حوار مع العكيد سامر المصري
إذا كان هناك جزء رابع لـ باب الحارة فلن أكون العكيد فيه

24/أيلول/2008

إتقانه للأدوار ودقته في اختيارها جعل منه ممثلاً محترفاً أبعد ما يكون عن التكرار والنمطية، فقد استطاع سامر المصري منذ بدايته أن يؤكد وقوفه على أرضية فنية ثابتة، فكانت المسافة الفنية المحصورة بين «أخوة التراب» و«باب الحارة» مسافة زاهرة بالأعمال الاستثنائية المتنوعة بالأدوار التاريخية، والكوميدية، والجادة، ومؤخراً أوصل سامر المصري شخصية «عكيد» الحارات إلى بيوت الوطن العربي محققاً لشخصية «العكيد» شهرةً لم يحظَ بها سابقاً.
ما الأعمال التي شاركت بها هذا الموسم؟
«عملان فقط "باب الحارة" و"وجه العدالة"».
من الواضح أنك مهتم بالنوعية في اختيارك للأدوار، فكل شخصية متميزة تماماً عن الأخرى؟
«صحيح وهذه واحدةٌ من ميزاتي، فأنا لا أحب أن أكرر نفسي أبداً، ولا أقدم عملين متشابهين في نفس الموسم».
حقق لك دور «العكيد» شهرةً واسعة في العالم العربي، فإلى أي مدى هو مفصلي في حياتك الفنية؟
«إن نجاح المسلسل غير المسبوق وتميزه، حققا خصوصيةً وتميزاً لكل الأدوار المشاركة فيه وليس فقط لدور العقيد، لكن إذا أردنا محاكمة دور "العكيد" فسنجد أنني من خلال أجزاء مسلسل "باب الحارة" خلقت مناخاً خاصاً لهذه الشخصية، مراعياً الابتعاد عن التمثيل المبالغ فيه، سواءٌ من حيث تكثيف حواره أو من حيث طرق تعبيره، فكانت الشخصية مدروسة بأسلوبٍ أكاديمي، وجاء الأداء عفوياً ومتقناً».
في أحد لقاءاتك قلت إن «باب الحارة» سينجح حتى لو كان أبو عصام غائباً. ما الأسس التي ضمنت لك النجاح؟
«كنت قد تناقشت بشكل مسبق بالمحاور التي سيدور عليها الجزء الثالث مع المخرج والكاتب، ووجدت أن المسلسل في الجزء الثالث يسير على الطريق الصحيح، كذلك أخذت بعين الاعتبار أن هذا المسلسل يعتمد على البطولة الجماعية، لذلك فإن غياب بعض الشخصيات لن يؤثر على نجاحه».
على فرض وجود جزء رابع لـ «باب الحارة» فهل ستشارك به؟
«بصراحة. هذا السؤال الذي أسأله حالياً لنفسي، ولكنني أعتقد أن الجزء الرابع سيكون لعبة إنتاجية أكثر مما هو لعبة إبداعية. لذلك لا أظن أنني سأشارك في الجزء الرابع في حال وجوده».
«وجه العدالة» مسلسل بوليسي يعتمد على البرنامج الإذاعي الشهير «حكم العدالة». كيف سارت خطوات تحويله من إذاعي إلى مرئي وما هي الصعوبات التي واجهتكم؟
«بعد شراء حقوق الحلقات من المحامي هائل اليوسفي، أعادت كتابته رانيا بيطار لكن عندما أصبح النصّ موضع التنفيذ وجدت أنه بحاجة إلى إعادة كتابة كاملة، حيث كان لي تصوّرٌ آخر مختلف عما كتبته رانيا بيطار، فأخذ العمل مراحل طويلة من الكتابة التي كانت بإشرافي، والصيغة النهائية للعمل أعتقد أنها الصيغة الأمثل لمثل هذا النوع من المسلسلات، خاصة أن المسلسل بشكله الإذاعي يختلف كلياً لدى تحويله إلى شكله المرئي، ففي الإذاعة لا حاجة إلى دوافع ومبررات للجرائم، والبحث الجنائي ضعيف والجريمة تكشف خلال أجزاء من الثانية أحياناً، بسبب طبيعة العمل الإذاعي وخصائصه. لذلك بذلت جهداً كبيراً لإعادة البحث في ملفات القضايا الحقيقية لتقدم بقالب واقعي. وقد قررت الاعتماد على التقطيع القصير لتكون المشاهد ذات إيقاع سريع حتى تشد المشاهد. كذلك بدّلنا أكثر من مؤلف موسيقي حتى وجدنا الموسيقى الملائمة، كنت أبحث عن موسيقى تناسب الجانب المظلم في المجتمع. وأود أن أنوه إلى أن هذا المسلسل ترك أثاراً نفسية غريبة عليّ فمن بداية التصوير إلى انتهائه كنت أشعر بالخوف من أي شيء يوجد حولي، ولكن مع انتهاء التصوير بدأت تخف أعراض المسلسل».
ألم تقلقك مسألة أن الجمهور لم يعتد بعد على الأعمال البوليسية؟
«هذا السبب الأساسي الذي دفعني إلى تقديم "وجه العدالة"، لكني استندت إلى أمرين: الأول، أن المسلسل معتمد على مسلسل إذاعي ذائع السيط "حكم العدالة"، والثاني أنه قائم على قصص واقعية مأخوذة من مجتمعنا».
هل كنت مقدماً على مغامرة، خاصة أن «وجه العدالة» باكورة أعمال شركة «ورد» للإنتاج وهي الشركة التي تملكها؟
«نعم لكن الفن مغامرة وأنا بطبيعتي أحب المغامرة».
استطعت التوفيق بين كونك سامر الإداري وسامر الممثل أثناء تصوير «وجه العدالة»؟
«في الحقيقة المسألة متعبة كثيراً، لكن بدأتُ أعتاد عليها، ووجدت أن للعمل الإداري الإنتاجي متعته الخاصة».
ما قصة خلافك مع التلفزيون السوري؟
«مسلسل "حكم العدالة" علم من أعلام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ووزارة الإعلام السورية منذ عام 1977، وكان لشركة "ورد" للإنتاج شرف تحويله إلى مسلسل مرئي. فلماذا لم يعرض في وقت لائق على القناة الأولى؟ وأنا فضلت أن يعرض المسلسل على القناة الأولى بسبب خصوصيته بالنسبة للمشاهد السوري الذي طالما أحب "حكم العدالة"، المسألة الثانية أن السيدة ديانا جبور رفضت العام الماضي عرض مسلسل "أولاد الليل" للمخرجة السورية رشا شربتجي وبطولة الفنان جمال سليمان بحجة أنه عملٌ مصري، فلماذا تكيل السيدة ديانا بمكيالين؟؟».
هل حاولت الاتصال بإدارة التلفزيون؟
«اتصلت بالسيدة ديانا جبور، وبالأستاذ ممتاز الشيخ مدير التلفزيون وأوصيتهما بالعمل. كنت أعتقد أن المسلسل يدعم نفسه وليس بحاجة إلى دعم. لكن ما حصل مع مسلسل "وجه العدالة" علّمنا ألا نسوّق أعمالنا على الفضائية السورية وأن ندير ظهرنا للتلفزيون السوري».
لماذا رفضت دور جمال عبد الناصر؟
«في الحقيقة، إنني غير متشجع نهائياً للعمل في مصر إلا بشروط معينة. عندما قرأت نص مسلسل "جمال عبد الناصر" وجدته مغرقاً في الوثائقية خالياً من عناصر المتعة الدرامية، والأدوار الكبيرة والمتميزة عندما تعرض على الممثل هي إما أن تكون نعمة عليه أو أن تكون نقمة؛ لأن الفشل فيها فشل ذريع والنجاح فيها نجاح حقيقي، لذلك يجب أن تتضافر عدة شروط تضمن النجاح، وأنا لم أجد أياً من هذه الشروط في مسلسل "جمال عبد الناصر"، إضافةً إلى خصوصية الدور الذي عندما جسده الفنان الراحل أحمد زكي حضّر له عدة سنوات قبل أن يمثله، فلا أستطيع أن أبدأ خلال عشرين يوماً أو شهر تجسيد شخصية زعيم كبير مثل جمال عبد الناصر مازالت صورته مزروعة في ذاكرة الجمهور».
قلت إنك قبل أن تعمل في مصر يجب أن تضمن شروطاً، ما هي هذه الشروط؟
«لا أستطيع أن أحدد الشروط مسبقاً، فلكل عمل مناخ معين، وأنا ليس لدي عقدة الذهاب إلى مصر، خاصة أن بعض التجارب السورية في مصر كانت ناجحة جداً وبعضها باء بالفشل.التجربة الأنجح برأيي كانت "الملك فاروق" مع الفنان تيم حسن والمخرج حاتم علي، العمل في مصر مغامرة غير محسوبة النتائج».
تشعر بأن الذهاب إلى مصر أصبح عقدة لدى الممثلين؟
«أجل أشعر بأنها عقدة، فقد أصبح الممثلون السوريون يتهافتون على التمثيل في مصر، لكن بنظري إن الدراما السورية حالياً تفوّقت على الدراما المصرية وأنا شخصياً لدي الكثير من الملاحظات على أكثر من %99 من المسلسلات المصرية، سواءٌ من حيث إخراجها أم من حيث النص أو حتى الأداء، لذلك لن أذهب لأمثل في دراما هي أقل من الدراما السورية البراقة، والممثل الناجح يفكر في الأفضل ولا يفكر في الأقل، لذلك قد أفكر في العالمية وليس في التمثيل في مصر، وما يطبخ حالياً في مطبخ الدراما السورية هو أشهى مما قدم سابقاً، كذلك أنا أحب التمثيل باللهجة السورية أو الفصحى أكثر من التمثيل باللهجة المصرية، لأن التمثيل فن الصدق وسأكون صادقاً بلهجتي أكثر».
موهبة الغناء التي تملكها، هل ستحولها إلى مشروع غنائي أم ستبقى موهبة هامشية؟
«مشروع الغناء هو مشروعٌ متكامل بحد ذاته وأخشى أن يسرقني من التمثيل لذلك أفضل أن يبقى الغناء موهبة».
هل تتابع أعمالاً لزملائك في رمضان؟
«نعم أتابع مسلسل "أسمهان" للمخرج شوقي الماجري، وأنا معجب جداً به ، وتابعت أيضا "ليس سراباً" للمخرج مثنى الصبح».
كممثل، كيف تقيّم الأعمال الدرامية هذا العام؟
«شهر رمضان ليس للحكم. هو برأيي معرض للمسلسلات؛ فقد يتابع المشاهد شيئاً من كل شيء، والعرض الحقيقي يكون بعد شهر رمضان، لكنني أجد تنوعاً في المسلسلات السورية، على الرغم من غياب المسلسلات التاريخية».
هل لديك طقوس خاصة في شهر رمضان؟
«كان شهر رمضان للراحة لكنه اليوم أصبح مشغولاً كثيراً؛ معظم وقتي أقضيه في السفر، لكن على الرغم من كل المشاغل، يبقى لهذا الشهر سحره المميز، سواء بجمعة العائلة أم بعاداته».


آلاء عامر
بلدنا

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
الجوهره السوداء:

الفنان سامر المصري بنظري من اكفا المثثلين الذين احبهم الجمهورالعربي وارجو ان يمثل في الجزء الرابع من باب الحاره ومشكورين على هذا الحوار

العراق