«ملكاتٌ» ليست كالملكات بمعرض التشكيلي محمود الداود في غاليري تجليات بدمشق
13 تشرين الأول 2017
.
يأخذ مفهوم الملكة لدى التشكيلي محمود ابعاداً مغايرة ومعانٍ مختلفة عما هو في مخيلتنا فلا تيجان مذهبة ولا عُروشٌ مستوية ولا حتى ممالك أو قصور مشيدة، الأنثى لديه ملكة، والطبيعة ملكة؛ البحر والسماء ملكة؛ العالم المحيط بنا ملكة، جسدهم الفنان في لوحاته ومنحوتاته ليثير مخيلة المشاهد ويحرضه على التساؤل في حضرة الملكة؛ الجواب.
في حوار لـ «اكتشف سورية» مع التشكيلي محمود الداود عن معرضه قال: «اذا لم يكن المشروع الذي اعمل عليه يثير كثيرا من التساؤل والطروحات ويعبر عن حالات نفسية نعايشها يومياً فهو بالنسبة لي مجرد رسم لإنتاج لوحة جميلة، وهنا تكمن الصعوبة في خلق عمل فني ذو قيمة فكرية ما».
وعن المواضيع المطروحة في أعماله قال: «حالة الحرب التي نعيشها فرضت على الموت حضوراً مكثفاً في تفاصيل حياتنا، لذلك عمدت في معرض اليوم على تصوير هذه الحالة بطريقة غير مبتذلة دون تسخيف الموت او الاستهتار به».
أضاف الداود: «تفتقر الأشياء من حولنا لمعناها الحقيقي مع فقدانها للسحر الكامن فيها؛ الأمكنة، العلاقات الإنسانية، الطبيعة، لكلٍ سحره الآسر، ترصده عين الفنان على سطح خامته البيضاء».
وصرح موضحاً: «يجب عدم الإملاء على الفنان بما يجب ان تكون عليه لوحته فهو الوحيد الذي يمتلك حق فرض ارادته على العمل الفني، وهذا الكلام رداً على الجدل الذي اثاره البعض في العلاقة ما بين الفراغ والتكوين ببعض لوحاتي، الأمر ناتج عن قلة معرفة واطلاع بتجاربي السابقة حيث قدمت معرضاً في بيروت تحت عنوان "في الفراغ"، الذي احتل أسطح كل اللوحات المعروضة، وهنا يقودنا الحديث إلى غياب فن النقد الذي نفتقر إليه في بلادنا، وإن وجد فهو غالباً أقرب إلى الطعنة منه إلى النقد، إلى جانب عدم تقبل البعض للنقد مهما كانت صيغته، كما يجب التشديد هنا على أن إخراج لوحة بالحجم الصغير يختلف تماماً عن التعاطي بأعمال ذات أحجام كبيره من حيث الخامة واللون والتقنية، وعليه لا تجوز المقارنة والحالة هذه».
الناقد والتشكيلي غازي عانا وخلال حضوره قال: «نستشف من معرض "الداود" اليوم الاجتهاد في البحث إلى جانب حماس الشباب الواضح في نتاج أعماله.. خمس سنوات من عمر تجربته المفرطة في الحداثة، نراه اليوم اكثر استقراراً في محاولته البحث عن بصمته الخاصة، فمن المُلاحظ وجود ثلاث شخصيات مطروحة بشكل مختلف إلا أن جميعها تمّ توظيفها بشكل صحيح، فيما كان بعضها مزدحماً بالعناصر وبحاجة لإحاطتها بالفراغ الذي يتيح للكتلة إظهار مكنوناتها، كما يضع المتلقي وجهاً لوجه أمام الرسالة التي هدف الفنان إلى إيصالها، بالمحصلة هذا شيء مبّرر في التجارب الشابة في رحلتها بالبحث عن هويتها، اعتقد جازماً اننا في معرضه القادم سنقف امام لوحةٍ تشي عن مصورها دون توقيع».
الناقد والتشكيلي عمار حسن: «تتميز تجربة التشكيلي محمود اليوم بخروجه من الفضاءات ليدخل بحالة جديدة كلياً مشبعة بالتفاصيل التي تناثرت شظاياها على سطح اللوحة، انعكاساً لحالة الألم التي يعيشها السوريون في محنتهم، قدمها الفنان ضمن إطار بصري؛ درامي إلى حد ما، يميل إلى الجمال بعيداً عن التراجيديا والفجائعية، ثم يأتي الفضاء المكاني ليخدم الفكرة المطروحة ويزيح مكاناً ترتاح فيه الروح من هذا الألم الشديد الذي يعتريها».
ويضيف: «الملكة في اعماله تتخذ في تجربة "الداود" مفهوم الخلاص، أو لنقل جرس الإنذار لموت قادم يعلنه حضورها المجلجل للتمرد على الموت وعدم الاستسلام لحالة اليأس، وبما أن الفنان مرآة للمجتمع فهو هنا يحاول إعادة تصوير الألم الجمعي على هيئة صرخة في وجه الموت».
التشكيلي محي الدين الحمصي: «يقدم التشكيلي محمود في معرضه الثالث تجربتين الأولى باستخدام الاكريليك بقياسات كبيرة، والثانية بأسلوب الغرافيك على خامة الكرتون "كانسون"، عمد الفنان على دمجهما بمعرض واحد ليتحدث من خلالهما عن نفسه، هناك تأثيرات طباعية لافتة على الخطوط والتكوينات بمجمل أعماله المقدمة، أما التضاد اللوني الذي تراوحت درجاته ما بين الضوء والعتمة اصبغ العمل بجمالية أخاذة ومبهرة، ومن الملاحظ ان التجارب التي خاضها مع الاكريليك فجاءت اقوى منها من تجاربه الأخرى.. الخط والتكوين عنده يمتلك جمالية خاصة فيما لعبة الضوء والظل تفاوتت قيمها الجمالية، وهنا لا بد من شكر الفنان محمود على صنيع جماله».
محمود الداود
- من مواليد حمص 1987، سورية،
- حاصل على إجازة من كلية الفنون الجميلة من جامعة حلب بالفنون والإنسانيات،
- حائز على الجائزة الأولى في الرسم والتصوير من معرض الشباب السادس 2012،
- معرض فردي 2012، (Visual Sensation) غاليري آرت هاوس في دمشق،
- معرض فردي 2013، (In the Emptiness) بيروت، لبنان،
- له العديد من المشاركات الجماعية وورش العمل.
زين .ص الزين | تصوير عبدالله رضا
اكتشف سورية
معرض التشكيلي محمود الداود «ملكات» في غاليري تجليات بدمشق |
من معرض «ملكات» للتشكيلي محمود الداود بغاليري تجليات بدمشق |
من معرض «ملكات» للتشكيلي محمود الداود بغاليري تجليات بدمشق |
رياض الداود:
في معرض الفنان محمود الداود ... ملكات تشدك مسألة جميلة ..... أن كل لوحة في هذا المعرض تدعوك لتقف وتتأملها وتغوص في تشكيلاتها التكوينية واللونية , وما ان تغادرها حتى تجد نفسك راغبا بالعودة اليها لتكتشف أشياء لم ترها في المرة التي قبلها .. لتتولد صداقة بصرية وتأملية معها .. وفقك الله محمود ... كل التقدير للاعلام في اكتشف سورية , ولجهودكم في التعريف بهذا الوطن الجميل ...
الجمهورية العربية السورية