من نجوم الكوميديا في شهر رمضان الفائت
2008/31/10
باسم ياخور يقطف ثمار أعماله
قطف الفنان باسم ياخور في رمضان الفائت ثمار تعبه واجتهاده على مدى عقد من الزمان وأكثر حيث قدم أدواراً مهمة بعدة أعمال منها «ليل ورجال» و«بقعة ضوء» و«ضيعة ضايعة» أهلته ليكون الممثل الأول في موسم كامل حسب رأي أغلبية النقاد والاستبيانات التي أجريت في سورية، ورغم أن ياخور يرى أن سورية ما زالت تفتقر إلى وسائل الإحصاء الموضوعية الدقيقة إلا أنه كما قال لـ«الوطن» كان سعيداً بوجهات نظر النقاد به، وأشار إلى أن وجهات النظر هذه تعنيه أكثر من الاستبيانات وخاصة إذا كانت لصحفيين مشهود لهم بالموضوعية والابتعاد عن المجاملة، ورأى ياخور أن استبيانات الرأي التي أجريت قابلة للنقاش والأصح رؤية القواسم المشتركة بينها، ولفت ياخور إلى أن «المحطات الكبرى بدأت تلجأ إلى الـ"ريتنغ" الذي تقوم به شركات متخصصة تستطيع من خلال هذه التقنية معرفة عدد الـ"ريسيفرات" المفتوحة على برنامج محدد ومسلسل معين وبالتالي نستطع تحديد مدى جماهيرية هذا البرنامج أو ذاك المسلسل أما الأشياء التفصيلية فيجب أن تترك للنقاد المتخصصين ذوي العين الخبيرة».
ولفت ياخور أيضاً إلى أن «النجاح الجماهيري لأي مسلسل لا يعني بالضرورة أننا نقدم فناً رفيع المستوى»، وأضاف: «دعني أتحدث عن نفسي وليس عن غيري، منذ سنوات قدمنا مسلسلي "عائلة خمس نجوم"، و"ست نجوم" ونجحت جماهيرياً ولكني لا أستطيع القول إننا قدمنا فناً راقياً من خلال هذين العملين».
وسألته: هل تشعر بالندم لأنك شاركت بها؟
فقال: «لست نادماً لأننا في تلك الأيام لم نكن كما نحن عليه اليوم من كثافة بالإنتاج. لم تكن هناك سوى شركة واحدة وكانت هي المنفذ الوحيد للعمل وكنا خريجين جدداً ولم يكن أمامنا أي فرصة على الإطلاق إلا هذه الفرصة وفي تلك الفترة كان الإنتاج الدرامي السوري لا يتعدى ثلاثة أو أربعة مسلسلات تنتجها هذه الشركة حصراً».
ويرفض ياخور فكرة أن ارتفاع سقف الإنتاج في الدراما السورية قابله انخفاض بالمستوى المعرفي والفكري وقال: «على الدوام كانت الدراما السورية تقدم أعمالاً مقبولة من الناحية الفكرية وعندما كان الإنتاج قليلاً كانت هذه الأعمال بارزة أكثر ومتميزة لأن الطبخ كان على نار هادئة أما الآن فدخلت الدراما السورية منعطفاً جديداً وهو حالة السوق وتحولت إلى صناعة وهذا الأمر تطلب عدداً كبيراً من الأعمال وهذا الكم لا يعني أن المستوى تراجع فما زالت هناك مسلسلات سورية تطرح قضايا مهمة وإشكالية ولكنها أصبحت محاطة بأعمال أقل من الناحية المعرفية».
وقد شارك باسم ياخور في مسلسل «ظل المحارب» المصري الذي عرض في رمضان ولكنه لم يحظ بالمتابعة على الأقل في سورية ربما لأنه لم يوفق في مسألة العرض وسألت ياخور: لماذا هذا الإصرار على الوجود في الدراما المصرية من قبل الفنان السوري على حين أنه أهم في الدراما السورية ولديه فرص فيها؟
فقال: «أنا أرفض فكرة التهافت على العمل في الدراما المصرية وكما أن هناك أعمالاً جيدة وسيئة في الدراما السورية هناك الجيد والسيئ في الدراما المصرية، وإذا تكلمت من تجربتي في مصر فأقول أنا اشتركت في فيلم سينمائي لأني لم أحظ بالفرصة السينمائية في سورية وكان فيلماً جيداً وأنيقاً وغير مبتذل وهو مأخوذ عن فيلم أجنبي وحمل مضامين مهمة ولم يكن فارغاً على الإطلاق، وشاركت في مسلسل «ظل المحارب» وهو من تأليف أهم الكتاب المصريين وهو «بشير الديك» وإخراج نادر جلال صاحب الأعمال الكبيرة والرائعة في التلفزيون والسينما، وكانت تجربة خاصة جداً فهو عمل سياسي بامتياز يتناول الحالة السياسية السائدة في العالم العربي ويتناول قضايا مهمة للغاية، وقد لا يكون النص جماهيرياً ولكنه نص مهم جداً وكان بطولة مشتركة مع هشام سليم فخضت التجربة وبعدها عرضت علي ثلاثة أعمال في مصر ورفضتها وفضلت عليها أعمالاً سورية وبأجور أقل بكثير واعتذرت عن فيلم سينمائي سيصور قريباً في سورية ومصر وهو بعنوان «السفاح» والبطولة لهاني سلامة ونيكول سابا، ومن المسلسلات التي اعتذرت عنها مسلسل «الهاربة» لتيسير فهمي مع العلم أني وقعت العقد وبأجر مغر جداً ومع ذلك اعتذرت».
فقلت للفنان باسم ياخور هذا يعني أن الأمل ما زال موجوداً وأن هناك من يعتذر لأسباب أخرى غير الأجر.
فارتفعت نبرة ياخور قائلاً: «جمال سليمان عرضت عليه في العام الفائت سبعة أعمال مصرية واعتذر عنها واختار «أهل الراية» و«فنجان الدم» وبأجور أقل بكثير، وما يقال عن الفنان السوري بأنه لا يعتذر عن العمل إلا لأسباب مادية فهو كلام غير صحيح، هناك عدد كبير ممن يحترم هذه المهنة ولا يقدم إلا الأعمال التي تهم المشاهدين العرب».
ويرى ياخور أن الكوميديا السورية تأثرت بغياب المخرج هشام شربتجي عنها فهو الذي قدم أعمالاً كوميدية كان لها صدى مهم لدى الجمهور العربي وكانت متميزة وهو مخرج سريع البديهة وحاد الذكاء وهذه مواصفات مخرج الكوميديا، ومثلما كان ناجحاً في الكوميديا نجح في المسلسلات الاجتماعية ومنها «أيامنا الحلوة» ومسلسل «رياح الخماسين» وهي أعمال مهمة من الناحية الفكرية، وتوقف ياسر العظمة ترك فجوة في الكوميديا وساهم انقطاع «بقعة ضوء» في تراجع حال الكوميديا السورية.
وعاد هذا المسلسل في رمضان الفائت وساعدته جماهيريته السابقة في الوصول إلى الناس وقد بذل سامر البرقاوي جهداً كبيراً وكانت تجربة «ضيعة ضايعة» وهي تشبه تجربة «بقعة ضوء» حيث كنا كأصدقاء نجلس ونقدم أفكاراً لإغناء نص ممدوح حمادة وكانت هناك شراكة حقيقية بيني وبين الليث حجو ونضال سيجري وممدوح حمادة وهو كاتب مبدع في مجال الكوميديا وساهمت زوجتي رنا الحريري في كتابة سبع حلقات من المسلسل والكوميديا، لعبة جماعية.
ويرى ياخور أن رحلة «بقعة ضوء» قد انتهت ويضيف: «يجب أن نخترع أفكاراً ومشاريع جديدة ونبتكر تجارب جديدة وأنا أيضاً غير مرحب بفكرة جزء ثان من مسلسل "ضيعة ضايعة" رغم أن المحطة طلبت ذلك وكانت الشروط مغرية جداً. أعتقد أن الأفكار لا تنضب». ويرى ياخور أيضاً أن قرار التوقف يجب أن يكون في قمة النجاح ولا ننتظر حتى نفشل ثم نتخذ هذا القرار.
ولم يوافق ياخور على فكرة أن الوسط الفني السوري تحول إلى «جزر» وأن الخلافات بين «زعماء» هذه الجزر بدأت تطفو على السطح ولكن يرى أن أهمية الفنان تنبع من اعترافه بأهمية غيره وجهده وإنجازه وأضاف: «هناك أناس في الوسط الفني أعترف أني لا أكنّ لهم المودة ولا أحبهم ولكن عندما أرى لهم شيئاً مهماً على الشاشة لا أستطيع إلا أن أثني عليهم. يجب الاعتراف بالعمل الجيد وأرى أن خلافاتنا الصغيرة والفردية يجب أن لا تؤثر سلباً على مشروعنا جميعاً وهو الدراما السورية التي تسوّق الفكر السوري وترسّخ الحالة والثقافة السورية وهذا شيء مهم جدا،ً وأعتقد أن الخلاف الموجود بين بعض الفنانين يضر بهذه الحالة ويقلص حالة الانتشار ونحن الآن أمام مرحلة حرجة وهي مسؤولية الحفاظ على النوع والمضمون الجيد لهذه الدراما».
ولم يرق لياخور الرأي الذي يؤكد أن الأسماء التي دفعت الدراما السورية إلى الأمام بدأت تلعب دوراً معاكساً دون أن تدري وقال: «هناك من تعب واجتهد وقاد الدراما السورية للنجاح والآن جاء جيل آخر أمامه مسؤوليات أكبر أهمها مسؤولية الاستمرار بالنجاح والتقدم أكثر».
وعن تقييمه للجيل الجديد قال: «هناك البعض من اختار السير إلى الإمام ومنهم المخرج حاتم علي الذي ساهم بأعماله بصنع اسم مميز للدراما السورية. وحتى في مسلسل "صراع على الرمال" هناك حالة بصرية مهمة جداً وقبله كان مسلسل "الملك فاروق" وحقق به حالة من النجاح غير مسبوقة، وأنا أرى أنه لم يتراجع وإن كانت عندي ملاحظات على عمل ما له فهذا لا يعني أن ألغي كل تاريخه وهو نموذج المخرج المثقف الذي يعمل على نصوصه بدقة شديدة».
ويضيف ياخور: «لا أحد يستطيع أن يلغي الدور المهم للمخرج نجدت أنزور في الدراما السورية وهو ظل من صناعها لسنوات عديدة وقدم روائع ساهمت بانتشار الدراما السورية، وإذا لم يعجبني عمل للمخرج هيثم حقي يجب ألا أنسى أنه واحد من الذين صبوا أساسات الدراما السورية، وكذلك الفنان الكبير أيمن زيدان سواء اتفقت أم اختلفت معه فهو قدم أعمالاً مهمة سوّقت للدراما السورية. وكان يحمل المسلسلات السورية ويسوّقها بنفسه للمحطات العربية وهذا شيء مهم يجب ألا يُنسى».
ويصف ياخور تجربته في مسلسل «ليل ورجال» بالممتعة ويضيف: «التعامل مع المخرج الممثل له مزايا إيجابية ومخرج المسلسل سمير حسين هو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية لذا هو قادر على ملاحظة أشياء لا يلاحظها إلا الممثل وبالتالي تحدث حالة مشاركة رائعة بين المخرج والممثل، لقد كانت تجربة هذا المسلسل غاية في المتعة».
ويستعد ياخور لتجربة ثانية مع المخرج سمير حسين بعنوان «قاع المدينة» ويتناول المسلسل مناطق الفقر والعشوائيات السكنية وهموم ومشاكل القاطنين فيها والمهمشين،ويقول: «وأنا أستمتع بالعمل في هذه النوعية من الأعمال الفنية التي تلامس هموم الناس الحقيقية ولست مع الدراما المزيفة التي تطرح قضايا قادمة من كوكب آخر وهي أشبه بالخيال العلمي والهدف منها افتعال التشويق، وأنا متفائل أن سمير حسين قادر على تقديم مادة بصرية مهمة جداً وأثني على الكاتب الصديق محمد العاص الذي قدم مرة أخرى نصاً مهماً».
وأمام ياخور عدة أعمال أخرى منها مسلسل «شتاء ساخن» للكاتب فؤاد حميرة والمخرج فراس دهني ويتناول قصة حقيقية مع معالجة اجتماعية لتفاصيل هذه القصة وأكد أنه من المعجبين بالكاتب حميرة وأنه حجز لنفسه مكاناً بين كتاب الدراما المهمين خلال فترة زمنية قصيرة.
وبدأ ياخور تصوير فيلم سينمائي تاريخي «الحمزة والعباس» عما الرسول صلى الله عليه وسلم ويلعب شخصية الحمزة بينما يلعب الفنان اللبناني رفيق علي أحمد شخصية العباس والفيلم من تأليف عثمان جحا وإخراج سيف الشيخ نجيب.
كما كشف ياخور أنه عُرض عليه لعب شخصية السلطان العثماني محمد الفاتح في مسلسل يتناول سيرة حياته من إنتاج قناة art وهو من تأليف حسام إبراهيم والمفترض أن يخرجه شوقي الماجري، ولفت ياخور إلى أن هناك كلاماً عن نية أكثر من جهة إنجاز مسلسل عن هذا القائد وأكد أنه سوف ينسحب من العمل في حال كانت هناك عدة نسخ تلفزيونية عن موضوع واحد.
محمـد أمين
الوطن