بعد أن أضحت سلعة رمضانية...الدراما السورية تكسر القيود وتعرض كنوزها قبل رمضان

27 آذار 2014

.

يبدو أن الدراما السورية ستكسر الروتين، وستحطم كل القيود التي فرضت عليها سابقاً، هكذا تخرج هذا الموسم عن المعتاد لتقدم أعمالها خارج الشهر الكريم لتتخلص من الضغوط الرمضانية وبالتالي تمتد عروضها على مدار السنة.

سابقاً، كانت العروض الرمضانية جانباً سلبياً في العمل الفني، لأن المفروض أن تعكس الدراما واقع المجتمع بكل أفراحه وأتراحه على مدار العام ولا تقتصر على شهر واحد فقط، وحين يصبح الإبداع متوقفاً على هذا الشهر فإنه معرض للخطر والانكسار.

منطقياً، لا يصح أن تتكدس ملايين الليرات من أجل ثلاثين يوماً، لنغرق فيه بطوفان المسلسلات الدرامية، قبل أن تتوقف الحياة الفنية طيلة الأشهر المتبقية وكأن آلة الإنتاج أصيبت بسكتة قلبية، لتصبح الدراما سلعة رمضانية مثلها مثل التمرهندي وقمرالدين والقطائف.

شهر العبادة
على الجانب الآخر، صدحت العديد من الأصوات لتدين الطريقة التي يتم الترويج فيها لتلك المسلسلات، معتبرة أن القنوات التلفزيونية باتت تلفت أنظار الناس أكثر من تعاليم هذا الشهر الذي فرض للعبادة وليس للدراما. ووصف البعض تلك الأعمال بأنها مخصصة للكبار فقط ولا تتناسب مع حرمة شهر رمضان لاحتوائها على مشاهد فاضحة وإباحية إضافة إلى العري والحوار الساقط وما شابه ذلك.

تشفير ولكن!
رغم الخطوة الجريئة التي قامت بها عدة شركات، إلا أنها عرضت أعمالها على قنوات مشفرة وهو سلاح ذو حدين.
فتلك الأعمال لم تحصد أي جماهيرية وخاصة أنها متاحة فقط لأصحاب الأموال في مصر تحديداً، أي إن المشاهد السوري لم يحظ بفرصة متابعتها، في حين فقد العمل قيمته المادية عندما انتشر في اليوم التالي من عرضه على مواقع التواصل الاجتماعي.

«خواتم» عرض وانتهى ولم يأت ذكره على أي وسيلة إعلامية، لأنه مر مرور الكرام دون أي ضجيج.. بل سننتظر عرضه على قناة مفتوحة لنستطيع التحدث عنه بسلبياته وإيجابياته، ونفس الموضوع بما يتعلق بالجزء الثاني من «صرخة روح» وكلاهما عرضا على قناة osn مسلسلات، وربما يلقى هذا العملان النجاح الباهر بعروضهما الثانية وخاصة أنهما يضمان الكثير من نجوم الدراما السورية.

العمل الأول من تأليف ناديا الأحمر، وبطولة: عبد المنعم عمايري، وجيني إسبر، ومرح جبر، وكندا حنا، وندين تحسين بيك، وميلاد يوسف، وأحمد رافع، وسعد مينه، ومحمد خير الجراح، ومعتصم النهار، وميرنا شلفون، مديحة كنيفاتي، وعبد الهادي الصباغ، ونادين قدور، ويزن السيد وآخرين، ويتحدث عن استغلال الطبقة المخملية للفقراء، ومحاولات البعض القيام بخدمات إنسانية مبطنة ترمي بالأصل إلى أهداف سلبية ووضيعة، كما يتطرق إلى أنشطة الجمعيات الخيرية التي ترعى الأيتام لتستغلهم لاحقاً.

أما الثاني فيتحدث بمجمله عن الخيانة، ويشارك في تأليفه وإخراجه عدة مخرجين وكتّاب، إضافة إلى نخبة من النجوم.

الشاشة المنتجة
منذ أيام انطلق عرض مسلسل «فوق الموج» (جدي بحر سابقاً) على شاشة التربوية السورية يومياً في تمام الساعة التاسعة مساءً، وهي ذات القناة التي أنتجت العمل، وهو من تأليف أسامة كوكش، وإخراج هيثم الزرزوري، ويؤدي أدوار البطولة: عبد الرحمن أبو القاسم، وتولاي هارون، وقاسم ملحو، وجرجس جبارة، وزهير رمضان، وآمال سعد الدين، ورندة مرعشلي، ومحمد خير الجراح، ومانيا النبواني، ورنا شميس، وفادي صبيح، ومريم علي، وجمال العلي، وحسين عباس وآخرون.

يروي العمل قصة أربع أسر مهجّرة من دمشق وحمص وحلب، تأتي إلى مدارس ريف اللاذقية وتقيم مع أولادها في المدرسة. وفي القرية، يوجد رجل طاعن في السن هو ممثل مسرحي شبه معتزل يقوم بتشكيل فريق مسرحي مع الأولاد الذين يمثلون معظم بقاع سورية من هذه الأسر المهجّرة.

عروض متعددة
رغم أنه لم يقطع نصف المشوار نحو انتهاء التصوير، إلا أن العديد من القنوات أعلنت عرض مسلسل «الإخوة» وهو بكل الأحوال لن يلتزم بأي شهر لأنه بالأصل يتألف من تسعين حلقة.

قناة «أبو ظبي الأولى» أعلنت عرضه بشكل حصري قبل شهر رمضان، على أن يعرض لاحقاً على شاشتي «إل. بي. سي»، و«سي. بي. سي» ابتداءً من الشهر الكريم.

ويدور المسلسل في إطار اجتماعي ويشارك في بطولة المسلسل رانيا يوسف، باسل الخياط، تيم حسن، أمل بوشوشة، قيس الشيخ نجيب، رانيا يوسف، كارمن لبس، أحمد فهمي، ونادين الراسي وتأليف محمد أبو اللبن ولواء يازجي، وإخراج الليث حجو.
تتمحور قصته حول الحياة التي كانت تمضي بسلام وكالمعتاد في أملاك «فريد نوح» في أبوظبي، والذي يقوم على شؤون هذه الممتلكات الأبناء الخمسة الذين كفلهم وأحبهم وعاملهم كأولاده منذ كانوا صغاراً وعاملوه كأب، وخصوصاً أنه لم يستطع أن ينجب خلفاً ووريثاً له.

«نور وجاد وفادي وهاني ومجد» هم الأخوة الخمسة، شبان تتراوح أعمارهم بين بداية العشرينييات والسابعة والثلاثين، استطاعوا أن يجمعوا في شخصياتهم بين قوة الشباب المعتمدين على أنفسهم وبين رفاهية أبناء العز، لكل منه مهمته ووظيفته في تسيير شؤون الأملاك والأراضي، أورثهم فريد أملاكه بعد موته الذي لم يمضِ عليه كثير من الوقت، إضافة إلى هذه الأملاك فقد ورثوا شهرة ونفوذ عائلة نوح الإقطاعية فعاملهم الناس باحترام وتقدير ورهبة، وعاش الإخوة الخمسة في بيت العائلة الكبير والعريق، بصحبة «فرج» خادم العائلة ومدبر البيت، كانوا قد بدؤوا يتجاوزون فترة الحداد على «فريد نوح»، وعادوا لإعدادات حفلة الخطوبة الكبيرة لنور وماريا.. قبل أن تصل «ميرا» ابنة فريد الشرعية بصحبة أمها «ندى» ومحامي العائلة ليعرضوا على الأخوة شريط فيديو، يوصي فيه «فريد» نوح في أيامه الأخيرة بالنصيب الأكبر من أملاكه لهذه الابنة التي حرمت طيلة عمرها من اعتراف والدها بها.

الأسبوع الماضي
بدءاً من يوم الثلاثاء الماضي بدأت قناة «mbc» عرض مسلسل «نساء من هذا الزمن» للمرة الأولى، فتعر ض كل حلقة في الثانية عصراً بتوقيت دمشق، وتعاد في السادسة صباحاً من اليوم التالي.

العمل من تأليف بثينة عوض في تجربتها الدرامية الأولى وإنتاج شركة «قبنض»، وبطولة: سلمى المصري، جهاد سعد، قمر خلف، أيمن رضا، سعد مينه، مهيار خضور، حسام تحسين بيك، غادة بشور، هبة نور، عهد ديب، رهف شقير، أمانة والي، ميرنا شلفون، رامز الأسود، محمد الأحمد، مديحة كنيفاتي، يامن الحجلي، مي مرهج، رنا كرم، أكرم تلاوي وآخرون.

ويقتحم العمل عالم النساء السري ليتحدث عن قضايا تطرح للمرأة الأولى في الدراما السورية، عبر سرد قصص واقعية لنساء يعبّرن عن كل ما يدور بدواخلهن من عشق وكبت وانكسار، وهن نساء حالمات عاشقات تربطهن ببعضهن صداقة متينة رغم اختلاف طبائعهن ومسارات حياتهن، وسيكون الرجل حاضراً بقوة أيضاً في هذا العمل ذي المسارات المتعددة.

ويتطرق أيضاً لفساد رجال الأعمال ولقضية التلاعب بالأجنة في مراكز طفل الأنبوب، ولا يوجد في العمل سوى طفل واحد هو طفل أنبوب كدليل على عقم المجتمع، وينتهي العمل بمقولة «لا البدايات التي نتوقعها ولا النهايات التي نشتهيها، هكذا الحياة تعطينا الكثير وتأخذ منا الكثير».


اكتشف سورية

الوطن السورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق