الفنان ماهر سلمى في معرضه الفردي الأول في معهد غوته

أبحث بطريقة ما عن حقيقة ذاتي والعالم من حولي

يتوقف الزمان والمكان لديه عند لحظات الصدفة المرهونة بالإحساس، لتؤرخ عدسة آلة تصويره تلك الحالة التي تكون فيها النفس صادقة مع ذاتها، وفي أعماله طرح لا متناه من تساؤلات وليدة اللحظة غير مستقرة قابلة للنمو والتطور، وقد تنعطف وتتغير كلياً حال معرضه «واحد كيلومترات» الذي أقيم مؤخراً في المركز الثقافي الألماني (معهد غوته) في 18 شباط 2008.
في هذا المعرض طرح الفنان إشكالية الإنسان بوصفه صانع قيوده وأسير نتاجه العلمي والمعرفي، كما تساءل أيضاً ما إذا كان الكيلومتر الواحد هو واحد كيلومتر أم أكثر!
يقول «الصور التي قدمت في هذا المعرض تتطرق للزمن الحاضر من حيث عنصر الزمن على أنها غير ملتصقة بمكان ما بحد ذاته، فهي تتناول أشياء لها علاقة بالكتل الإسمنتية الضخمة الجامدة نتاج الإنسان الذي غدا عبداً لها وضعيفاً أمام برودتها، وهي تعكس رموزاً لها علاقة بالظلال المعكوسة، فالأمر مرتبط بحالة موجودة ضمن مساحة صغيرة جداً وهي الكيلومتر ولعلني أجده أكثر من كيلومتر من حيث الكثافة غير الطبيعية للأشياء التي لا تطاق وهي بمعظمها سوداوية لها علاقة بالحياة عامة».
ماهر سلمى«والناس وبعدة حالات ومشاكل قد لا يستطيع الفرد تحملها، وبطريقة ما تشعر أن الناس مغلوب على أمرها في الحياة، فهناك ظلم كبير واقع على الإنسان كما أجده أنا على الأقل». ويضيف سلمى «وإذا ما أردت سؤالي لماذا الشارع في صوري، فكما يبدو لي أجد فيه الشيء العفوي عند الناس وهذا ما أبحث عنه دائماً في أعمالي، فليس هناك تحضير للقطة وإنما تخرج عفوية صادقة عن أناس لم يلحظوا عدسة الكاميرا، ولعها اللحظة التي بتنا نفتقدها كثيراً لصالح التصنع وتبني شعارات ومشاعر غريبة باردة تعكس الحواجز الموجودة في صوري والتي كما أسلفت هي صنيعة الإنسان. ولعلني أذهب في طرحي إلى أبعد من ذلك فأجد أن القوانين البشرية أوجدها الإنسان لتدمر آدميته».
الفكرة لديه ليست وليدة اللحظة وإنما هناك شيء له علاقة بالإحساس البصري ثم تصور عفوي للتشكيل، وبعده يمكن ترتيب وتقطيع الأشياء. ويقول «أنا لا أملك حقيقة اللحظة وإنما هناك شيء وليد الصدفة المرهونة بالإحساس، اللحظة التي نكون فيها صادقين مع أنفسنا وأسميها فناً».
يشير هنا «إلى أن الفوتوغراف هو فن تشكيلي يعبر عن شيء موجود في داخل الفنان ويعكسه بمشاهدات ورؤى خارجية. قد يكون هناك فرق في الأدوات والذهنية التي تدير الوسائل، ولكن في النهاية لا فرق في التعبير عن صدق الحالة، وبمعنى آخر حُكماً سيخرج العمل ممثلاً للحالة الفنية الموجودة، وحقيقة لا أفكر في الأداة بقدر ما أسعى نحو النتيجة التي تغني الفن».
يجد الفنان سلمى أن مهمته تنحصر في طرح تساؤلات يراها ملحة وضرورية ويرغب في تلقي إجابات عنها من الآخر ويهتم لنتيجتها، وأما ما يتعلق بماهية تساؤلاته فهي غامضة مبهمة وليدة اللحظة حيث يقول «لا أدري إن كانت سؤالاً أو أكثر ولكن أدرك أنني من خلالها أبحث عن ذاتي فاكتشاف الذات جزء من الإبداع الفني للإنسان كإنسان لا كفنان».
ماهر سلمى فيما يتعلق بمشاريعه القادمة يقول «بدقة لا أعلم ماذا أريد أن أفعل؟ لدي تصورات عن أشكال بسيطة جداً غير واضحة المعالم بعد، على أنها قد تتبدل وتتغير وهذا ما حدث معي تماماً في معرضي هذا حيث شعرت أن هناك شيئاً آخر أهم كان ينبغي العمل عليه ولعل إحساسي هذا نبع من شيء بصري لمع وومض في داخلي وما زلت حتى الآن أجهل حقيقته فأثناء العمل أكون عاجزاً عن فهم ذاتي وبعيداً عن فلسفتي للأمور».
يذكر أن هذا المعرض هو المعرض الفردي الأول للفنان ماهر سلمى مقابل أربع مشاركات له في معارض تصوير ضوئي في نادي التصوير الضوئي السوري ومعرضين في الأسبوع الثقافي السوري في هامبورغ.

رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق