العود : لعازف العود الفنان حسين سبسبي

10 09

كتاب مرجعي ضخم يوثق لآلة العود

بمناسبة مسابقة صلحي الوادي الدولية الثانية لآلة العود لمن هم دون عمر الثامنة عشر والتي حصد الفنانون السوريون الشباب عدداً من جوائزها أصدر عازف العود الأستاذ حسين سبسبي بالتعاون مع معهد صلحي الوادي للموسيقى الجزء الأول من كتابه المهم عن آلة العود بعنوان «مؤلفات أعلام ومشاهير آلة العود في العصر الحديث»، والذي يعتبر مرجعاً مهماً بالنسبة لهذه الآلة الشرقية العتيقة التي تعود جذور وجودها إلى جذور وجود الموسيقى في هذا العالم الذي نعيش فيه.

ويضم الكتاب بين دفتيه عدداً مهماً من النوتات الموسيقية التي تعد كنزاً ثميناً للمؤلفين الموسيقيين وعازفي آلة العود المحترفين منهم والهواة على حد سواء، بما يتميز به من تنوع في المقطوعات المنتقاة ودقة في توثيق النوتة الموسيقية، بالإضافة إلى أن الأعمال المختارة تعود جميعها إلى أهم أساتذة آلة العود في الشرق الأوسط والعالم على مدى خمسين سنة مضت، ونصوصه مكتوبة باللغتين العربية والإنكليزية.

وهكذا نجد فيه بحثاً علمياً بعنوان «العود حول العالم» بقلم الأب الدكتور يوسف طنوس – نائب رئيس جامعة الروح القدس في الكسليك (لبنان)، يلي البحث ما قام الأستاذ حسين سبسبسي بتوثيقه من نوتات موسيقية هامة لأهم عازفي آلة العود وهم حسب تسلسلهم في الكتاب: إبراهيم الطامي (الكويت)، أحمد فتحي (اليمن)، حسين سبسبي (سورية)، جوان قرجولي (سورية)، جمال عبيد (تونس)، أحمد القلعي (تونس)، محمد سعادة (تونس)، خالد محمد علي (العراق)، سعيد شريبي (المغرب)، شربل روحانا (لبنان)، صخر حتّر (الأردن)، صفوان بهلوان (سورية)، كرياكوس كالايتزيدس (اليونان)، محمد عبد الكريم (سورية)، محمد قدري دلال (سورية)، ممدوح الجبالي (مصر)، مجيد ناظم بور (إيران)، نصير شمه (العراق)، وعدد من العازفين الأتراك.

ويتميز الكتاب أيضاً بالدقة والتقنية العالية التي تمت طباعته بها، حيث تم استخدام أفضل الورق الموجود في السوق، ويبلغ وزن الورقة الواحدة 150 غرام وطولها 35 سم وعرضها 25 سم، أما الغلاف فهو من أفضل موجودات السوق من الكرتون المقوى.

والكتاب من الحجم الكبير، حيث بلغ عدد صفحاته 373 صفحة من الورق الصقيل، الذي احتوى بالإضافة إلى النوتات والنصوص على العشرات من الصور الرائعة الموثقة في تاريخ العود من كل أنحاء العالم.

وتظهر غاية الفنان حسين سبسبي من إخراج هذا الكتاب إلى جمهور الموسيقيين وعموم المثقفين والمهتمين باعتبار أن التدوين هو الوسيلة الأساسية لتوثيق الموسيقى ونقلها إلى الأجيال الصاعدة حيث يقول في مقدمة الكتاب: «يعتبر التدوين ضرورة حتمية للحفاظ على الموسيقى من الضياع والاندثار، كما يساعد الباحثين في مجال الموسيقى على التحليل والدراسة والنقد ومقارنة تطور الموسيقى على مدى العصور فالتدوين الموسيقي يعتبر احد طرق نقل الأفكار الموسيقية»، وبناء على ذلك فقد وجد الأستاذ سبسبي أن «المكتبة العربية لا زالت في حاجة ماســّــة إلى الكثير من الكتب الموسيقية المختلفة وبصفة خاصة الكتب المتخصصة في التدوين الموسيقي» والذي يرجو الكاتب «أن يكون هذا الكتاب إضافة نوعية لإثراء هذه المكتبة وتقديم الفائــدة إلى أجيال عدة مهتمة بالموسيقى وغرس أهمية مفهوم الحفاظ على التراث الموسيقي في نفوسهم من خلال عمق مادة الكتاب الموسيقية»، حيث تقدّر أهمية الكتاب في أنه«في انه يوثـــّــق حصيلة كم من الأعمال الفنية والمؤلفات التي تخص آلة العود والتي تعتبر من أفضل ما قـــدّم على مدار أكثر من خمسين عاماً» بحيث يستعرض «كل ما مرّ به تأريخ الحركة الفنية الموسيقية لآلة العود من مراحل وتحديث وتطوير مع الحفاظ على هوية الموسيقى العربية».

كما نوه الأستاذ سبسبي في مقدمة الكتاب بالطريقة الدقيقة في توثيق الكتاب وطباعته وإخراجه حيث تم التوجه «لكل مبدع ورمز موسيقي من رموز هذه الآلة ممن اشترك في إعداد هذا الكتاب، ليـــدوّن أدق التفاصيل في الأداء الموسيقي وما يخص آلة العود ضمن منهجية حديثة ومنظور متجدد»، مع كتابة «هذه الأعمال بأفضل البرامج الموسيقية الإلكترونية لتكون الصفحات واضحة وخالية من الأغلاط والشوائب».

تعليقات على الكتاب:
لا شك أن جهداً بهذا الأهمية والدقة لا بد أن يثير إعجاب وتشجيع المجتمع الموسيقي والثقافي وبالأخص عازفي العود ممن يهمهم هذا الكتاب بالدرجة الأولى، وتدل تعليقات هؤلاء الفنانين على مقدار اهتمامهم بأن ينتشر هذا المؤلف الهام في الأوساط الثقافية والموسيقية وفي أيدي عازفي العود الشبان بالتحديد، لما له من أهمية في حفظ التراث الموسيقي ونقله إلى الجيل الشاب القادم من عازفي العود المستقبليين.


تعليق الفنان نصير شمه على الكتاب بخط يده

وقد حصلنا على بعض من تعليقات هؤلاء الموسيقيين الكبار، حيث يقول عازف العود العراقي الكبير نصير شمه: «لم يتوفر لأي عازف منّا كل هذه الأعمال في كتاب يجمع مؤلفات الموسيقيين المعاصرين بدقة كما يتوفر في هذا الكتاب المميز. ولا بد أن يمتلك كل عازف نسخته، لما فيها من حاضر العود والكتابة الموسيقية لجيل ما زال معظمه يحقق نجاحات متميزة في كل مكان. أوصي بهذا الكتاب لجديّته وأهمية عدد كبير من المؤلفات فيه. ولولا الجهد الخارق للفنان حسين سبسبي لما كان لهذا الكتاب أن يكون بهذه الشمولية والتخصص والتفرد، وبهذا الحشد من المؤلفين والعازفين المهرة. أرى أنه بداية مهمة لأرشفة كل النتاج العربي الموسيقي وتقديمه للعالم».

تعليق الفنان شربل روحانا على الكتاب بخط يده

أما عازف العود والموسيقي اللبناني المميز شربل روحانا، فقد أبدى هو الآخر ترحيبه بهذا العمل الجميل حيث يقول: «يؤكد هذا الكتاب بأن آلة العود ما زالت بألف خير. إنه بمثابة هدية قيمة للطلاب المهتمين بتنمية قدراتهم التقنية والتعبيرية في آن. نجد فيه تنوعاً كبيراً وألواناً مختلفة لعدد من المؤلفين – العازفين المعاصرين. بالطبع، لن يكون هذا الكتاب الإجابة الوحيدة عن كل الأسئلة التي تراودنا عن آلة العود، ولكنه يشكل مدماكاً مهماً إضافياً في برج العود الكبير. على كل حال، لم يستطع أي كتاب أو منهج أن يختزل كل التجارب الأخرى، لذلك فإن جمالية هذا الكتاب تكمن في إلقاء الضوء على عدة تجارب لعازفين ومؤلفين وإن اختلفوا في طريقة تعبيرهم، لكنهم اجتمعوا في حبهم لهذه الآلة ورغبتهم القوية في دفعها إلى الأمام. إلى الأستاذ حسين سبسبي كل الشكر على إعداده وجمعه وتصميمه لمؤلفات أعلام ومشاهير آلة العود في العصر الحديث – الجزء الأول – على أمل أن يكون الجزء الثاني مخصصاً بأغلبيته لكتابة موسيقية لعائلة العود التي طالما انتظرناها، بما يتطلبه ذلك من أبحاث في آلة العود وفي الكتابة الموسيقية. وكما نقول دائماً بأن رحلة العود كانت وستظل دائمة: مع كل التوفيق».

في حوار مع «اكتشف سورية»، الفنان سبسبي يتحدث عن كيفية ولادة هذا الكتاب:
وكان «اكتشف سورية» قد التقى الأستاذ الفنان حسين سبسبي في حوار شائق حول الكتاب ومسابقة صلحي الوادي الدولية لآلة العود تحدث فيه الأستاذ سبسبي عن بعض تفاصيل إصدار هذا الكتاب والملابسات التي رافقت إصداره، كما تحدث عن مسابقة صلحي الوادي الدولية لآلة العود ومعرض آلة العود الذي تزامن معها، وفيما نص هذا الحوار:

- كيف ولدت فكرة هذا الكتاب؟
- بدأت فكرة هذا الكتاب عام 2000 في ملتقى العود الدولي في عمان، ففي أحد الاجتماعات إبان ندوة موسيقية ضمت جميع العازفين المهمين، طرحت الفكرة على رئيس المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية الدكتور كفاح فاخوري، الذي نوه بصعوبة الفكرة قائلاً: « أنت تفكر بشيء مستحيل، فقد لا تستطيع جمع هذه الأعمال من الفنانين حتى بخمس سنوات، فلكل منهم مزاجه الخاص، كما أن توثيق هذه الأعمال صعب وطويل».

وبقيت الفكرة قائمة لدي، حيث جمعت ما استطعت من أعمال خلال هذه السنوات التي مرت، أما بقية ما حصلت عليه فكان عبر الاتصالات المباشرة مع الفنانين، وتكثيف الطلب لإرسال أعمالهم الموسيقية، حتى جمعت كمية جيدة من الأعمال الموسيقية الموثقة.

- وما الذي دفعكم لإصدار هذا الكتاب بالتزامن مع مسابقة صلحي الوادي الدولية لآلة العود؟
- في 5 آب من عام 2000 قرر عازفو العود المجتمعون في ملتقى العود العالمي وبحضور وموافقة الدكتور كفاح فاخوري – رئيس المجمع العربي للموسيقى في جامعة الدول العربية – أن يكون الخامس من شهر آب يوم العود العالمي، وعلى هذا الأساس تم التخطيط لأن تكون مناسبة يوم العود العالمي مشروعاً مخططاً له بعدة اتجاهات، أولها مسابقة العود الدولية لذوي الأعمار دون الثامنة عشر (أي للمواهب الشابة والأطفال)، أيضاً إطلاق الكتاب، وثالثها معرض آلة العود، وذلك كي تكون هذه الأيام الثلاثة عيداً لآلة العود.

- ماذا تريد أن تخبرنا عن هذا الكتاب؟
- من أسرار هذا الكتاب أنه لا توجد فيه أية أخطاء، فقبل نشره، قام العازفون والموسيقيون الذين اختيرت أعمالهم بتدقيقها بأنفسهم. والأهم أن هذه الأعمال كافية بالنسبة للعازف أو المؤلف الموسيقي الشاب كي يدرس فيها لمدة خمسة عشر عاماً، يصبح فيها هذا الكتاب صديقه ورفيقه في دربه الطويل كعازف أو مؤلف لآلة العود. وقد علق رئيس كلية الموسيقى الشرقية بجامعة الأردن الأستاذ صخر حتر على هذا الكتاب قائلاً: «لن يتخرج أي عازف عود من عندنا دون أن يكون قادراً أن يعزف على الأقل قطعتين لكل عازف ورد ذكره في هذا الكتاب، لأن الكتاب يلم بأعمال جميع العازفين ليس فقط في الوطن العربي بل في تركيا واليونان وإيران أيضاً».


الفنان حسين سبسبي في مكاتب اكتشف سورية

- وما هي الصعوبات التي رافقت إصداره بالإضافة إلى صعوبة جمع المادة الموسيقية فيه؟
- ببساطة كلما كانت الأعمال أكثر صعوبة وتعقيداً وجمالاً كلما ازدادت صعوبة تدوينها، فهي تحتاج إلى دقة وأمانة في التدوين والنقل، بالإضافة إلى أن الكتاب يحتوي عدة مدارس ومناهج وطرق تفكير وإبداع في العزف والتأليف لآلة العود، وهي أمور كان يجب أخذها جميعاً بعين الاعتبار.

- إلى جانب مسابقة آلة العود الدولية كان هناك معرض لآلة العود، ماذا تقول عنه؟
- لقد كان معرضاً مهماً بحق، إذ تواجد فيه أهم صانعي آلة العود إقليمياً، إن لم نقل عالمياً، إلا أن الشيء الجميل والحميمي بالنسبة لهذا المعرض، كان ذلك الاندفاع وحب المشاركة لدى المشاركين في المعرض، هذا الحب الذي دفع صانع العود الألماني ماتياس فاغنر - و عمره أكثر من ستين سنة – إلى أن يحمل خمسة أعواد من صنعه ويأتي بهم إلى سورية على نفقته الخاصة، مما يظهر عشقه لهذه الآلة البديعة، هذا العشق الذي ظهر لدى جميع الصناع الآخرين وحضور المعرض.

- وبالنسبة لمسابقة صلحي الوادي الدولية الثانية لآلة العود، ما هو تقييمك لها، وما الذي كنت تطمح إليه ولم يتحقق فيها؟
- لقد كانت مسابقة هامة أظهرت وجود عدد كبير من المواهب الشابة، هذه المواهب التي تحتاج إلى العناية والتدريب ليظهر منها في المستقبل جيل من عازفي آلة العود قد يكون – ويجب أن يكون – أفضل من جيلنا. فنحن نقدم لهم تجربتنا وحصيلة ما جمعناه طوال أكثر من عشرين سنة، مما لم يكن متوفراً لنا عند البداية. إلا أن هناك بعض النقاط التي لو توافرت لأظهرت المسابقة بشكل أفضل بكثير، فقد كنت أتمنى أن يكون الوقت أطول (أسبوع مثلاً)، وأن تجرى فعالياتها في دار الأوبرا (دار الأسد للثقافة والفنون) وذلك لتوفر الإمكانيات التقنية وجاهزية مسرح الأوبرا لهذا النوع من الحفلات والعروض، وثالثاً كنت أتمنى لو كان عدد المشاركين أكبر. وقد بذلنا جهداً كبيراً في دعوة العازفين الصغار للمشاركة بهذه المسابقة، وساعدنا في ذلك معهد صلحي الوادي للموسيقى من خلال موقع وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية على الإنترنت، ومن خلال إرسال معلومات عن المسابقة إلى سفاراتنا في الخارج. كما ساعدتنا المنتديات الخاصة بالموسيقى وعلاقاتنا الشخصية مع أصدقائنا في دول العالم، إلا أن الدعاية والإعلان لهذه المسابقة كانت ربما أقل من المستوى المطلوب، بالإضافة إلى صغر سن العازفين، وربما هذا ما منع الكثير من المواهب المخبوءة من المشاركة بهذه المناسبة. وكدليل على ذلك، فقد قدمنا - إبان مسابقة صلحي الوادي الدولية - النشيد الوطني السوري الذي اشترك في عزفه أربعون طفلاً أظهروا الكثير من الموهبة والإبداع في العزف على آلة العود سواء بشكل فردي أو جماعي.

- أخيراً أستاذ حسين سبسبي، ما هي نشاطاتكم المستقبلية؟
- حالياً أعمل مع وزارة السياحة بمشروع طريق الحرير، حيث سنستضيف عدداً من الشخصيات الموسيقية والغنائية من دول طريق الحرير في حوار ثقافي موسيقي نتحدث عنه في حينه.


.


إعداد وحوار: محمد رفيق خضور
تصوير: عبد الله رضا

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

غلاف كتاب «العود» للفنان حسين سبسبي

نظرة في داخل كتاب «العود»

إحدى نوتات كتاب «العود»

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

بليغ :

اتمنى يا استاذ حسين ان تخبرنا عن نشاطاتك وأعمالك فأنت اصبحت بعيدا عنا ارجو ان تقترب اكثر فنحنا نحبك بليغ

سوريا

ابراهيم مختار:

ليست لي تعليق بل ارد الحصو ل علي الكتاب باسم
العود

iraq

قمر:

لايوجد تعليق على هذا الكتاب الرائع لأنه من ابداع الموسيقار الغالي والمبدع حسين سبسبي

سوريا

كوثر:

كيف يمكنني الحصول على نسخة من هذا الكتاب الرائع من فضلك

morocco

سمعان كميل مويس:

الف مبروك باخراج على هذا الكتاب الرائع واتمنى لكم التوفيق.
واحب ان انوه لكم بان العود الموجود على الغلاف من صنع والدي كميل مويس.
وارغب بالحصول على نسخة منه اتمنى ان تكونوا معي باتصال عبر البريد الالكتروني.

فلسطين

حورية البحر:

أنت مبدع وعزفك ساحر

سوريا -اللاذقية