شخصيات في الخاطر: صفحات من ذاكرة الأديبة كوليت خوري

07 أيار 2016

.

في كتابها الثاني «شخصيات في الخاطر» ضمن سلسلة «صفحات من ذاكرتي» تتابع الأديبة كوليت خوري سرد وقائع من تاريخها عبر الحديث عن ذكرياتها مع أشخاص كان لهم شأن في الحياة الأدبية والسياسية ممن التقتهم فتركوا بصمات في خاطرها.
تستهل الأديبة الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 175 صفحة من القطع المتوسط بالقول «هم أشخاص من الوطن الكبير .. من مدن عربية مختلفة .. من أجيال مختلفة لا يربط بينهم مكان ولا مرحلة ولا مجال عمل ولا مذهب في التفكير.. جمعتني بهم على مر الزمان منذ طفولتي وحتى الآن مصادفات الحياة وتطلبت مني بعض المناسبات الكتابة عنهم فظلوا في الخاطر أشخاصا قريبين يجمع بينهم في هذا الكتاب تقديري ومحبتي».

تبدأ الأديبة كتابها بالحديث عن أحد رجالات الاستقلال في سورية وهو سعد الله الجابري حيث قالت فيه.. «ما سأقدمه عن الجابري ليس سيرة ذاتية أو دراسة معمقة انما ذكرى خاصة جدا وبعيدة جدا طرزتها بالآراء وزخرفتها بالمعلومات وغلفتها بحنيني لأقدمها لكم في مناخها الصحيح».

ووصفت الجابري بأنه زعيم استطاع في خضم النضال وفي أصعب الفترات الوطنية وأحرجها أن يكون مناضلا حقيقيا تعرفه سجون الاحتلال الفرنسي ويذكره المنفى ومجاهدا كريما يصرف أمواله بأكملها من أجل ثورة المجاهد إبراهيم هنانو ووقف بحزم وصلابة الى جانب الوطنيين وفي الوقت نفسه كان قدوة في التواضع ومثالا في الكرم وأستاذا في اللباقة والتهذيب والاحترام.

ومن الشخصيات التي تتحدث عنها خوري في كتابها الشاعر السوداني محمد الفيتوري وذكرت كيف التقته في فندق أمية بدمشق أيام حرب تشرين التحريرية ثم صارت تلتقي به على الدوام في أنحاء الوطن العربي والعالم.. «وبقي الفيتوري هذا الشاعر الرائع وهذا الانسان النبيل وهذا الوطني المخلص .. والأهم بقي من أقرب الناس الي ..فاليه من دمشق شوقي وسلامي».

عيسى فتوح ورحلتنا مع الكلمات عنوان الفصل الرابع من الكتاب ضمنته الأديبة مقطوعة كتبتها سنة 1994 وكانت مقدمة لكتاب أديبات عربيات قالت فيها .. ليس موضوع الزمالة الطويلة فحسب هو الذي يجعلني أرغب في الكتابة عن عيسى ولا لكونه يتقن اللغة العربية وهي صفة في رأيي تستحق وحدها أن يكتب عن صاحبها ..ولا لكونه انسانا يتمتع بأخلاق حميدة ومجتهد في عمله وإنما لسبب آخر هو أن عيسى قضى هذا العمر الطويل يكتب عن هؤلاء الذين اختاروا طريق الأدب.. ويطمح لأن يكتب سيرة كل الأديبات ولا يطمح في أن تكتب عنه أديبة واحدة.

أما الفصل الخامس والأخير في الكتاب فكان بعنوان «حسن حميد والغربة المتتالية في الوطن» وتضمن خواطر وذكريات شاركت بها الكاتبة في حفلة تكريم حميد عام 2006 في مكتبة الأسد بدمشق تحدثت فيها عن بدايات الكاتب متنبئة بأن خطواته ستترك أثرها على درب الأدب وجاء فيها «بموهبته الأكيدة وتصميمه العنيد وايمانه المطلق بالله والوطن والإنسان استطاع أن يتحدى الظلم والعوز والأسى ويتدرج مع الأيام صاعدا نحو الهدف حتى تمكن أن يشغل مساحات مهمة وواسعة في مجالي الأدب والصحافة».


سلوى صالح

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق