فيليب جانتي: العرض المسرحي موت وبعث في آن معاً

20 11

المسرح عنده مكان للاوعي

التقى المخرج المسرحي الفرنسي فيليب جانتي الصحفيين السوريين على مسرح سعد الله ونوس في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، لمناقشة عرضه «نهاية الأراضي» الذي قدمه ضمن فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، وبالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي بدمشق.
وقال جانتي: «إنّ عرض نهاية الأراضي يختلف كثيراً عن عرضه السابق "مسافر بلا حراك"، الذي قدمه في دمشق عام 1997، والذي كان يروي قصة أشخاص يعبرون الزمن فيما يتوجه العرض الجديد إلى حلم عقلي شخصي يتعلق بإقامة السلام مع الوحوش والشياطين الداخلية في الكائن الإنساني».
وعن أسلوبه في تصميم العرض المسرحي قال جانتي أنه يكتب سيناريو المسرحية منطلقاً من الصورة لا من الكلمات، وهذا يتعلق بأن المسرح عنده مكان للاوعي وبأن الصورة أكثر تعبيراً عن الهواجس والأحلام التي يعيشها اللاوعي الإنساني من خلال الحلم الذي يشكل عروض جانتي ويجعلها مقاربة للخيال أكثر منه للواقع.
وبخصوص التعامل مع الدمى في عروضه قال جانتي إنه يشتغل على شخصية الدمية مع الممثلين ومحركي الدمى، كما يشتغل على المادة التي تصنع منها الدمية وهذا بدوره يعطي نوعاً من المقاومة عند الممثل والدمية والمادة ويعطي شعوراً لمن يشاهد عروضه أنه أمام إحساس جماعي للدمى والممثلين.
وقال جانتي إنه ينتمي لمسرح القسوة الذي يمثله أنطونان آرتو، لكنه تأثر كثيراً بدمى البونراكو اليابانية التي عمل على إخراجها من الصيغة الفلكلورية التراثية وعلى تطوير المادة التي تصنع منها هذه الدمى والأشكال التي تأخذها لتكون ذات فعالية كبيرة في مسرح الدمى المعاصر، وهذا ما فعله جانتي عندما قام بتصنيع دمية البونراكو بثمانية رؤوس.
وعن تأثره بعلم النفس قال المخرج الفرنسي إنه قاريء نهم لكل الدراسات والأبحاث النفسية التي يستقي منها عروضه، لكن دون أن يظهر ذلك على المسرح فالعرض المسرحي يجب أن لا يكون عبارة عن مخطط في علم النفس، لأن الفن يتجاوز الوضعية العلمية لأن كل عرض مسرحي بالنسبة له هو موت وبعث في آن معاً.
وعن ورشات العمل التي يقيمها جانتي لطلاب التمثيل في المعهد العالي قال: «إن العمل مع الطلاب يقوم على مستويين، الأول هو إعادة استحضار للذاكرة الوثنية في نفس الطالب، والثاني له علاقة بالدمية نفسها كعنصر مجازي استعاري».
وكانت فرقة فيليب جانتي الفرنسية قدمت عرضها المسرحي الراقص بعنوان «نهاية الأراضي» على مسرح الأوبرا بدار الأسد بدعوة من الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، وبالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي بدمشق لمدة ثلاثة أيام.
وتعتبر مسرحية نهاية الأراضي أحدث أعمال المخرج المسرحي وفنان الدمى الفرنسي الشهير فيليب جانتي التي قدمها في أيلول 2005 على مسرح دار الثقافة في نيفير بفرنسا، حيث يعيش جانتي مع زوجته مصممة الرقص ماري أندروود التي شاركته في الكريوغراف والاخراج ليبدو العرض جامعاً لكل فنون المسرح من أداء إيمائي راقص بمشاركة الدمى واللعب بالضوء والظل، لتقديم صور شعرية يختلط فيها الحلم بالواقع، حيث نرى مشاهد من الحياة الاجتماعية تعبر عن الحب والعزلة وأزمة المرأة في المجتمع الذكوري وفكرة العائلة وتربية الأطفال في هذا العصر.
وكان فيليب جانتي قدم مسرحية «مسافر بلا حراك» على خشبة الحمراء دمشق في آذار عام 1997، ليعود اليوم ويقدم «نهاية الأراضي»، إحدى مسرحياته الكثيرة التي نذكر منها دائري مثل مكعب، وموكب الرغبات، وانحرافات، ولا تنسني، وديدال التي قدمت جميعها في تياتر دو لافيل أي مسرح المدينة الفرنسي، وكان جانتي قد أسس فرقته سنة 1968 لتحوز شهرة دولية وتقدم عروضها على أكبر مسارح العالم في رودواي لندن طوكيو.
أما الراقصة ماري أندروود فهي أستاذة للباليه منذ سن الثامنة عشرة جابت العالم وعملت مع عدة فرق للرقص حتى التقت جانتي مسرحي الدمى المتحركة المعبر عن النزعات الداخلية داخل الكائن البشري، فقدمت أندروود الإيقاع الضروري لعالم جانتي الشاعري، فجاء عرض «نهاية الأراضي» مازجاً جمالية الحركة والصورة البصرية مع عمق الفكرة الإنسانية، ملاقياً إعجاباً جماهيرياً واسعاً من الحضور السوري وتصفيقاً حاداً مترافقاً مع صيحات الإعجاب.
شارك في الأداء أماندا بارتر، ومارجوري كورنتي، وسيباستيان لنتيريك، وبيريك مالترانش، ورولان لور، ونانسي روسيك، وسيمون ران، وفي تحريك الدمى ايمانويل ريوسيك، ورودولف سير، وكليليا كولونا.
ويرافق تقديم هذا العرض ورشة عمل لعشرة أيام يشرف عليها جانتي وأندروود مع طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية بأقسامه السينوغرافيا والدراسات المسرحية والرقص المعاصر.

الصور بعدسة: ابراهيم ملا


سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق