موسيقى صينية في دار الأسد للثقافة والفنون

12 10

لكل أمة موسيقى تجسد تاريخها، والصينيون أمة عريقة موغلة في القدم تملك موسيقى ذات خصوصية لا تقل عن حضارتها، ومن أهم منجزاتها الجانب النظري للموسيقى حيث استنبطوا أهم النظريات الموسيقية وهي «قاعدة دائرتي الخامسات والرابعات» المعروفتين عند المشتغلين في العلوم الموسيقية ونظرياتها، ومنها القاعدة التي أعجب بها الفارابي، فاستخرج بواسطتها ما يزيد عن ألف وأربعمئة نغمة.

وعلى الرغم من عدم انتشار الموسيقى الصينية بشكل واسع، فقد برع الصينيون باختراع آلاتهم الموسيقية المختلفة وتفوقوا في هذا على بقية الأمم، ومثال على ذلك آلة البيبا (عود رباعي صيني) والسونا (بوق صيني) وآلة الأرهو الوترية، وتوجد في الصين آلات موسيقية منذ ثمانية آلاف سنة. أما اليوم وبعد أن تطورت وتنوعت هذه الآلات التقليدية، فإنها لا تعد كنزاً ثميناً في الموسيقى الصينية التقليدية وحسب، بل أصبحت جواهر نادرة في التراث الثقافي العالمي، وإن آلة الأرهو الوترية، هي الآن من أهم الآلات الموسيقية الوترية الصينية التقليدية.

فرقة جوجيانغ في دار الأسد للثقافة والفنون:
من هذا المنطلق كانت استضافة دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق لفرقة «جوجيانغ» للموسيقى الشعبية الصينية في مسرح الدراما مساء يومي 8 و11 من تشرين الأول 2009 خطوة هامة لنتعرف على موسيقى غريبة علينا نوعاً ما، وآلات موسيقية تقليدية تشبه آلاتنا إلى حد ما.

أدت فرقة «جوجيانغ» موسيقى بلادها بأمانة أوصلتها إلينا بعذوبتها وحقيقيتها، وكان ذلك واضحاً من خلال أداء الموسيقيين بإحساسهم وتوحدهم مع الآلة التي يعزفون عليها، حيث استقبل الجمهور السوري موسيقى الصين الصديقة بترحاب بالغ وصفق لها طويلاً.

قدمت الفرقة العديد من المقطوعات الفردية والجماعية، فبدأت بمعزوفة عنوانها «أغنية فرح» وهي ذات إيقاع سريع ونغم جميل، ومن ثم استمعنا إلى عزف منفرد على آلة ليوكين ومقطوعة بعنوان «وصول الربيع إلى نهر ييهي» حيث تفيض ضفاف هذا النهر بالحياة مع تدفق المياه وقدوم الربيع.

وتلى هذه المقطوعة عزف منفرد على آلة تسونغروان وهي «أجراس الجمال على طريق الحرير»، حيث جاء اللحن نشيطاً قائماً على نغم قادم من غرب الصين يمثل قافلة من الجمال تقترب ومن ثم تغادر.

وقدمت الفرقة أيضاً لحناً شعبياً شهيراً ألفه موسيقي معاصر ضرير اسمه هاويانجون بعنوان «الربيع الثاني يعكس القمر» ويصف فيه الانعكاس المبعثر للقمر في الربيع كتجسيد للموسيقى الحزينة أبدعها ضرير يعاني في هذا العالم، ولقد أصبح هذا اللحن شائعاً داخل الصين وخارجها.

وبالإضافة إلى ذلك قدمت الفرقة معزوفات أخرى جسدت سباق الخيول فوق الأرض العشبية، وهو سباق يقيمه الشعب المنغولي، وكذلك موسيقى شعبية لمقاطعة جوجيانغ الجنوبية الشرقية، وأيضاً لحناً راقصاً من مقاطعة ياو.

و من موسيقى الملاحم الصينية قدمت الفرقة معزوفة «كمين من جميع الجوانب»، وموضوع المقطوعة هو حرب كبرى وقعت بين مملكتين في الصين عام 202 قبل الميلاد حيث هزم جيش هان جيش تشو.

إجمالاً كانت الحفلة ممتعة وخرج الجمهور بانطباع إيجابي حول ما قدمته فرقة «جوجيانغ» للموسيقى الشعبية الصينية.

وفي نهاية الحفل كان لـ «اكتشف سورية» هذه الوقفة مع السيد شين زانغ لينغ مدير الفرقة، وقام بالترجمة مشكوراً المستشار الثقافي بسفارة الصين بدمشق السيد لي جينغ فانغ.

وحول معزوفات الحفلة قال السيد لينغ: «المقطوعات التي عزفت كانت كلها ضمن إطار الموسيقى الشعبية الصينية، وهي تعبر عن الفرح والاحتفالات الريفية أيام الحصاد وأعياد الربيع».

وعن تشابه موسيقى الشعوب قال :«من الصحيح القول بأن هناك تشابهاً بين موسيقانا وموسيقى بعض الأمم، وهذا ما لاحظناه من خلال زيارتنا لبعض الأسواق الدمشقية، فوجدنا آلات موسيقية قديمة تشبه مثيلاتها في الصين وخاصة آلة القانون التي دخلت إلينا من غرب آسيا» .

أما عن أحوال الموسيقى الصينية فتحدث قائلاً: «من المعروف أن الحكومة الصينية كانت مهتمة بالتطور الاقتصادي في السنوات السابقة، وهذا لم يكن عائقاً أمام تشكل صناعة موسيقية شيئاً فشيئاً بالإضافة إلى تطور ملحوظ في الآداب والثقافة بشكل عام».


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

فرقة جوجيانغ للموسيقى الصينية في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق

الفرقة الصينية مع مسؤولين من السفارة الصينية ودار الأسد للثقافة والفنون

الفرقة الصينية مع مسؤولين من السفارة الصينية ودار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

smir:

goooooooooooooooooooooood

alymn