افتتاح معرض التشكيلي سبهان آدم «لوحات جديدة» في غاليري آرت هاوس بدمشق
11 تشرين الأول 2016
.
افتتح مساء أمس الثلاثاء 10 تشرين الأول معرض التشكيلي سبهان آدم برعاية وزارة الثقافة تحت عنوان «لوحات جديدة» بغاليري آرت هاوس بدمشق.
قدم التشكيلي سبهان آدم في معرضه الجديد 23 عملاً مختاراً من نتاج عمله للعام 2016، بمقاسات كبيرة، اتبع فيها بإسلوبه المميز مع إضافات معبرة توضح مدى تأثره بالأزمة التي تمر بها سورية.
الفنان سبهان آدم وفي حديث خاص مع «اكتشف سورية» قال: «يأتي معرضي هذا بعد انقطاع خمسة أعوام عن العرض في دمشق التي أعشق والتي لم أغادرها خلال سنواتها العجاف، إلا أنني أقمت معارض فردية في كل من بيروت لندن باريس وليون.. فكرة المعرض هي بادرة ودعوة للأمل والفرح لنعيد للحركة التشكيلية ألقها وتواجدها ولقاء الأصدقاء والأحبة وإحياء للذكريات الماضية».
ويضيف في معرض حديثه عن أعماله: «تلامس أعمالي في مضمونها الكوميديا السوداء ومن أجل تخفيف سوداوية المشهد استخدمت الألوان الزاهية كالزهري والأصفر والبرتقالي والأزرق الفاتح، أما عن ازدواجية الوجوه فيصب بخانة الكوميديا السوداء أيضاً دون أن يرتبط العمل بانفعلات إنسانية محددة، فأنا أمارس الرسم كالطفل الذي يهوى اللعب، وأترك للمتلقي حرية تأويل العمل كل حسب ثقافته وميوله».
ويقول: «أعمالي مرآة للقساوة التي نشاهدها في أيامنا هذه.. فلا يمكن أن نقدم الزهور والعصافير بينما هناك حروب دائرة حولنا لذلك يجب أن نعيش الحالة، ونصور الحقيقة كما نراها، وهذا جلي في أعمالي بهذا المعرض».
وعما اذا كانت النخبوية ما تزال لا تقلق الفنان سبهان يقول: «أعمالي فيها من التبسيط والتقشف الشيء الكثير إلا أنني اضيف عليها أجواء من البذخ، لكن لا يمكن تجاهل أن النخبوية في العمل مطروحة في مضمون العمل وفهمها يتحمله المخزون الثقافي للمتلقي».
وفيما اذا كان سبهان يُحرض شخوصه على البوح بأمزجتهم أم هم يفرضون على ريشته ظهورهم على حقيقتهم قال: «تجول في مخيلتي آلاف الشخوص إلا أن قدرتي العضلية اليومية تمنع ظهور هذا الكم الهائل منهم.. الخامة البيضاء لا ترهبني.. وملكة الرسم لدي تفوق قدرتي على الكلام.. وأنا بحاجة إلى عشرة أعوام أخرى لاستكمال مشروعي.. الرسم بالنسبة لي شغف لا ينتهي..».
الفنان أمين الخياط كان حاضراً وصرح لـ«اكتشف سورية»: «سبهان فنان عصامي كوّن نفسه من لا شيء استطاع أن يخلق عالمه الخاص والمتميز، معرضه اليوم حالة خاصة جداً ينم عن موهبة نادرة، وهذا راي كثير من النقاد، اتمنى له التوفيق في عمله».
التشكيلي غرو سليمان الشهير بأمير عباد الشمس قال: «دائما ما أقول أنه من السهل أن تكون رساماً ولكن من الصعب أن تصبح فناناً وهذا مايميز الفنان سبهان الذي يملك أسلوبه الخاص في التعبير عن مكنوناته بكل ما يختلج صدره من انفعالات إنسانية».
التشكيلي غسان العكل قال لـ «اكتشف سورية»: «التشكيلي سبهان معروف في أسلوبه بتصوير الشخوص المشوهة حتى أضحت مدرسته الخاصة، معرضه اليوم يمتاز بتقنية عالية خاصة استخدامه للألوان الحارة الممزوجة بالأسود والتي تصدمك للوهلة الأولى».
كمال محيي الدين ناقد تشكيلي واستاذ جامعي قال: «هذا المعرض إن دل على شيء فهو يدل على أن الفنان سبهان ما زال يعمل تحت ظروف استثنائية تمر بها البلاد وهذا مؤشر إيجابي بلا شك، واعتبره بارقة أمل ورسالة إلى كل المبدعين السوريين تحثهم على العمل والمشاركة.. سبهان اختط لنفسه أسلوباً فردياً بحتاً لم يجرؤ غيره على استخدام المسخية على هذا النحو، رغم أن رموز هذا الفن معروفة في كل أنحاء العالم».
يضيف الناقد محيي الدين: «الفنان سبهان اخترق كل الصعوبات ووصل إلى الصدارة بسحر ساحر، يملك تأثيراً بصرياً قوياً على المتلقي.. أعماله تخلق جدلية للمشاهد تسيطر عليه من خلال تحاوره البصري مع اللوحة بأثرٍ رجعي سلبي أو إيجابي ولكن بالمحصلة هي تنشيط لحالة الذاكرة، أي أن هذا الوضع المأزوم لا بد له من حلول، قد يكون من الناحية السيكولوجية خروج إلى ما بعد الأزمة».
وختم يقول: «كل هذه الإشارات تصب في الحالة الثقافية لدى المتلقي، فمثلاً هذه الحرب الدائرة هل ستطول إلى مالا نهاية؟! بالطبع لا.. ونتائجها معروفة من خراب ودمار وفراغ، إلا أن الحياة لا بد أنها ستعود إلى طبيعتها وجمالها وهذا ما يحلم به الإنسان.. بهذا المعنى أرى فن التشكيلي سبهان إشارة صوتية أو لنقل فرقعة بصرية تحرض وتنبه الذاكرة».
ومن الجدير ذكره أن المعرض مستمر لغاية 10 تشرين الثاني 2016، يومياً من الساعة 5 إلى 8 مساءً ما عدا يومي الخميس والجمعة، في غاليري آرت هاوس بدمشق.
زين .ص الزين
اكتشف سورية
مواضيع ذات صلة:
صور الخبر
من معرض «لوحات جديدة» للتشكيلي سبهان آدم بغاليري آرت هاوس |
من معرض «لوحات جديدة» للتشكيلي سبهان آدم بغاليري آرت هاوس |
من معرض «لوحات جديدة» للتشكيلي سبهان آدم بغاليري آرت هاوس |