نزار قباني قنديل أخضر على باب دمشق كتاب لخالد حسن

07 12

تحية لشاعر الحب والكرامة العربية

في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، لا يكتمل الحدث دون حضور نزار قباني، الشاعر الذي لا يرتبط أيّ اسم آخر بدمشق بعاصمة الأمويين كما هو حال اسمه.
«نزار قباني، قنديل أخضر على باب دمشق» هو عنوان الكتاب الذي أصدرته أمانة الاحتفالية في سياق سلسلة «أعلام الأدب السوري»، حيث ضمّت السلسلة كتباً عن سعيد حورانية، وحنا مينه، وغادة السمان، وعبد السلام العجيلي.
الكتاب من إعداد وتقديم د. خالد حسن، وفيه إضاءة لأبرز ملامح تجربة هذا الشاعر المتفرد في حياتنا الشعرية والثقافية عموماً. ويشير مُعدُّ الكتاب في مقدمته إلى أقنومين هامين أثريا حياة وشعر الشاعر الراحل وهما المكان والأنثى.
بالنسبة للمكان، فهو دمشق التي وُلدَ وعاش فيها نزار قباني، وكانت ملهمته الشعرية والعاطفية على حدٍ سواء، ثم أسفاره الكثيرة حيث عَمِل في السلك الدبلوماسي فَتَنقل بين العواصم والمدن.
وعن علاقة نزار قباني بمدينة شعره وحياته دمشق يقول المؤلف: «ما يثير الانتباه في شعرية نزار قباني هذا الحضور الكثيف للمكان، أقصد على وجه التحديد حضور دمشق، دمشق عشيقة نزار الأبدية، المدينة التي ما فتئت تحفر في صوته، وجسده، وخطابه أنفاقاً وصدوعاً، المكان الذي لم يستطع نزار التملُص من سطوته واستحواذه». والأنثى في حياة الشاعر الراحل هي نُقطة ضوء يسير في اتجاهها، وهو الذي تمثّلها وأنشدَ قصائد لا تحصى بلغتها. ويشير معد الكتاب إلى أهمية الأم في حياة القباني الشاعر ويقول أنَّ غيابها جعل المكان «يفتقد إلى السّر إذ يفقد حنانه».
أما الأنثى فهي أيضاً رفيقة روح الشاعر: صديقةً، وحبيبة، وزوجة، ولها وعنها كَتَبَ أجمل قصائد الحُب التي ردّدها وعاشها ملايين العشاق العرب على مدار عقود طويلة ولا يزالون، وهذا ما نلحظه من خلال الأغاني العذبة ذات اللغة والشكل المغايرين التي أنشدها كبار المطربين العرب من قصائد للشاعر.
مع ذلك يكاد الكتاب يتجاهل الوجه الآخر في تجربة نزار قباني الشعرية، ونعني شعره السياسي، والذي مثّل ولا يزال حالة اختلافٍ وخصوصيةٍ بالغة جعلت منه مادة سجالات نقدية عديدة منذ أطلق قصيدته الشهيرة «خبز وحشيش وقمر»، وهي التجربة التي جَعلت من نزار قباني شاعر الغضب بلا منازع.
في الكتاب، حوارات هامة أجريت مع الشاعر في مراحل زمنية مختلفة من حياته وتجربته الشعرية، فيما يكرس المُّعد الفصل الثالث لشهادات شعراء، وكُتّاب، ومثقفين عرب بارزين عن نزار قباني ومنهم أدونيس، وسليم بركات، وقاسم حداد، وعبد الله الغذامي، وسيّار الجميل، وأمينة طلعت، وهدباء قباني، ومحمود درويش، ومحمد الماغوط؛ هي شهاداتٌ لشعراء ونقاد ينتمون لتيارات ومدارس أدبية مختلفة، وهي هامة بالنظر لتناولها جوانب أساسية من شعر نزار قباني، ومكانته في الحياة الشعرية والأدبية العربية.
أهم فصول الكتاب هو فصل المختارات، والذي احتل مساحة واسعة، كما احتوى مختاراتٍ من قصائد نزار قباني، ومنها:
وُلدتُ في دمشقَ
بين خصاص الفل ..
والخبيزة الخضراء ..
والنرجس ..
والأضاليا ..
ولم يزَل في لغتي
شيء من القِرفة والكَمون والبهار ..
«قنديل أخضر على باب دمشق» كتابٌ عن نزار قباني وتجربته، أقربُ إلى تحية لهذا الشاعر الذي يُذكّرنا بعمر بن أبي ربيعة ويُحيي في نفوسنا قيمتين هامتين الحبّ والكرامة على حد سواء.


دمشق عاصمة الثقافة العربية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

معتز:

احلى واروع شاعر في العالم

فلسطين