ولاويل بردى للشاعر سمير طحّان

04 04

طبعة جديدة بترجمة عارف أنطوان طحّان

بعد أربعين عاماً على صدور النسخة العربية من ديوان «ولاويل بردى» للشاعر سمير طحان، يعيد الشاعر طباعته بنسخة جديدة مترجمة إلى الإنكليزية إلى جانب العربية، ترجمها عارف أنطوان طحّان، وقد صدر الديوان عن دار كنعان للدراسات والنشر والخدمات الإعلامية، ويقع في 171 صفحة من القطع الوسط.

في المقدمة نقرأ نصاً شعرياً بعنوان «غياب الغياب» كتبه الشاعر طحّان تحية إلى روح أخيه الباحث مروان طحان، وفيه يقول: «حين تخلو نفسي إلى روحي/ تبدأ تعتصرني جروحي/ أسمع أفكارك/ أستطعم كلماتك/ أشمّ صوتك/ فلا أصدّق موتك/ وأرى روحي تفيض من روحي/ حين تخلو نفسي إلى روحي/ وحين/ تخلو روحي إلى روحي/ يبدأ يغمضني وضوحي/ ويغيب الغياب/ أسمعك تفتح الباب/ تجيء وتضيء المكان/ وتشدّ حيلي/ في ليل ليلي». ثم يختمه بقوله: «ألا أواه يا أخا الآهات/ خذ مني الهيهات/ وأعطني بموتك القوة على الحياة/ ياه يا ميتاً يحياني وأحياه».

وتحت عنوان «خفقات نهر! بردى منعش الشام وملهم المبدعين» يكتب سعيد البرغوثي مقدمة الديوان مبحراً في هذا النهر الذي خلّد في كتابات المبدعين، إذ عايشوا تدفقه وانسيابه بين أحضان الشام، وفي تلك المقدمة يقول: «مسيرة عمر ومسيرة نهر، كم هما متشابهان! يتذكر العمر الذي خلّفه وراءه، بطموحه واندفاعه، وما انتهى إليه من إحباط وتشظ، ويتذكر بردى بأعراسه وزغاريده، وانتهائه إلى ساقية حزينة.. كم هما متشابهان! لا يرقى بردى إلى مصاف الأنهار العظمى، فليس هو بعظمة النيل، أو دجلة أو الفرات، ولكن تلك الأنهار على عظمتها لم تظفر بما ظفر به بردى من إدهاش أشعل خيال الشعراء، فمنحوه أجمل قصائدهم، ومن رقته وتدفقه ألهم كبار الفنانين، فغنوا له أرق أغانيهم».

أطلق الشاعر سمير طحان على ديوانه هذا مصطلح «شعثر» ليشير إلى أنه «نحت من الشعر والنثر، إنه نص يصلح لتعتبره شعراً أو نثراً، طوراً تراه من أرقى الشعر وطوراً تراه من أنقى النثر، باختصار الشعثر شعر لا يتكلّف النظم ونثر يلتزم ما لا يلزم».

ومما تضمنه الديوان من قصائد، نقتطف هذا المقطع الذي قال فيه الشاعر طحان: «وبوأتني نفق حبك بكل لؤم/ فرأيت حلمك لا يطاق/ يبطل تعاويذي وتمائمي ورُقاي/ يطرز عيني على أسمال الحقول/ ويزخرف بالأوصال التخوم/ رأيته يتوضّع وينجلي/ حتى يتجاوز رؤى الأنبياء/ ويتخطى نبوءات الرؤاة/ مخلّفاً التأله والتولّي/ في صدد حلم واقع حقيقة/ بين ومضة التصديق وبرقة التكذيب/ وظاهري في باطني يتوجّس/ يهيب بالحدس المتشوّف رؤيا في خيلولته/ ألّا يجنح إلى مساوئ الشكوك/ بل أن يفيء إلى محاسن الظنون/ مقتدياً بمقدور للحريق/ يمحو شريعة مكتوبة على الجبين/ بجمرة/ يمتدح الدفء والنار في جسده/ تتفشّى/ وكيف تأتي النار على من قوامه/ النار؟/ فرميت بالتراب على مقلي/ فوعيت كيف يؤلمني أصلي».

«ولاويل بردى» موسيقى تترنم بالألم والمعاناة، تسمعها من نبض دفقات قلب الشاعر المتفجعة فتحيلك إلى عالم جديد قوامه الشكوى والتذمر والأنين، فماذا بقي من الحياة سوى عجز وليل شقي، وغيوم سوداء عل حدود الأفق؟ ورغم ذلك فإن في قلب الشاعر ومضات أمل وتفاؤل، حيث «الحب له كل معاني الحب، حيث الموت لا يميت» بنجواه يلتقي، برؤى المرأة الصاعدة من ألق الصباح يزرعها في كل المحاجر، شمساً تتجاوز الأفول.


بيانكا ماضيّة - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق