اكتشاف مدافن جنوب واحة تدمر تعود إلى أكثر من 4500 عام

2008/29/11

واكتشافات جديدة في مملكة قطنا

تمكنت بعثة التنقيب الأثرية الإيطالية التابعة لجامعة أوديني من اكتشاف مجموعة من المدافن الأثرية جنوب واحة تدمر يرجع تاريخها إلى أكثر من 4500 عام.
وأعلن البروفسور دانييلي موراندي بوناكوسي -رئيس البعثة- في بيان للجامعة اكتشاف المدافن في مقبرة واسعة تعود للنصف الثاني من الألف الثالثة قبل الميلاد، حيث تم الكشف عن 30 قبراً وهي تشكل أول دليل على سكن الإنسان في تلك المنطقة خلال عصر البرونز القديم، مؤكداً أن تحاليل الموجودات سيؤدي بالتأكيد إلى نتائج ذات قيمة لا مثيل لها.
وأضاف بوناكوسي أن من بين الاكتشافات الاستثنائية التي تم العثور عليها خلال بعثة التنقيب العاشرة للبعثة الإيطالية التي بدأت في آب الماضي وانتهت منذ فترة قريبة محطة استراحة للمسافرين محفوظة بشكلها الطبيعي ومغمورة بالرمال كلياً وتعود إلى عصور ما قبل التاريخ والعصر الحجري، إضافة إلى مخيمات كانت تستخدم على الأرجح لصيد الغزلان.
وأشار بوناكوسي إلى أن من بين الاكتشافات أيضاً ما يعود إلى القرن الثالث الميلادي وإلى الفترتين البيزنطية والإسلامية إلى جانب طريق روماني رئيسي يربط واحة تدمر بغرب سورية، وعدداً من الأعمدة الكبيرة لتحديد المسافات كتب عليها اسم الإمبراطور الروماني أورليانو.
وحول المكتشفات الجديدة للبعثة في مملكة قطنا التي تقع على بعد 18 كيلومترا شمال شرقي حمص قال البروفسور بوناكوسي إن البعثة عثرت على قصر كبير وميناء ضخم مبني فوق جدران منهارة لقصر ملكي في قطنا بعد دمار المدينة عام 1340 قبل الميلاد إضافة إلى اللُقى الأثرية الثمينة من القرن التاسع عشر قبل الميلاد إحداها للآلهة عشتار آلهة الحب والحرب لدى السوريين القدماء وقطع من السيراميك الفاخرة من إنتاج سوري وأختام اسطوانية وكتابات مسمارية.
وأضاف بوناكوسي أن أعمال التنقيب تركزت أيضاً للسنة العاشرة في القصر الملكي الذي شمل أكثر من 1500 متر مربع حيث تم اكتشاف القصر الشرقي الذي يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد بشكل جزئي ويتكون من أكثر من25غرفة حول ساحة واسعة إضافة إلى العديد من المكتشفات التي تسلط الضوء على عصر البرونز الوسيط في القرن التاسع عشر قبل الميلاد.
وأكد بوناكوسي الأهمية الاستثنائية لهذه المكتشفات واللُقى الأثرية التي تشير إلى تمازج سكان تلك الحقبة مع سكان ما بين النهرين والمصريين، فضلاً عن اللُقى الأثرية والنقوش والكتابات المسمارية التي تقدم معلومات مهمة عن تلك الفترة التي بقيت غير معروفة، مشيراً إلى العثور على وثيقة بتوقيع «سومو ايبوخ» ملك مملكة «يمحاض» وعاصمتها حلب.
وأشار بوناكوسي إلى العثور على اكتشافات أثرية ذات قيمة عالية في المنطقة الشرقية من القصر الملكي، كصناعة البلاط وإعادة هيكلة وأعمال ترميم هائلة تشير إلى استمرار الحياة في قطنا حتى بعد تدميرها عام 1340 قبل الميلاد.
ولفت بوناكوسي إلى الطابع الدولي لبعثة التنقيب التي تضم خبراء في الآثار والترميم والمساحة والقياس، مشيراً إلى طلب متحف الفن في نيويورك لبعض اللُقى التي عثر عليها في قطنا للمشاركة في معرض «ما وراء بابل الفن والتجارة والدبلوماسية خلال الألف الثاني قبل الميلاد» والذي يستمر حتى 15 من آذار من العام المقبل.

سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق