عباس النوري: أميل للاعتقاد أنني ما زلت نجماً في باب الحارة

06/أيلول/2008

رغم معرفة المُشاهد المسبقة بغياب عباس النوري «أبو عصام» عن الجزء الثالث من المسلسل الشهير «باب الحارة»، إلا أن هذا الغياب الذي شكّل صدمةً للجميع مازال يرخي بظلاله على تفاصيل.

وأحداث العمل الذي لا يزال في حلقاته الأولى وبدا واضحاً السعي لإقناع المشاهد بهذا الغياب الذي على ما يبدو لم يكن مقنعاً بالقدر الكافي للعديد من الناس، لكون هذه الشخصية كانت محورية في الجزئين الأوليين من العمل، خصوصاً أنّ «أبو عصام» كان قائداً وإنساناً وحكيماً ذا أهمية بالغة في «حارة الضبع»، وهذا ما انعكس سلباً على الجزء الثالث ليدخل المخرج بسام الملا في تحد كبير في مدى قدرته على المحافظة على جماهيرية وسمعة العمل.

كما أنّ الحلقات الأولى من العمل أبقت على «أبو عصام» حاضراً كبطل للمسلسل وعكست أهمية شخصيته بعد مماته، وبدا جلياً مدى الفراغ الذي شكله هذا الغياب على المستوى الدرامي للعمل وخصوصاً بعد تناوب جميع شخصيات العمل على ذكر «أبو عصام» في محاولة لتبرير هذا الغياب ولتجاوز مرحلته والتفاعل مع شخصيات وتفاصيل العمل الجديدة.
‏
ورغم إدراك المخرج بسام الملا أن شبح شخصية «أبو عصام» لا يزال حاضراً بقوة في أزقة «باب الحارة»، وأنّ غيابه زاد من حضوره، فهو يتوقع نجاحاً كبيراً للعمل بمعزل عن نجاح أجزائه السابقة بل ربما يتميز عن الجزئين الأوليين، ويستند بذلك إلى حبكة القصة القوية وعلى خبرته الطويلة وحرفيته الفنية بهذا النوع الدرامي من مسلسلات البيئة الشامية التي يشهد بها أصدقاؤه وخصومه، ويسعى المخرج بسام الملا لتعويض غياب «أبو عصام» بتطوير محاور جديدة في العمل من خلال التعرف على شخصية العقيد «أبو شهاب» الإنسانية وحياته بعد زواجه، إضافةً لظهور عائلة «أبو حاتم» وخاصة الدور الذي تلعبه في هذا الجزء شخصيّة «أم حاتم» التي تُصبح إحدى الشخصيات الفعّالة في الحارة، كما توسعت الأحداث لتضم إلى جانب «حارة الضبع» كل من «حارة أبو النار» و«حارة الماوي».

ويبدو أنّ النجم عباس النوري «أبو عصام» أدرك مبكراً حقيقة حضوره بقوة رغم غيابه عن هذا الجزء، حين قال: «أميل للاعتقاد أنني ما زلت نجماً في باب الحارة حتى بعد إعلان وفاة أبو عصام». هذه الثقة لم تأت من فراغ وإنما من خلال إدراكه ومعرفته لمدى تأثير هذه الشخصية وحضورها وانتشارها حتى أصبحت حديث المجالس العربية ولها من يدافع عنها ويطالب ببقائها، وهناك من هدد بمقاطعة الجزء الثالث في حال غياب عباس النوري «أبو عصام» الذي صرح لتشرين وقال: «إنه غُيّب عن المسلسل ولم يغب»، وما أشيع عن طلبه أجراً ضخماً عار عن الصحة وأن المال آخر ما يفكر به، ووعد تشرين بحوارٍ خاص وحصري بعد انتهاء عرض مسلسل «باب الحارة» في جزئه الثالث، يتناول فيه جميع ملابسات وتفاصيل قضية إبعاده عن المسلسل.