الدراما السورية.. أجمل المسلسلات تلك التي لم تأت بعد

24 01

بدأت الدراما التلفزيونية السورية تتلمس طريقها للوصول إلى موسم درامي جديد حيث بدأت تتضح معالم هذا الموسم وبدأ المخرجون بوضع أسمائهم على خريطة هذه الدراما للعام القادم ويبدو أن هناك ثقة من نوع ما في خطوات الدراما السورية السائرة في طريقها رغم كل آراء المتشائمين ورغم كل تحذيرات المتشائلين وتماهياً مع وجهات نظر المتفائلين ويبدو أيضاً أن سيناريو هذه الدراما للموسم القادم لن يتغير كثيراً عن سيناريو الموسم الفائت ما خلا بعض التعديلات البسيطة التي لا تمس إطلاقاً الأصل والجوهر فالدراما المعاصرة سوف تتسيد المشهد الدرامي السوري في المرحلة القادمة مزاحمة الدراما البدوية والشامية، والتاريخية والكوميدية حيث ما زالت تكسب النقاط عاماً إثر عام، على الأقل من حيث الكم وقد قص المخرج فراس دهني الشريط الحريري للموسم المقبل حيث شرع منذ أيام بتصوير مسلسل بعنوان -شتاء ساخن- للمؤلف فؤاد حميرة وبطولة عدد من الفنانين الكبار أبرزهم عباس النوري، باسم ياخور، ضحى الدبس، رنا أبيض، فادي صبيح. ويتناول العمل قضايا حياتية ملحة ويبدو أن الكاتب قد بنى شخصيات عمله على حوادث سرقة حقيقية حدثت في دمشق منذ سنوات ويرصد المؤلف الظروف التي أدت بمجموعة من الشباب إلى طريق السرقة والضياع.

كما بدأ المخرج المثنى صبح بتصوير عمله الجديد -الدوامة- عن رواية الضغينة والهوى للكاتب فواز حداد والسيناريو والحوار للكاتب الراحل ممدوح عدوان ويشارك في العمل أيمن زيدان، سلوم حداد، قيس الشيخ نجيب، نضال نجم، خالد القيش، زهير عبد الكريم، ناهد حلبي، فادي صبيح، وعدد من الفنانين اللبنانيين المعروفين وعدد من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ويحاول العمل دراسة البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع السوري بين عامي 1949- 1951 من خلال أحداث تحمل تشويقاً وإثارة وقصصاً جاسوسية ومطاردة واغتيالات. وبدأت المخرجة رشا شربتجي تصوير مسلسل -العار- للمؤلفين حسن سامي يوسف ونجيب نصير وبطولة تيم حسن، بسام كوسا، سلافة معمار، خالد تاجا، سمر سامي، ديمة بياعة، السيدة منى واصف، والعمل دراما اجتماعية معاصرة تتناول مفاهيم العار في المجتمع العربي من خلال قصة فتاة تعيش كابوس العنوسة ويطرح المسلسل أسئلة كبرى من قبيل هل العار الحقيقي في فقدان الفتاة عذريتها أم إن العار له أشكال أخرى وأقسى كالسرقة والرشوة وغيرها من الأمراض الاجتماعية التي تفشت في أوصال المجتمع العربي على وجه العموم؟

ويبدأ المخرج سمير حسين مع مطلع العام الجديد بتصوير مسلسل بعنوان -قاع المدينة- للمؤلف محمد العاص، ومن المتوقع مشاركة عدد من الفنانين في تجسيد شخصياته منهم الفنان أيمن زيدان، باسم ياخور، خالد تاجا، صبا مبارك، عبد المنعم عمايري، وسواهم ويتناول العمل العديد من القضايا المعاصرة وفيه محاولة للغوص أكثر في المشكلات الحقيقية التي يعاني منها المجتمع السوري في الفترة الراهنة.
وهناك العديد من الأعمال المعاصرة التي ما زالت -تطبخ- على مهل ومن المتوقع أن تبدأ بالتبلور مع بدايات العام الجديد منها مسلسل بعنوان -سحابة صيف- يقوم المخرج مروان بركات بوضع اللمسات الأخيرة عليه للبدء في تصويره وهو للكاتبة إيمان السعيد وبطولة بسام كوسا، سمر سامي، سلوم حداد، ريم علي، ديمة قندلفت، وسواهم ويتناول ظاهرة لجوء العراقيين إلى سورية بعد الاحتلال الأميركي وقبلهم لجوء الفلسطينيين كما يعالج العمل بعض الأزمات التي يعانيها المواطن العربي.
كما يستعد المخرج عمار رضوان لتصوير مسلسل بعنوان -قلوب صغيرة- للمؤلفة ريما فيلحان والفنانة يارا صبري التي ستلعب بطولته إلى جانب سلوم حداد وكاريس بشار ويتناول المسلسل قضايا تطرح لأول مرة في الدراما السورية مثل العنف ضد المرأة ووضع الأيتام في سورية. وبدأ المخرج يوسف رزق بتصوير مسلسل -سفر الحجارة- للكاتب هاني السعدي ويتناول المسلسل انتفاضة الأقصى الشريف وتجري الأحداث بين القدس ودمشق ويعد هذا المسلسل هو التجربة الأولى في الدراما السورية لجهة التمويل حيث تم تقسيمه إلى أسهم واشترك الكاتب والمخرج والممثلون بشرائها وبعد التسويق ينال كل ممثل نصيبه حسب عدد الأسهم التي اشتراها، وقد لجأ المخرج رزق إلى هذا الخيار وبعد رفض الفضائيات العربية تمويله ولكنها وعدت بشرائه وعرضه ومن هؤلاء الممثلين: وائل رمضان، قاسم ملحو، تيسير إدريس، روعة ياسين وآخرون، ومن المتوقع أن يبدأ المخرج نجدة أنزور خلال الشهر القادم بتصوير مسلسل بعنوان -رجال الحسم- عن نص للكاتب فايز بشير ويتناول قصة مدرس من إحدى بلدات الجولان السوري يحاول الانتقام من الإسرائيليين على طريقته حيث يقرر الدخول إلى فلسطين المحتلة، لذا يسافر إلى أوروبا ويعمل في مطعم ترتاده المافيا الإسرائيلية وعن طريقها يستطيع الدخول إلى «إسرائيل»، ويبدو أن المسلسل يحمل جانباً من التشويق والإثارة وفيه إطلالة على المجتمع الإسرائيلي من داخله.

أما على صعيد الدراما الشعبية فإن مسلسل -باب الحارة- سوف يرى النور في جزء رابع في حال عاد الود بين الكاتب محمد مروان قاووق والمخرج بسام الملا حيث تفجرت الخلافات بينهما ووصلت إلى الصحافة والمحاكم وارتباط الملا بعقد مع محطة الـmbc سوف يجبره على إنجاز العمل حتى لو اضطر للاستعانة بكتاب جدد.
ويبحث الجزء الثاني من مسلسل -بيت جدي- عن مخرج بعد اعتذار مخرج الجزء الأول رشاد كوكش عن تكملة المشوار لعدم اقتناعه بموضة الأجزاء التي تحاول الاستفادة من التجارب في حال نجاح الجزء الأول ويبدو أن كوكش يصبّ اهتمامه على مشروع آخر لم تتضح هويته بعد.
أما على صعيد الدراما التاريخية فمن المؤكد أن لدى المخرج محمد عزيزية مسلسلاً بعنوان -الملاك الشارد- للكاتب محمود عبد الكريم مقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب جرجي زيدان ويتناول المسلسل مذبحة المماليك التي قتل فيها محمد علي قادتهم في مصر ويتناول المسلسل أيضاً جوانب متعددة من الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر والشام أوائل القرن التاسع عشر.

أما على صعيد الكوميديا فمن غير الواضح إذا ما كان لدى شركة سورية الدولية نية إنتاج جزء سابع من بقعة ضوء ويعد مشروع مسلسل -أحدب نوتر شام- هو المشروع الواضح المعالم وهو للكاتب فؤاد حميرة على حين لم تحدد هوية مخرجه. وفيه محاولة لتقديم كوميديا من نوع جديد.
وسوف يكون المخرج هيثم حقي حاضراً في الموسم الدرامي ليس كمخرج ولكن كمنتج ويحمل في جعبته ثلاثة أعمال الأول يحمل عنوان -شغف- للكاتب عبد المجيد حيدر والمخرج رامي حنا وهو عمل معاصر، والثاني تاريخي وهو الجزء الثالث من مسلسل -الحصرم الشامي- للكاتب فؤاد حميرة والمخرج سيف الدين سبيعي، والثالث بوليسي بعنوان -جريمة في البناء 13- للكاتب غسان زكريا والمخرجة إيناس حقي.

ولن تنتهي مشاريع الدراما السورية عند هذا الحد فبعض المشاريع ما زالت تحتاج إلى بعض الوقت لكي تتبلور وفي مقدمتها نص الكاتب حسن م يوسف عن الشاعر الراحل محمود درويش ونص جديد للكاتبة ريم حنا التي غابت في الموسم الفائت وهناك نص للكاتبة أمل حنا بعنوان «قلبي معكم».
تدخل الدراما السورية موسم 2009 وهي تبدو أكثر رسوخاً من حيث الكم على الأقل.

محمـد أمين

الوطن

بقية الصور..