أفلام أيهم اللحام مشروع توعية ثقافية

04 03

الفيلم الوثائقي السوري متأخر عن باقي الفنون

«بصمة مكان» سلسلة أفلام وثائقية تبحث في البصمة التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لدمشق من خلال معالمها الأثرية، وقد تناولت هذه السلسلة مكتب عنبر، والجامع الأموي، وقلعة دمشق، وكنيسة حنانيا، والبيمارستان النوري، والمرجة، والمكتبة الظاهرية، والشارع المستقيم، وآخرها أبواب دمشق الذي تم عرضه مؤخراً لمدة ستين دقيقة في المنتدى الاجتماعي في الرابع من آذار، والسلسلة بمجملها من إخراج أيهم اللحام.
عن هذه السلسلة يقول «هي فكرة تبحث عن بصمة مكان، وعندما تبلورت الفكرة كانت البداية من مكتب عنبر أول مدرسة حكومية في بلاد الشام، وقد قدمتُ المكان من خلال عمل كودرامي، أي وثائقي مع أحياء لبعض المقاطع الدرامية متطرقاً إلى الأثر الاجتماعي والوطني لمكتب عنبر، بعدها تطورت التجربة لتغطي مناطق كبيرة من دمشق».
فيما يتعلق بفيلمه الأخير «أبواب دمشق» يقول اللحام «قمتُ بتغطية الأبواب تاريخياً بدءاً من الفترة الكنعانية مروراً بالأراميين واليونان والرومان إلى الفترة العربية الإسلامية وصولاً حتى يومنا هذا، وقد خلصتُ إلى أن هناك أبواباً اختفت عبر التاريخ، وأخرى ما زالت قائمة ويطغى الشكل الأيوبي على معظمها عدا باب شرقي الذي يأخذ الشكل الروماني حتى هذه اللحظة».
«على نحو عام تناولتُ الأبواب من الناحية التاريخية والعمرانية وأثرها الاقتصادي من كونها كانت مراكز جباية من القوافل التي تدخل دمشق، فمثلاً تحدثتُ عن أن سبب تسمية باب شرقي هو من كونه يتجه شرقاً أو يتجه نحو الشمس وجاءت تسميته بباب الشمس، أو يتجه نحو الغوطة الشرقية، وجميعها أمثلة محتملة، ثم تطرقنا بعدها إلى أهم الأحداث التاريخية التي نُسِبت إليه، ومنه دخل خالد بن الوليد فاتحاً، أيضاً منه دخل نور الدين الزنكي حاملاً مشروع محاربة الصليبيين، إضافة إلى أهميته التجارية لكونه موصولاً مع شارع دمشق المستقيم».
«يهدف مشروع "بصمة مكان" إلى نشر ثقافة توعوية عند جيل الشباب بأهمية الأثر التاريخي للأماكن الأثرية فيدركون حقيقة مرجعيتهم ومنبتهم الحضاري.» فالجيل الجديد (على حد يقين اللحام) متخاصم مع تاريخه ومتمرد عليه، وفي هذا يقول اللحام «نحن من خلال هذه السلسلة نقول له إن تاريخنا مشرّف غنيّ حضاري، وما يثبت كلامنا هذا هي الأمكنة التي ما زالت قائمة موجودة حتى يومنا هذا. وبالنهاية نحن أمة لم تأت من فراغ، إنما من حضارة وثقافة جذورها ضاربة في عمق التاريخ الإنساني».
يتابع اللحام «يخطئ من يعتقد بأن الدراما والفنون الأخرى من تشكيل وموسيقى وما شابه هي أقدر على تجسيد مشاكلنا وعكس الهمّ المجتمعي، بل إن الفيلم الوثائقي هو من أكثر الفنون الإعلامية مقدرة على تسليط الضوء، أما باقي الفنون فليس مطلوباً منها بالدرجة الأولى أن تطرح هماً، إنما هي في النهاية فنون جمالية، وبالدرجة التالية إذا تطرقتُ إلى الهموم من خلال جمالياتها فهذا متناسق مع اسمها وهدفها، أما الوثائقي فمطلوب منه أن يطرح هماً وأن يقدم حلولاً إن أمكن من خلال البحث الذي يسبق الفيلم. ولعلني أجد في سيناريو الفيلم الوثائقي أهمية الفيلم بحد ذاته، أضف إلى ذلك أنه يستخدم الفن لإبراز هذه الحقائق ونتقبل منه هذا لأنه وثائقي لا روائي».
يجد اللحام أنه «للأسف الشديد ما زال الفيلم الوثائقي السوري يحبو في خطواته الأولى، وهو متأخر عن باقي الفنون ويكاد يكون غير موجود. مع العلم أنه كانت هناك بدايات مهمة للفيلم الوثائقي على يد مخرجين مهمين من المؤسسة العامة للسينما ولكنهم لم يستمروا وهذا مؤسف للغاية».
عن استحقاقاته القادمة يقول اللحام «حالياً نقوم بالتحضير لعمل يتناول ثقافة الماء في بلاد الشام، ويتناول التراث المائي منذ بدء تاريخ بلاد الشام مروراً بثقافة الأديان والمجتمع وصولاً إلى الحاضر، وفيه مقارنة لثقافتنا المائية اليوم مع الثقافة المائية لأجدادنا، وبخاصة أننا نعاني خطر نضوب مياهنا في هذه المنطقة».
يذكر أن المخرج أيهم اللحام ولد في دمشق عام 1971، ودرس فنون الغرافيك في جامعة كيندي ويسترد بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم درس التصوير السينمائي في نيويورك، بعدها درس الإخراج السينمائي والرسوم المتحركة، ومؤخراً عام 2005 اتجه نحو صناعة الأفلام الوثائقية ذات القيمة الفكرية.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

المعماريه هدى الآصيل:

أود أن أعرف أين هي تعرض هذه السلسلة من الأفلام الوثائقية واين هو هذا المنتدى الاجتماعي وهل يمكنني الآنتساب له أتمنى أن يكون لي مشاركة أو إطلاع على هذه الأفلام وأتمنى للمخرج أيهم اللحام ولجميع أسرة العمل النجاح والتوفيق

سوريا دمشق

نجيب المصرى:

من يفقد احد ابويه او كلاهما يكون يتيما ولا حيلة له فى هذا القدر اما من لايعرف احدهما او كلاهما اثناء حياتهما فبكون طفلا مرزولا او من اطفال الشوارع او لقيطا ....
ومن لايعرف تاريخ بلده كطبقات تعلو احداها الاخرى يكون لقيطا لاجذور له ... نبت شيطانى لاقيمة له !!
شكرا ايها العزيز الغالى على كل ماتفعل من جهة التوعية التاريخية ببلدك العزيز والتوثيق لذلك , وكل التمنيات الطيبة للغالية سوريا بالاستقرار ...

نجيب المصرى مهتم بالتاريخ المصرى والعربى

مصر

ضرغام:

الموضوع رائع يسلمووووووووووو

العراق