والشاب رشيد طه، وهناك من تأثر بهم وأخذ عنهم هذا النوع إلى أوروبا حيث مزجوا بين الراي والموسيقى الأوروبية وخاصة في فرنسا، لذلك عندما نسمع الراي اليوم نسمعها وفق أنماط موسيقية مختلفة. أما بالنسبة لنا فقد اخترنا هذا النمط لحبنا للموسيقى الشرقية والغربية أيضاً، إذ استطاعت الراي أن تحقق هذه المعادلة وهي المزج بينهما بشكل جميل ولائق».

وأنهى النويلاتي حديثه بالقول: «لدينا الآن مشروع خاص بنا بمساعدة كتاب جزائريين، ومن الممكن أن نؤدي أغاني عربية أخرى خاصة بنا، ومختلفة عن السائد وبعيداً عن ما تؤديه الفرق الأخرى مستقبلاً، ومن الممكن أن تكون قريبة من الراي ولكن بلهجة قريبة من لهجتنا، بمعنى آخر مفهومة في بلداننا».

بدوره تحدث الموسيقي يامن اليماني لـ «اكتشف سورية» فقال: «الموسيقيون في بلاي راي كلهم موسيقيون جيدون، ونحاول أن نقوم بعمل جماعي مقبول بدون دور بطولة لموسيقي دون سواه، والفرقة هي نتيجة لما يشبه المعسكر الذي امتد على مدى ثلاث سنوات حتى استطعنا أن نكون بمستوانا اليوم ونضع للفرقة هذه الهوية الخاصة. هذه الموسيقى أعطتنا خبرة كعازفين، وسمحت لنا أن نقدم شيئاً جديداً في سورية.

أما مهند السمان - عازف الغيتار في الفرقة - فقال: «موسيقى على الطريق مشروع مهم استطاع أن يعطي فرصاً لعديد من الفرق لتقدم ما ترغب به للجمهور، وبالتالي يحرك الواقع الموسيقى السوري وينشر الثقافة الموسيقية وأنماطاً متعددة من الموسيقى بين الناس عموماً. وقد استطاع عمر أن يقدم هذا النمط من الغناء (الراي) بشكل جيد وتبين ذلك من التفاعل الرائع الذي أظهره الحضور».

فرقة نوطة : معزوفات شرقية على نمط الجاز
في ثالث أيام العيد قدمت فرقة نوطة مجموعة من المقطوعات الشرقية القريبة من الجاز ومنها: «الزائد اخو الناقص»، «مازوت»، «ترنتيلا» وهي قطعة موسيقية أذربيجانية، بالإضافة إلى قطعة أمريكية عنوانها بعد الترجمة إلى العربية «النوم الزائد»، وقد قدمت الفرقة هذه الأعمال بتقنية رائعة وانسجام تام سواء بين أعضائها الأساسيين أو الضيوف.

فرقة نوطة في حديقة القشلة

في نهاية الحفلة التقى «اكتشف سورية» بالموسيقي جورج أورو عازف الإيقاع في الفرقة وأحد مؤسسيها حيث بدأ حديثه قائلاً: «فرقة نوطة عمرها أربع سنوات، وتتألف من أربعة عازفين أساسيين هم: منصف التركماني، عروة صالح، يزن الهزيم، وجورج أورو».

وتابع أورو فقال: «نؤدي قطعاً موسيقية خاصة بنا، وقد شاركنا في مصر بورشة عمل من خلال مؤسسة المورد كانت مخصصة للارتجال في التأليف الموسيقي، وكنا من الفرق المميزة حيث أقمنا حفلة هناك نالت إعجاب الحضور، كما شاركنا في مهرجان الجاز في سورية على مدى ثلاث سنوات. مشروعنا يحتمل التوسع بشكل دائم، لذلك نستضيف موسيقيين بشكل مستمر، واليوم كان معنا باسل رجوب، ناريك عبجيان، وسبق لنا أن استضفنا موسيقيين آخرين، وهكذا نعمل على تطوير وتوسيع فرقتنا».

وأوضح أورو: «ما نؤديه ليس موسيقى جاز، إنما نستطيع أن نسميه موسيقى الارتجال، واتجاهها أكثر شرقية».

وعن مشاريع فرقة نوطة أنهى أورو حديثه بالقول: «لدينا حفلة قادمة في مصر ضمن مهرجان سيقام في مدينة الإسكندرية».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق