مسابقة صلحي الوادي الدولية الثانية لآلة العود

09 08

في البداية لا بد من أن نذكر أنّ شركة توتال للاستكشاف والإنتاج في سورية تدعم مسابقة العود التي بدأت عام 2007 للمرة الأولى بهدف تشجيع المواهب الشابة وتحسين وتعزيز قدراتهم الموسيقية.

إن نجاح المسابقة والأثر الفني الذي رافقها شجعا وساهما باستمرار الشراكة بين شركة توتال ومعهد صلحي الوادي للموسيقى لعام 2008 وتعزيز هذه الشراكة لعام 2009.

بدأت فعاليات المسابقة يوم الخميس 6 آب 2009، إذ تحولت غرف المعهد إلى ورشات عمل وتدريبات للمتسابقين، ومن ثم بدأت الاختبارات في مسرح المعهد، وكان عملاً شاقاً للجنة المشرفة، ولكنه بدا ممتعاً حيث استمع الحضور إلى ما يقارب ثلاثين عازفاً لمدة ست ساعات متواصلة.

اختبارات اليوم الأول (الخميس 6 آب 2009):
شارك في العزف يوم الخميس سبعة وعشرون متسابقاً من فئة ما فوق خمسة عشر عاماً، وكان من المفترض أن ينتقل إلى الدور الثاني ثمانية عازفين، ولكن شدة المنافسة والبراعة في الأداء، وضعت اللجنة في حيرة من أمرها في انتقائهم، ولذلك انتقل إلى الدور الثاني سبعة عشر متسابقاً من مختلف الجنسيات المتسابقة.


من أجواء المسابقات

نشاطات اليوم الثاني (الجمعة 7 آب 2009):
كان هذا اليوم بمثابة استراحة، واستغلت إدارة المسابقة هذا الأمر بتنظيم رحلة للمشاركين وأوليائهم إلى معلولا، هذا المكان الأثري البديع، ليشاهدوا معالمنا وحضارتنا القديمة، بزيارة منطقة لا يزال أهلها يتكلمون اللغة الآرامية، لغة السيد المسيح.

اختبارات اليوم الثالث (السبت 8 آب 2009):
تمت هذه الاختبارات أيضاً في مسرح معهد صلحي الوادي، وكانت للفئة العمرية دون خمسة عشر عاماً، وكان عدد المشاركين عشرة متسابقين، انتقل منهم إلى الدور النهائي أربعة فقط، وهم: آلاء الشوا، جوى المنلا، محمد سميح كور، من ، وعبد الله طارق أبو ذكرى (من مصر الشقيقة).

ثم جرت اختبارات الدور الثاني لفئة الكبار والتي تنافس فيها سبعة عشر عازفاً، حيث انتقل منهم سبعة فقط إلى المرحلة الأخيرة، وهم: حسام قرحولي، محمد ونوس، هديل ميرخان (سورية)، سيف الدين بن منهالي (تونس)، محمد طارق أبو ذكرى (مصر)، جوزيف روحانا (لبنان)، يوسف عباس (العراق).

وقد التقى «اكتشف سورية» على هامش المسابقة بعض الموسيقيين الذين تحدثوا عن أهمية هذه الفعالية:

الموسيقي حسين سبسبي (سورية)، رئيس لجنة التحكيم ومدير المسابقة:
في حديثه لاكتشف سورية قال الفنان حسين سبسبي عازف العود الكبير ورئيس لجنة التحكيم والمشرف على هذه المسابقة: «في الحقيقة، لقد كان جهداً كبيراً بذلناه لمدة ستة أشهر متواصلة لجمع هؤلاء الأشخاص، وبالتالي قدمنا شيئاً جميلاً للمشهد الموسيقي السوري، ابتداءً من الحفلات التي أقمناها على هامش المسابقة، مروراً بالكتاب الذي أصدرناه وهو من إعدادي ويضم العديد من الأعمال الموسيقية التي كتبت لآلة العود، والتي ألفها خيرة موسيقيي المنطقة، وانتهاءً بمعرض الأعواد الذي احتوى أشكالاً متعددة من آلة العود. وإجمالاً هناك فوائد كثيرة لهكذا ملتقيات، يستطيع الموسيقي من خلالها أن يعرف أين هو وإلى أين وصل مستواه الفني، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين».

لجنة التحكيم

وتابع الأستاذ سبسبي قائلاً: «ما رأيته وسمعته، جعلني أحس بتفاؤل كبير بمستقبل هذه الآلة، حيث عزف الصغار أعمالاً صعبة وممتعة. وما أود قوله لهؤلاء الفنانين الصغار القادمين بقوة إلى عالم الموسيقى، هو أن يستفيدوا من تجارب الموسيقى العالمية، سواء منها الموسيقى الكلاسيكية الغربية، أو الموسيقى التركية والفارسية، ولكن أن يحافظوا – في الوقت نفسه – على الخصوصية العربية في موسيقاهم».

الموسيقي جوان قره جولي (سورية)، مدير معهد صلحي الوادي للموسيقا (الجهة المنظمة):
وفي معرض رده عن تساؤلاتنا في «اكتشف سورية»، قال الموسيقى جوان قره جولي مدير معهد صلحي الوادي للموسيقا: «إصرارنا على استمرارية المسابقات الدولية تكمن في تعرّف طلابنا على مستوياتهم الفنية ومستويات الآخرين، وبالتالي الاحتكاك بهم، ونشر ثقافتنا الموسيقية. أما الهدف الأكبر بالنسبة لنا كمعهد صلحي الوادي، فهو علمي أكثر من يكون مجرد مسابقة لكسب الجوائز، وفي هذا الإطار هناك عدد من المنح الدراسية لطلابنا أتت من خلال هذه الفعالية».

وتابع الأستاذ جوان قره جولي: «باعتقادي أن الكتاب الذي تم إعداده في هذه المسابقة هو الأول من نوعه، فهو يتضمن أعمالاً جديدة وكبيرة لآلة العود، وهذا شيء مهم أيضاً، لأن عازفي هذه الآلة يعانون من قلة الأعمال المكتوبة، ويشكل هذا الأمر لي أنا شخصياً كعازف عود أزمة حقيقية، ولكن الآن أصبح هذا الكتاب موجوداً في متناول الأيدي، ويستطيع أي عازف الاستفادة منه وهذا إنجاز حقيقي، هذا فضلاً عن الحفلات التي أقامتها إدارة المسابقة لكبار نجوم آلة البزق والعود وكانت مجانية لكل من أراد الحضور، وخاصة لمن لم يستطع حضور الحفلات غير المجانية لأي سبب كان، لم نعزف في الشوارع ولم نقم حفلات في الحدائق العامة، بل عزف عدد من كبار الموسيقيين في مسرح مهم وكانت الدعوة عامة، لهذا نحن مستمرون في هذه الفعاليات».

لجنة التحكيم

الموسيقي شربل روحانا (لبنان):
وفي نفس السياق، قال الفنان شربل روحانا لـ «اكتشف سورية»: «إن هذه المباراة الموسيقية التي تستضيفها سورية مهمة جداً لأنها تخلق حالة من الدعم لعازفي العود خاصة الصغار منهم، وأتذكر أني لم أحضر أي حفلة صولو لهذه الآلة حتى حصولي على دبلوم الدراسة فيها، إلى أن رأيت المرحوم منير بشير عام 1997 في مهرجانات بيت الدين. اليوم اختلف الوضع تماماً، هناك تجارب عديدة، من ملتقيات ومهرجانات وحفلات لمختلف أشكال الموسيقى ومدارسها، وهذا ليس بالأمر القليل أبداً، وعموماً فإن المرء – وخاصة الموسيقي – يحتاج إلى مزاج معين وظروف مساعدة ليبدع أفضل ما لديه، وأعتقد أن ما يحصل هنا في دمشق ضمن هذه الفعالية، هي بالضبط الظروف التي تكلمت عنها. أنا سعيد جداً برؤية هؤلاء الفتيان بأعمارهم الصغيرة والتي تعتبر مرحلة مهمة لنشأة الشخصية عند الشخص، على المستوى الإنساني والمستوى الفني، ونحن بانتظار مواهب كبيرة سوف تتفتح في المستقبل القريب، وإذا كان هناك شك حول استمرارية آلة العود في موسيقانا العربية، فإن هذه المسابقات التي تجري في سورية أو في لبنان تؤكد استمرار العود، وبشكل أبدي إنشاء الله».

الموسيقي سالم المقرشي (سلطنة عمان):
والذي تفضل بالقول: «هذه أهم فعالية بالنسبة لإظهار آلة العود وتكنيكها، بصراحة لقد كانت المسابقة أكبر مما تصورته، حيث سمعنا عن عازفين مهمين، أتوا – كباراً وصغاراً – من دول عربية وأجنبية، ولكن المستويات كانت مذهلة لدرجة أنها خلقت صعوبة عند لجنة التحكيم في اختيار الناجحين».

وتابع الأستاذ المقرشي: «أنا سعيد بتواجدي في سورية، وشكراً لهذا البلد الذي احتضن كل هذه المواهب وأظهرها لنا».

الموسيقي مجيد ناظم بور (إيران):
وقال الموسيقي الإيراني مجيد ناظم بور: «في البداية يجب أن أشكر وزارة الثقافة، وأخص بذلك مدير المسابقة الأستاذ حسين سبسبي ومدير معهد صلحي الوادي الأستاذ جوان قره جولي، لاهتمامهم الكبير بهذه الفعالية، حيث أتاحوا لنا فرصة اللقاء بالشباب الموهوبين والموسيقيين الجيدين من دول مختلفة، وإنها مساحة للحوار وتبادل الخبرات، أنا سعيد جداً بهؤلاء الشباب الذين رأيت في أناملهم مستقبلاً زاهياً لآلة العود».

أمير البزق سعيد يوسف (سورية):
أما أمير البزق سعيد يوسف فقال تعليقاً على المسابقة: «تفاجأت بهذا الكم من المواهب، وأنا أفتخر بأن سورية تهتم بالموسيقى الشرقية وخاصة آلة العود والبزق، من خلال هذه المسابقة والفعاليات الأخرى، حيث تشكل حافزاً عند الناس ليعلموا أطفالهم الموسيقى، وأتوقع لهذا المشروع مساحة أكبر في حياة بلدنا في السنوات القادمة».

وتابع الأستاذ سعيد يوسف: «لا يسعني إلا أن أشكر جهود الأستاذ حسين سبسبي والأستاذ جوان قره جولي على ما بذلوه من الجهد والتعب لإنجاح المسابقة، وأتمنى أن تتواصل وتستمر بنجاح أكبر وأكبر».


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

في كواليس المسابقة

أحد المتسابقين

أحد المتسابقين الصغار

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

محمدعرابي صواف:

رايت في سوريا اعظم عازفين في العالم العربي لدي اقتراح ان يدرس الطالب سنه كامله تصوير المقامات على الربع والنصف وتصوير القطع الموسيقيه على درجات بحيث ان يصل الطالب الى الاوكتاف الثالث والرابع هم يعملون على الاوكتافي الثالث والرابع بس بعدة تمارين فقط وهذا لايضاهي العازفين العراقيين امثال الفارس الذهبي وامثاله يرجى الاخذ بعين الاعتبار

سوريا

محمدعرابي صواف:

كل الشكر لوزارة الثقافه التي ساهمت بهذا الانجاز العظيم وللاستاذ حسين السبسبي العازف العالمي والاستاذ العازف عصام رافع واشكر كل من ساهم في تطوير عازفي الة العود في بلدنا العريق اتمنى ان ارى شبان المعهد العالي خلفاء للشيخ محي الدين حيدر او جميل اومنير بشير

سوريا