الدراما السورية: أزمة نصوص أم استسهال للنص التاريخي
01 11
أهمية الدراما في إيجاد نصوص تحاكي الواقع وتتنبأ للمستقبل
يُشكل النصّ جوهر العمل الدرامي ولا يمكن للصورة المدهشة أو حرفية الفنان المتقنة وحتى الرؤية الإخراجية المبدعة إنقاذ العمل إذا افتقد للنص الجيد.
ورغم نجاح وتألق الدراما السورية وانتزاعها موقعاً متقدماً على الساحة العربية، إلا أن هناك من يرى أنها تعاني من مشكلات في النصوص والافتقار إلى القصة والفكرة والتركيز على موضوعات مستوحاة من التاريخ والبيئة، لكن في المقابل هناك من يدافع عن الدراما السورية التي استطاعت تحقيق نوعية وتنوع كبيرين في الموضوعات التي عالجتها.
ويرى الممثل والكاتب الدرامي الياس الحاج إنّ المشكلة تكمن في عدم وجود قاريء جيد ومخرج جيد، وأيضا جهة إنتاجية تدرك أهمية الموضوع لتخصيص الإمكانات الجيدة له، مؤكداً أنه لا توجد أزمة نص في الدراما السورية وإنما أزمة قاريء لهذا النص مخرجاً ومنتجاً وحتى ممثل يسعى للعمل مقابل أجر أو بطولة ما.
بدوره ينفي الكاتب الدرامي عبد الرحمن محمود وجود أزمة نص في الدراما السورية، ويرى أن الأعمال السورية أثبتت جدارتها على أكثر من صعيد بما فيها النصوص التي تعالج قضايا اقتصادية واجتماعية بمنتهى الجرأة، لافتاً إلى أن بعض شركات الإنتاج تشترط إنتاج أنواع محددة من الأعمال لأسباب تسويقية أو تلبية لطلب جهة ما.
الإعلامي إسماعيل ياغي يرى أن تكرار الموضوعات في الأعمال وتحول بعضها إلى أجزاء مؤشر كبير على وجود أزمة نص، إضافةً لبعض الأعمال التي تفتقر إلى مقومات النص الدرامي ولا تعدو كونها تحقيقاً أو تقريراً صحفياً، ويدعو إلى الانفتاح على الكتاب وزيادة هامش الحرية بجرأة عن حياة ويوميات الناس.
ويقر الفنان رامز أسود بوجود مشكلة نص لدى كل العاملين في الوسط الفني وبصورة رئيسية بالنسبة للممثل إذ ننتظر دائما الدور والعمل المميز ويقول إذا استعرضنا أعمال هذا الموسم نجد تنوعاً لكن نفتقر إلى النص المعاصر الذي يعالج مشكلات اجتماعية راهنة، رغم أن مجتمعنا مملوء بالتفاصيل والقصص كما أن هناك انتاجات أقرب لوصفها بالسيئة.
ويضيف «أنّ النص مازال أضعف عنصر في الدراما السورية ويعتقد أن استمرار وجود الكاتب المنفرد وعدم تقبل الكتابة ضمن الورشة والتي نجحت في دول كثيرة سيجعل نجاح الصناعة التلفزيونية مرهوناً بوجود كاتب جيد أو عدم وجوده».
ويلقي الإعلامي ياسر بدوي بالمسؤولية على المنتجين وصناع الدراما الذين لا يراعون وجود نصوص جيدة وفي مقارنة كيف تحاكي الدراما العالمية الواقع يقول«إنّ المنظرين الأميركيين يعتقدون أن أحد أسباب سيطرة أميركا على العالم يعود إلى ما تصدره هوليوود من نمط حياة أميركية إلى العالم وكان آخر ما شاهدناه في هذا الصدد فيلم اختطاف طائرة الرئيس ورغم أن أميركيين كثرا وغيرهم في العالم يكرهون الرئيس جورج بوش لأعماله طبعاً إلا أن الفيلم يجعلنا نتعاطف معه».
ويقول بدوي «أنّ أهمية الدراما تكمن في إيجاد نصوص تعرف كيف تحاكي الواقع وتتنبأ للمستقبل»، ويقترح تشكيل لجنة عليا مؤلفة من وزارة الإعلام وصناع الدراما ووزارة الثقافة تتولى اختيار العناوين والموضوعات التي يعمل عليها الكتاب.
سانا