«دمشق حاء الحب.. راء الحرب» لهزوان الوز.. الرواية الفائزة بجائزة دمشق للرواية العربية
19 نيسان 2017
.
كتاب «دمشق حاء الحب.. راء الحرب» الرواية التي كتبها الأديب هزوان الوز وفازت بجائزة دمشق للرواية العربية في اتحاد الكتاب العرب الأولى هي العمل الأول من نوعه الذي يرصد تداعيات الحرب على سورية عبر قصة حب شفافة تحدت الظروف فكانت صورة عكست الوطن برمته.
الرواية استحضرت دمشق بتاريخها العريق وحضارتها اللامتناهية وتناولت ما فيها من غنى وتنوع فريدين لتنطلق من استلهام الماضي إلى الحاضر ومواجهة كل أشكال الفساد التي اعتبرها المؤءلف تعطي دعما لأولئك الذين يتآمرون على سورية مقدما رؤءيته هذه بشكل غير مباشر لكنه بنيوي محكم تمكن خلاله من إدخال ما سبق في مفاصل الرواية دون استطراد لتكون متماسكة مع الحدث الأساسي.
وفي الرواية سلط الوز الضوء على ضعاف النفوس من خلال شخصية جمانة بسلوكها اللاأخلاقي الانتهازي وتبنيها الفكر المعادي لسورية من أجل مصالح معينة والموقف الآخر الذي تبناه زوجها السابق مهيار بطل الرواية الأساسي الصحفي والذي ينظر إليها كإحدى أقدس المهن التي يجب أن يتعامل معها الإنسان بمنتهى الشرف والأمانة.
كما تعرض الوز في روايته إلى مراحل المؤامرة على سورية منذ بدايتها متوجها بالنقد إلى الإعلام المحلي وغيابه عن الأحداث في بداياتها مع تناول الدور التخريبي للإعلام العربي وهيمنة الفكر والمصالح الغربية على مضامينه وعجزه عن مواجهة ما يتهدد العرب في هويتهم ووحدتهم.
كما عالج الوز أضرار الهجرة من الوطن وما خلفته من ويلات وكوارث على الصعيد الاجتماعي والإنساني والوطني وصولا للصعيد التاريخي الذي سينعكس سلبا على مصلحة الوطن.
وبدت قصة الحب في الرواية شديدة الأواصر لأن أريج البطلة الثانية في الرواية كانت شديدة الإخلاص في سلوكها العاطفي وتعاملها الإنساني إضافة إلى ربط هذه العلاقة الشفافة بحب دمشق خلال الأسماء التي اختارها المؤلف لشخصيات روايته مثل شام ومهيار الشامي.
وجاء الحدث الروائي محكما سار خطه البياني في الاتجاه الصحيح والمنطقي للوصول إلى نتيجة مؤءلمة تحدث صدمة عند القارئء جراء اختفاء بطل الرواية مهيار وبحث أريج المضني عنه.
وثمة أحداث أخرى لافتة في مسار الرواية هي تراجع جمانة عن مواقفها السلبية بعد اكتشافها ان كل ما يستهدف الوطن هو شعارات براقة تخفي مشروعا لتدمير حياة السوريين وممتلكاتهم وبعد ذلك نجاح ابنة مهيار وجمانة «شام» وانطلاقها إلى الجامعة برغم ما يدور من ألم يؤثر بها وبحياتها والعاطفة الإنسانية التي غمرتها بها أريج حبيبة ابيها.
العمل الروائي يستحق الوقوف لأن الكاتب خلال شخوص قلائل لم يتجاوزوا أصابع اليد أظهر المجتمع السوري في فترة الأزمة بما عرفته من تداعيات دخلت في حياة كل فرد كما أن الوز أتى بأسلوب جمع فيه بين الأصالة والمعاصرة وأدخل المنهج البحثي التطبيقي على شكل سرد روائي في متغيرات الحدث البنيوية فلم يستطرد ولم تعرف مفاصل العمل تفككا ما جعل روايته مليئة بالأحداث حول نقطة محورية واحدة هي الحرب على سورية.
كما جمعت الرواية كثيرا من المعاني الثقافية والأدبية والتاريخية وظلت رغم ذلك محكمة السرد متينة التحول والتصاعد العاطفي.
يشار إلى ان رواية «كتاب دمشق..حاء الحب ..راء الحرب» صادرة عن دار الفارابي في بيروت وتقع في 215 صفحة من القطع المتوسط.
يذكر أن للأديب هزوان الوز أربعة مؤلفات أدبية مطبوعة هي «عيون في الخريف» و«حكايا طائر السمرمر» و«صباح الياسمين»، «صباح الغاردينيا» مجموعات قصصية و«سرير من الوهم» رواية، إضافة للعديد من الدراسات الفكرية والمعرفية المتنوعة والعديد من الأعمال المترجمة عن اللغة الروسية كما أنه عضو في اتحاد الكتاب العرب.
اكتشف سورية
sana