معرض المغترب عايش طحيمر في صالة فري هاند

12 04

العائد إلى دمشق يعود إلى الحي الدمشقي القديم

«عائد إلى دمشق» عنوان معرض الفنان التشكيلي المغترب عايش طحيمر الذي تستضيفه صالة فري هاند للفنون التشكيلية في الفترة بين الأول والثاني عشر من نيسان ويعود فيه إلى دمشق القديمة بكل ملامحها الحياتية والعمرانية، ليرصد التغيرات التي طرأت على تلك البيوت والحارات المتداخلة وعلى أنماط الحياة فيها، فنجده يلحّ في أكثر من لوحة على إظهار صحون استقبال البث الفضائي وأجهزة التقوية الهوائية على سطوح المنازل، وكابلات الكهرباء الممدودة عشوائياً على الجدران، ليؤكد تواصل تلك الحارات مع الحديث واستمراريتها ومواكبتها لأنماط الحياة الجديدة، كما يُبرِز أزياء دمشق القديمة للرجال، وشرفات الياسمين المتعانقة، والأبواب المزخرفة، والشبابيك الخشبية المتشابهة. ويركّز عايش في أغلب لوحاته على إظهار الضوء جلياً، فهو في لوحاته ساطع يضيء كل الأجزاء وينشر الدفء في كل مكان، وإننا نراه يدخله من الأبواب ليبين تفاصيل المنازل وجمالها من الداخل، لذلك فهو يتعامل مع كل الموضوعات بلون واحد يطعّمه بألوان تعبيرية تتماهى مع الأصفر الرئيس، لتشكل بؤَراً لونية متجانسة ومتلائمة تعبر عن تفصيلات دقيقة تعكس نبض الحياة وحيويتها.
الإنسان الكادح في لوحات عايش تحكي قصة الحارة الشامية وتفاعلها مع الحياة، فالكثير من المهن الحرة المنتشرة بين تلك الأزقة والحارات تحضُر في معرضه بقوة، فهذا هو الإشكافي منكباً على عملٍ بيده، وكذلك مصلح الدراجات الهوائية، وبائع العرقسوس وبائعٌ على بسطة الخضراوات والفواكه و«طنبر» المازوت يتجول بين الممرات وعامل التنظيفات يدفع عربته بجهد واضح على ملامحه. مهن كثيرة تشكل علامة فارقة في تلك الأحياء الشعبية القديمة، أراد من خلالها إشاعة فعل الوجود والحياة فيها، وإنه قصد من الانتشار الكثيف لتلك الصحون اللاقطة، والهوائيات التلفزيونية جعل تلك الأحياء تنبض بالحياة، كما هو الضوء الساطع وبائع المازوت اللذين ينشران الدفء والحميمية في جنبات الممرات والستائر خلف النوافذ وأصايص النباتات على جانبي الأبواب وفوق الشرفات، كل ذلك يشي بفعل الإنسان ووجوده فهو الذي يزرع ويسقي ويستهلك.
هذه المواضيع عكست حرص الفنان على خلق حالة حياة ووجود في الحي الدمشقي القديم بدلاً من تصويره كشيء من الماضي فقط فهو جعلَه في حالة تواصل وصيرورة مستمرة مع الواقع. السماء في لوحات عايش متداخلة مع الأحياء لوناً وحركة، فالسماء عنده خضراء كحقل قمح متموج يعج بالحركة والنماء، لذلك فكل شيء في معرض عايش يشي بالحياة. هي لوحات تصور الواقع كما هو أو وِفق رؤية جمالية ترنو إلى دمشق بعيون سائحٍ يبحر إلى مكمن الإبهار إلى لقطةٍ تحقق له الهدوء والاسترخاء. «عائد الى دمشق» هو أكثر من ثلاثين لوحة تصور أشكال الحياة المختلفة في دمشق القديمة، حياةً متنوعة تحكي تاريخ الإنسان وأصالته، وتَعلقه بماضيه كما هو تعلُّقه بحاضره.


البعث

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

hd ad:

شكرا يا رسام يا كبير


وشكرا على الرسم الي علمتني


(ســــبــــا)

سعوديه

سعوديه

:

ابن اخوك يحيك هشام