ساحة المرجة


ساحة الشهداء (المرجة) بدمشق

ساحة في مركز مدينة دمشق خارج السور، تتوسط المسافة بين حي البحصة الجوانية وشارع النصر، بين جامع يلبغا «مجمع الباسل اليوم» وجامع تنكز، كانت في العصر المملوكي متنزهاً مشهوراً، نضراً يمور بالماء والخضرة حين كان نهر بردى يتفرع فيها إلى فرعين يضمان بينهما قطعة من الأرض تشكل جزيرة خضراء مزروعة بالأشجار والنباتات والرياحين، ولم يكن في هذا الموقع سوى جامع «يلبغا».


وفي منتصف العصر العثماني شاع اسم «الجزيرة» على هذه المنطقة وكذلك شاع اسم «بين النهرين»، ومنعاً للالتباس فإن تسمية بين النهرين كانت تطلق أيضاً على أمكنة أخرى في دمشق خصوصاً محلة الفرايين بين باب توما وباب السلام والتي وصفها لنا «أبو البقاء البدري» من علماء القرن التاسع الهجري في كتابه «نزهة الأنام في محاسن الشام».

اختلفت التسميات التي أطلقت على الساحة باختلاف الأزمنة والحقب، ونسبت أيضاً إلى المشيدات التي أقيمت فيها. ففي منتصف العصر العثماني أطلق عليها اسم الجزيرة، وكذلك بين النهرين، وفي مطلع القرن التاسع عشرسميت المرجة لانتشار الخضرة فيها ومجاوراتها. وفي أواخر القرن التاسع عشر أُطلق عليها اسم ساحة العدلية والبريد والبرق نسبة لمبنيي العدلية والبريد والبرق. وفي بدايات القرن العشرين دُعِيت بالميدان الكبير، وساحة السرايا نسبة للسراي الجديدة القائمة حالياً. وفي عهد الحكومة العربية 1918-1920م صارت ساحة الشهداء تخليداً لشهداء 6 أيار 1916 وأصبحت هذه التسمية رسمية إلى الآن. لكن تسمية: «المرجة» شاعت على ألسنة الناس أكثر من الأسماء الأخرى واستمرت في أيامنا.