سهرات رمضانية في المراكز الثقافية بدمشق

07 09

بهدف نشر الثقافة والتشجيع على قراءة الكتاب وارتياد المراكز الثقافية

لم يكن ما حدث في باحة المركز الثقافي العربي بابي رمانة يوم الأربعاء بالشيء الغريب، ولو أننا لم نعتد على مثله من قبل. فالخطوة التي أقدمت عليها مديرية ثقافة دمشق، برعايةٍ كريمة من وزارة الثقافة وبالتعاون مع عددٍ من الجمعيات الأهلية خطوة تستحق التشجيع والدعم والاهتمام.
فالسهرات الرمضانية التي قررت مديرية ثقافة دمشق إقامتها في المراكز الثقافية الستة المنتشرة في أنحاء مدينة دمشق وبدأتها في أبي رمانة، ليست سهرات ثقافية بالمعنى المحض، ولا ترفيهية بالمعنى المحض أيضاً، وإنما هي سهرات ثقافية ترفيهية استطاعت أن تمزج بين الحالتين فتحقق هدفها الثقافي الأسمى في نشر الثقافة والتشجيع على قراءة الكتاب وارتياد المراكز الثقافية والتأكيد على أن ثقافة الموروث الشعبي هي جزء لا يتجزأ من ثقافتنا العربية وتسعى لإمتاع الحضور، هذا عداك عن أنّ فعاليات كهذه تستطيع أن تخرج من الحالة النخبوية أحياناً للثقافة إلى الحالة الشعبية وتتغلغل بين أفراد المجتمعات المحلية، ولا أدل على ذلك من الازدحام الذي شهدته باحة المركز الثقافي العربي بأبي رمانة وشرفات الأبنية المطلة عليه.
سهرات رمضانية في المراكز الثقافية بدمشقبدأت السهرة الرمضانية بكلمة مقتضبة للأستاذ غسان كلاس -مدير الثقافة- في دمشق، أكد فيها أنّ الهدف من هذه الفعاليات والسهرات الرمضانية هو الإفادة من الإمكانات الموجودة لخدمة المواطنين بعد أن كانت المراكز الثقافية خلال السنوات السابقة تغلق أبوابها طيلة الشهر الكريم، وأضاف «إننا نريد التأكيد على أن الموروث الشعبي هو جزءٌ لا يتجزأ من ثقافة أبناء سورية». فيما أكد الدكتور محيي الدين ميقري -رئيس جمعية التنمية الاجتماعية المساهمة في هذه السهرات- في كلمةٍ له على أن الجمعية ومن خلال هذه المساهمة كما في جميع نشاطاتها تهدف إلى تشجيع المواهب الشابة وتمتين الروابط الاجتماعية بين أبناء المجتمع، وتفعيل دور الثقافة ونشرها من خلال التعاون مع الجهات المعنية.

ومع دخول الحكواتي ارتسمت البسمة على وجوه الكبار قبل الصغار، هذه الشخصية المُحبّبة إلى قلوب الجميع، التي تمكنت أن تكون مميزة أيضاً بقصصها، فهنا في باحة المراكز الثقافية الحديث ليس عن فارس الفوارس ولا عن مجنون ليلى ولا عن أبي زيد الهلالي بل عن عادات وتقاليد أهل الشام الذين يهبون لمساعدة المحتاج ويعينون بعضهم البعض ضاربين بذلك أروع الأمثلة في التعاضد والتكاتف الاجتماعيين. ما رواه الحكواتي لم يكن قصة تقرأ من كتاب بل تجسدت أمام الجمهور بشخوصها فالعراضة الشامية التي قدمت عرضاً رائعاً للسيف والترس، وفرقة المنشدين بمرافقة المولوية حيث انشدوا العديد من الأغاني التراثية والشعبية التي ألهبت الحضور فهب الجميع يتراقصون على أنغام القدود الحلبية والطقطوقات الدمشقية.
سهرات رمضانية في المراكز الثقافية بدمشقليأتي دور الشعر حيث أمتعنا الشاعر مصطفى عكرمة بأبياتٍ تتغنى بدمشق الشام وبرمضان، ومن ثم أمتعنا الأستاذ محمد مروان مراد بمجموعةٍ من الأمثال والحكايات الدمشقية، لتبدأ بعد ذلك المسابقات الثقافية والتي شارك فيها الجميع بحماسٍ وسرور ولكن مشاركة الشباب والأطفال كانت هي الأكثر فاعلية أما الجوائز فهي مجموعة من الكتب مقدمة من وزارة الثقافة وعددٌ من دور النشر الخاصة.

وانتهى الحفل ببعض الأغاني الدمشقية مثل رقصة ستي و «ع الصالحية»، ولينفض الجمع عند منتصف الليل وفي القلوب لهفةٌ لمزيد من اللقاءات في سهرات رمضانية مقبلة في المراكز الثقافية العربية في المزة اليوم الأحد 7 أيلول، وجوبر يوم الخميس 11 أيلول، والعدوي يوم الاثنين 15 أيلول، وكفرسوسة يوم السبت 20 أيلول، واليرموك يوم الخميس 25 ‏أيلول.
حضر السهرات حشدٌ كبير من سكان الحي والمثقفين ومدير المراكز الثقافية في وزارة الثقافة، وعددٌ من رؤساء وأعضاء الجمعيات الأهلية.


تشرين

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق