مكتب عنبر أول مدرسة ثانوية في دمشق
10 07
له دور كبير في النهضة العلمية والثقافية تاريخياً

ضمن سلسلة الأفلام الوثائقية «بصمة مكان» التي قََََُدّمت بمناسبة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، 9 أفلام وثائقية تناولت فيها أهمّ الأماكن التي لعبت في حقبٍ تاريخية مختلفة دوراً ثقافياً، وتاريخياً، واقتصادياً، وحتى سياسياً، ومازالت حتى يومنا هذا، إضافةً لكونها آبدة ومعلمٌ ثقافي وتراثي هام، تلعب دوراً حضارياً. وكانت آخر الأفلام التي قدمتها السلسلة في 8 تموز 2008 هو فيلم «مكتب عنبر» للمخرج أيهم اللحام، الذي يضطلع بهذا المشروع بالتعاون مع المنتدى الاجتماعي.
تناول المخرج مكتب عنبر في جميع مراحله التاريخية، والأدوار التي أنيطت به وأهميته اليوم من كونه قصرٌ للثقافة، كما تناول الناحية العمرانية، والزخرفية، والجمالية للبناء، أيضاً تطرَّق إلى ذكر عددٍ من الأعلام الذين ارتبط إسمهم بهذا المكان فيما لو تم التطرق إليه.

يعتبر مكتب عنبر صرحٌ حضاري هام، ومركز تعليمي رائد كان له الأثر الأكبر في النهضة العلمية والثقافية في عهودٍ مظلمة من الاستعمار العثماني والفرنسي. وحفاظاً على أهمية هذا البناء التراثي الأصيل سعت محافظة مدينة دمشق إلى ترميمه، فأصبح مقراً للجنة حماية مدينة دمشق القديمة، ومركزاً لاستقبال الوفود الرسمية، وإقامة المهرجانات، والندوات الفكرية والتاريخية، والاحتفالات الرسمية».

ومن الناحية العمرانية يقول اللحام «البناء العمراني مستطيل الشكل مساحته 5 آلاف متر مربع، وقد ألحقت به دورٌ مجاورة له في القديم؛ فبابه الغربي يطل على شارع "المكتنه" وهو الباب الرئيسي للمكتب، ويتألف البناء من أربعة أقسام، كل قسم يتألف من باحة "أرض ديار" وتتوسط الباحة بركة ماءٍ حيث النافورة والسمك الأحمر، وتحيط بالبركة حدائق الأشجار المثمرة، والحمضيات، والورود، والأزهار، وهناك أربعون غرفة وقاعة موزعة على طابقين. أمّا من الباب الرئيسي تطل علينا فسحةٌ صغيرة حولها أربع غرفٍ، ثم باحة سماوية، وهي أوسع باحات المكتب. أما الباحة الثانية ففيها إيوانٌ عالٍ وواسع، ومن البهو يطل على الباحة خمسة أعمدة رشيقة من المرمر الأبيض، والجدران مزينة كلها بزخارف النوافذ، مُحلاة بالحديد المُزين بزخارف براقة برسومها وألوانها. وفي الباحة الثالثة إيوانان من الشرق والغرب، وجدران الغرف في هذه الباحة مزينة بزخارف مرمرية نافرة، ومحفورة

أما فيما يتعلق بالناحية الثقافية يقول اللحام: «كان مكتب عنبر هو الثانوية الوحيدة في دمشق عام 1900، وقد خَرَّج مكتب عنبر ألوف الطلبة وعمل به كثير من الأساتذة منذ إنشائه في عام 1905 إلى عام 1932، حيث نقل إلى مدرسة التجهيز الأولى قرب زقاق الصخر، ومنهم شكري القوتلي 1819-1967 الذي أكمل دراسته الثانوية في مكتب عنبر، و شكري القوتلي هو أحد العاملين في جمعية الفتاة العربية والمؤثرين في نشاطها وقراراتها، انتُخب رئيساً للجمهورية السورية في 17 آب 1934، ثم انتخب مرةً

رياض أحمد
اكتشف سورية


:
اروع مدرسة