سبهان آدم يعرض استعادياً تجربته التشكيلية في آرت هاوس
02 حزيران 2010
اُفتتح مساء الثلاثاء 1 حزيران 2010 معرض تشكيلي استعادي يغطي السنوات الأخيرة من تجربة الفنان سبهان آدم التشكيلية والتي تمتد من عام 1996 إلى عام 2009، حيث ضم المعرض بحدود 30 عملاً من الحجوم الكبيرة والجدارية، والمنفذة بتقنيات مختلفة، وتتقارب الأعمال في الشكل والتشكيل سواء أكان لجهة الموضوع الذي ينحاز لتصوير الانكسار الإنساني بأكثر من معنى، وبهذا يشترك الخاص والذاتي واللاشعوري مع العام والإنساني، وهي رؤية أصبحت أكثر وضوحاً وتماسكاً في أعمال سبهان آدم، أو في الشكل حيث لا نجد في العموم هذا الاختلاف الحاد بين عمل وآخر لكننا نلحظه في التفاصيل حيث يكون الطرح أكثر إيلاماً وعمقاً ووضوحاً.
«اكتشف سورية» يتمنى الشفاء العاجل للفنان سبهان آدم ويتوقف معه للتعرف أكثر على هذه الرؤية التشكيلية.
بعض الشخوص في لوحاتك تشعرنا بفقدانها للتوازن في فضاء اللوحة، عدم التوازن هذا إلام يفضي؟
بالعكس، شخوصي تحمل قوتها في هشاشتها وتبدلها وتغيرها وتحولها، الشخوص في أعمالي تعمل على الحالة السيكولوجية، وحمولاتها السيكولوجية هي من العيار الثقيل جداً، ومن الصعب للكيانات المختلفة البسيطة ثقافياً والتي لا تملك مرجعيات (المتلقي) أن تستطيع التواصل مع عملي أو تسبب أعمالي لها تحريضاً متناسباً مع محتواها التعبيري، أتوقع أن تكون أعمالي مساندة للأشخاص الذين عانوا من مشاكل نفسية أو العصابيين أو الذين عاشوا أوقاتاً قاسية، وأن تكون أعمالي مغذية لهم على المستوى النفسي والروحي. وبالنسبة لعدم التوازن، أرى أن أعمالي متوازنة وفيها الكثير من السحر، مثل لاعب السيرك - على خفته وهشاشته – حيث يقوم بألعاب غير اعتيادية، خصوصاً وأن طريقتي وأسلوبي التشكيلي لم يوجد قبلي بل أنا الذي أوجدته.
ثمة تشابهٌ في شخوص اللوحات لديك، أنتحدث هنا عن شخص محدد أو عن الإنسان بشكل عام والذي يتجسد من خلال هذا الشخص الذي تقدمه؟
لا، أنا أتحدث عن إنسان بالمطلق، بعيداً عن العقائد والإيديولوجيات، الأفكار، الأزمان، القوميات، وبعيداً عن كل هذا، أتحدث عن قصة الإنسان الذي يعيش على الهامش، قصة الإنسان المتألم، وأبني عالمي التشكيلي من خلال تشربي لمجموع الخليط الثقافي والإنساني العالمي، أنا بمثابة اسفنجة ماصة لمجموع هذا، ولوحتي تعكس هذا المجموع.
قد نختلف على مفهوم الجمال أو رؤيته، وخصوصاً في لوحتك، أنت كيف تقدمه أو كيف تراه؟
الموضوع يأتي بطريقة مختلفة لدي دون أن نخوض في إشكالية مقاربة أعمالي من زاوية الجميل أو غير ذلك، أعمالي تتحدث عن روح خاصة، فما الفائدة من قط لونه أبيض أو أسود، المهم أن يصطاد، فعملي ليس مطلوباً منه أن يكون جميلاً أو غير جميل، المهم أن يزعزع المشاعر، يغير المعادلات، يحطمها، يكسرها ويطرح شيئا مختلفاً أم لا؟ من هذه الزاوية يمكنك أن تنظر إلى أعمالي.
الخلفية في أعمالك على اختلاف ألوانها، تأتي خالية من أي عناصر، كيف يمكننا أن نفهمك هنا؟
أنا لا أعمل على الفراغ، بل على الشكل، وهذا الشكل لدي هو شكل مبسط، الفراغ هو جزء رئيسي وغير رئيسي، الفراغ الذي أعمل عليه هو جزء من العمل كما في أعمال جاكوميتي، فالفراغ هو جزء من المنحوتة لديه، ومقدار الألم وإشعاعه هو هذا الفراغ، وهذا الفراغ يحتوي رؤية وجودية تعكس إشعاع هذا الألم الذي أريد تصويره وإيصاله، فهذا الفراغ يعكس حالة التوحد والعزلة، ويمكن الإضافة إلى أن هذا الفراغ التشكيلي يحتوي في داخله فراغاً آخر غير مرئي، هذا الفراغ هو امتلاء تعبيري ومن الضروري لدي أن يكون بهذه الصورة ليتمم ما أريد قوله.
عمار حسن - دمشق
تصوير: عبد الله رضا
اكتشف سورية
جانب من معرض سبهان آدم في غاليري آرت هاوس بدمشق |
من معرض التشكيلي سبهان آدم في غاليري آرت هاوس |
من معرض التشكيلي سبهان آدم في غاليري آرت هاوس |