أيهم اللحام في ساحة شهداء المرجة

07 05

الفيلم الثالث ضمن سلسلة بصمة مكان

ضمن سلسلة الأفلام الوثائقية «بصمة مكان» التي يقدمها المنتدى الاجتماعي بشكل دوري بالتعاون مع المخرج أيهم اللحام، قدّم العرض الأول لآخر الانتاجات وهو الثالث «ساحة شهداء المرجة» في 5 أيار 2008، بعد الفيلمين السابقين «أبواب دمشق القديمة» و«البيمارستان النوري».
تعكف هذه السلسلة على إعادة تقديم المعلومة التاريخية بطريقة بصرية يرافقها صوت وصورة بغاية تحقيق الأثر المطلوب وترسيخ المعلومة خاصة إذا ما علمنا أن العين تستقبل حوالي 86% من المعلومات قياساً بالحواس الأخرى.
في الفيلم، تم تناول «ساحة الشهداء» في محاور عدة منذ بدايات تأسيسها، والغايات التي أنشأت من أجلها، ومن ثم كيف تطورت الأحداث لتصبح اليوم من الساحات الهامة تاريخياً وتجارياً وسياحياً، وهي لم تتقاعد عن ممارسة دورها الحيوي حتى يومنا.
والمتتبع لتاريخ الساحة يجد أنها تمتاز بتاريخ حافل وتناقضات عجيبة، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي المميز وسط دمشق مع الأسواق المتفرعة عنها، ما جعلها مكاناً يجمع الخيال مع الواقع ويقدم قراءة مثالية لمفردات الحياة الدمشقية.
يقول المخرج أيهم اللحام، «تناول الفيلم الساحة كأول إطلالة لساحة عامة خارج سور مدينة دمشق القديمة ومنها انطلقت المدينة خارج السور. وهناك دراسات تقول أنها أول «أغورا» (تجمع شعبي تفاعلي) في دمشق، وتعود للعهد الكلاسيكي ولكن الآثار زالت تماماً، لذلك تناولتها في الفيلم من الفترة الزنكية وقبلها السلجوقية عندما كانت ربض لقلعة دمشق، بمعنى آخر مكان لبيع الخيل والسلاح. وفي عهد نور الدين الزنكي تحولت إلى مكان لتدريب الجنود والخيول والمسابقات وأيضاً كانت ذات طابع اجتماعي ومتنزه لكل أهالي دمشق».
وحول التطور العمراني التاريخي، يقول اللحام: «بدأت الأبنية الإنشائية تظهر فيها بداية العهد المملوكي عندما بنى السلطان دنكز جامع دنكز الموجود حتى الآن. وتتالت المنشآت العمرانية فيها إلى أن بدأت تأخذ حجمها كساحة ببداية القرن التاسع عشر على زمن العثمانيين. وفي عهد السلطان عبد الحميد أقيمت في المرجة مبان حكومية جديدة ضخمة وفق أساليب العمارة الأوربية الحديثة، ومنها مقر دار الحكومة، ودائرة البلدية، وإدارة الترامواي، وإدارة البريد، ودائرة العدلية، والثكنة الحميدية، ومستودع الذخائر الحربية (جبخانة)، ودائرة الأملاك السلطانية، ودائرة البريد والبرق، وثكنة التلغراف، ومبني العابد الذي ما زال قائماً حتى الآن. وبناء عليه بدأ الاهتمام الاجتماعي فيها وبدأت تظهر فيها الفنادق والمسارح والمتنزهات».
أيهم اللحام فيلم ساحة شهداء المرجة عن الدور الثقافي، يحدثنا اللحام: «طبعاً أردت القول أنها الساحة الأولى العامة في دمشق التي بدأت تنطلق منها السفريات إلى خارج القطر السوري. وفيها ظهرت أول سينما وهي سينما زهرة دمشق (سينما باتيه) عام 1918، وقد أغلقت سنة 1928. ثم تأسست سينما الإصلاح خانة عام 1921، وسينما الكوزموغراف، ومن بعدها صارت سينما غازي وسنترال وفاروق والنصر. من ناحية أخرى، انتشرت المقاهي في الساحة ومن أقدمها مقهى ديمتري، ثم الكمال، وعلي باشا، والورد. وشهدت ولادة المسارح الدمشقية ومنها مسرح زهرة دمشق، والنصر، ومسرح القوتلي الذي تأسس في بدايات القرن العشرين وانتهي بحريق سنة 1928، وكان يغني فيه مشاهير المطربين والمطربات. إذن يمكن اعتبارها الساحة التي طلّت منها دمشق على الحضارة الغربية في نواحي متعددة».
عن إنشاء النصب، يضيف اللحام «قبل مائة عام بُني العمود الشهير وعليه مجسم لجامع هو لجامع يلدز في تركيا حيث يعتبر المجسم هو الأصغر في العالم، وسمي هذا النصب نصب التلغراف. وجاء هذا العمود والمجسم تذكاراً لتدشين الاتصالات بين دمشق والمدينة المنورة في أواخر العهد العثماني، ومتزامناً مع إطلاق الخط الحديدي الحجازي ومحطة القطارات المجاورة لساحة المرجة. لقد أقيم العمود والنصب التذكاري سنة 1907م أيام الوالي العثماني حسين ناظم باشا ولا يزال إلى اليوم، وقد صممه فنان إيطالي وقام بتنفيذه من معدن البرونز. كانت دمشق حينها أهم مراكز الدولة العثمانية».
من الناحية التاريخية، يقول اللحام: «في عام 1915م، ألقى جمال باشا السفاح القبض على عدد من أحرار وزعماء العرب ومفكريهم، وبعد محاكمة صورية حكم عليهم بالإعدام شنقاً حتى الموت بتهمة خيانة الدولة العليّة، وتمّ تنفيذ الحكم في ساحة المرجة، ولهذا سميت فيما بعد بساحة الشهداء لتكون شاهداً على جرائم ارتكبت بحق نخبة من رجالات العلم والفكر والسياسة. كما شهدت الساحة أحداثاً سياسية أخرى مهمة، ومنها إعدام أبطال الثورة السورية الكبرى 1925- 1927م، الذين كانت فرنسا تلقي بجثثهم في ساحة المرجة (الميدان الأكثر قصداً) بغية نشر الرعب في النفوس».


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

سامر المصري:

يا سلام

سوريا