المحترَف العربي الأوربي في صالة فري هاند

لقاء مقارنة اختزل الإبداع الإنساني الحضاري في ثلاثة وثلاثين عملاً فنياً

22/آذار/2008


في كرنفال تشكيلي محلي المكان، عالمي المنتج، يختزل الحضارات و تتلاقح فيه وجهات النظر والخبرات كما في سالف الأزمان، يعيد التاريخ ذاته في صالة فري هاند التي أطلقت مشروعها الثاني تحت عنوان «المحترَف التشكيلي العربي الأوربي» بمشاركة مجموعة من الفنانين العرب والأوربيين: قيس السندي، وعدنان عبد الرحمن، ومهدي كوفاني، وأحمد الكرخي، وفاضل نعمة، وكاسبر كرام، وبيتر فرانسسكي، وعدنان حميدة، وإسماعيل نصرة، وباسل الأيوبي، وحسكو حسكو، من دول الدنمارك والعراق وفلسطين وسورية، وبنتاج فني بلغ ثلاثاً وثلاثين لوحة تمثل سقف العالم.

أقيم المعرض في الثامن عشر من آذار 2008 ليضفي على دمشق عاصمة الثقافة العربية سمةَ عاصمة الثقافة العالمية كما قال المشاركون، وقبلهم بوقت طويل قالها الفنان العالمي بيكاسو لرائد الفن العراقي إسماعيل الشيخلي الذي كان تلميذاً لبيكاسو «لقد تعلمتُ الفن من بابل».

 


مجدّداً يقول الفنان العراقي مهدي كوفاني «شاركتُ في هذا المعرض بستة أعمال: عمل ملون وخمسة من التخطيط، وتجربة التخطيط هي المرحلة التالية التي سبقتها مرحلة محاولة إيجاد نمط جديد من التشكيل التجريبي باستعمال قلم الرصاص، ودائماً كنت شغوفاً بإيجاد شيء جديد سواء على صعيد التقنية واللون أو الفكر عامة، ولم أكن يوماً تشكيلياً في هذا المجال بقدر ما كنت باحثاً، أقدم في لوحاتي حالة تعبيرية تمثل حالة إنسانية يستطيع المتلقي ترجمتها و قراءتها من زاويته الخاصة، وهنا حاولتُ قدر المستطاع الاستقرار بين الافتراضي والواقعي».

يتابع كوفاني: «الفن لغة عالمية إنسانية مشتركة، وبما أنني مقيم في الدانمارك عملتُ على الخط العربي وطرحت الحرف ليمثل الحالة العربية بأسلوب تجريدي ولم أتكلف في التجريد لأن أوربا تتجه نحو هذا الاتجاه، إنما الحرف ذاته شيء مجرد، ويمكن رؤيته من هذه الزاوية، لكن هذا لا يمنع القول إن الثقافة البصرية العربية تحتاج إلى مناهج في مجال الاختزال والتجريد واقتران هذه المناهج بالتجارب الواقعية بعيداً عن طرح الاصطلاحات والتعريفات العلمية الصرفة فقط».

يضيف كوفاني «الفن التشكيلي في سورية اليوم يشهد قفزة نوعية جديدة، فهناك خبرات وتطلعات مهمة جداً، وأجد أن مستقبل الفن التشكيلي السوري في ارتقاء وتطور سببهما هذا الغنى والتنوع الحاصل نتيجة التلاقح الفكري والحضاري، وأنا سعيد بمشاركتي الأولى في سورية حيث الحميمية والدفء اللذين نفتقدهما، ولعلّ دمشق المحطة المفتوحة لنا لنكون هنا في معرض سنوي».

من الدانمارك بيتر بيورن فرانسسكي يقول «المعرض مشاركتي الأولى في سورية، وإنها خطوة مهمة بالنسبة لي أن ألتقي الفنانين العراقيين والسوريين وأطّلع على فنهم وأعمالهم. وقبل ذلك في عام 2007، كنت قد اطّلعت على معرض فوتوغرافي لعدد من الفنانين السوريين في كوبنهاغن. وفي هذه المشاركة قدمتُ أربع لوحات اخترت فيها سمة اللون المفرح والحركة ذات الإيقاع السريع من أجل طرح الدواخل النفسية للفنان، والحالةِ الإنسانية التي يعيشها الفنان عن طريق هذه اللوحات. وبالرغم من أن الأسلوبية واحدة من جهة اللون والتكنيك في كل اللوحات، إلا أن هناك اختلافاً من لوحة لأخرى من حيث عدد الطبقات المطروحة في العمل التشكيلي فعملي ليس مسطحاً وإنما هناك أكثر من بعد في العمل الواحد حيث تستمر حالة القراءة في اللوحة الواحدة فترة طويلة عند المتلقي وفق خلفيته الثقافية وخصوصيته ومدى تـأثره».

يضيف على ذلك الفنان العراقي أحمد الكرخي قائلاً: «المحترَف العربي الأوربي خطوة أولى نحو العالمية، ويُحسب للتشكيل السوري لأنه جمع الفنانين العرب لتكون دمشق نقطة استقطاب للفنانين العرب والأجانب كما كانت طوال عهدها، وهذه لم تكن مشاركتي الأولى في دمشق فقد سبقتها خمسة معارض كان منها معرض في دار المدى للفن، والمركز الثقافي الفرنسي، وفري هاند، وهذا المعرض هو الخامس الذي قدمتُ فيه لوحات بأحجام كبيرة طرحت فيها الموروث الشعبي وحاولت الوصول باللوحة إلى أبعد نقطة في التعبير».

فيما يتعلق بالمحترَف التشكيلي العربي الأوربي يقول الفنان أحمد قطيط مدير صالة فري هاند «تقرَّر المشروع ككرنفال سنوي سنعمل على تطويره باستمرار، وهدفنا منه تحقيق لقاء بين مجموعة من الفنانين الأوربيين والعرب المقيمين في الخارج مع الفنانين السوريين من أجل الاطلاع ومعرفة أين نحن من التشكيل العالمي، وفي الحقيقة هي مقارنة اعتزّ بها الفنانون السوريون بعدما وجدوا أن مستواهم ليس عادياً أو محلياً وإنما عالمي الإبداع، وهذا يخلق حوافز عند الفنان كي يعمل ويطور مهاراته ويبدع على نحو أفضل».

ويتابع السيد قطيط: «إن اقتصرت مشاركات هذا العام على بعض الدول بسبب اعتذار الفنانين لارتباطاتهم فإن العام القادم سيشهد حضوراً لأكثر من اثنتي عشرة دولة أوربية على الأقل وعدد من الدول العربية».



رياض أحمد


اكتشف سورية


مواضيع ذات صلة
- معرض «شاميات» للفن التشكيلي في فري هاند
لوحات تمثل الحالة الانطباعية لفنانيها

- «شم النسيم» لقاء التشكيليين السوريين من أجل دمشق
دعوة للجميع لاحترام طبيعة وخضرة الشام

- في صالة فري هاند توليف بين التصوير والنحت
رؤى فنية أثبتتها تجارب أجيال متقاربة متنوعة

- معرض تشكيلي نحتي مشترك في صالة فري هاند
- معرض المغترب عايش طحيمر في صالة فري هاند
العائد إلى دمشق يعود إلى الحي الدمشقي القديم

- رومانسية معاصرة للفنان ناثر حسني في صالة فري هاند
الموسيقا اللونية من خلال التنويع في الإيقاع اللوني

- معرض جماعي للتراث والفلكلور السوري
إحياء التراث أصبح تقليداً سنوياً


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر