مسار في مغامرة استكشافية للأطفال تنتقل من البحث إلى الإنجاز

12 شباط 2014

.

في عام 2005 بدأ مشروع مسار أولى خطواته، فكان المستهدف الأول والأخير الطفل والشاب السوري، فمسار آمنت بقدرات وإمكانات أبناء سورية، فاتجهت إليهم، حاملة معها كل الفائدة من خلال دمج العلم بالترفيه، فاستخدمت وسائل غير تقليدية جديدة ومختلفة عن الأساليب التي اعتاد عليها الطفل، وعبر الوقت أثبتت مسار أهمية البرامج التي اتبعتها والتي جمعت بين المتعة والفائدة لتنمية مهارات الأطفال بشكل خاص، واليوم نحن أمام مشروع جديد مصغر عن وردة مسار هو المغامرة الاستكشافية، فأصبح من الممكن القول بأن رحلة أطفال سورية نحو المغامرة والاستكشاف وسبر أعماق الطفولة وتلمس إبداعاتها المميزة بدأت مع مسار في رحلة تجمع الإبداع وصقل المواهب في ميادين التربية والتعليم والترفيه.

فالطفل السوري بأمس الحاجة إلى مثل هذه المشاريع، والأنشطة، والبرامج التعليمية التي ترفع من مستواه التعليمي، وتنمي مهاراته وملكاته الفكرية.

رحلة الأطفال
«المغامرة الاستكشافية» التي عمل مسار لتنفيذها هي عبارة عن رحلة استكشاف يعيشها الطفل من خلال تجارب معرفية وعملية تقدم على شكل معارض تفاعلية، تتناول وتعالج الكثير من المواضيع، مستخدمة تقنيات متميزة، ومعتمدة على أسلوب التعلم النشط التفاعلي الذي يعتمد المتعة في التعلم من خلال التجارب والاستكشاف والتنوع والمرح في تقديم المعرفة، ودعم المسيرة التعليمية للأطفال، بحيث يتفاعلون مع المعلومات التي يستخلصونها والمهارات التي يكتسبونها.

وهذه المغامرة مؤلفة من 20 معرضاً تفاعلياً من أصل 200 معرض من معارض وردة مسار، فيعيش الطفل من خلال هذه المعارض العشرين قيم مختلفة شخصية وبيئية ومجتمعية ووطنية، ويطور مهاراته الذهنية والاجتماعية والحسية والحركية، ويكتسب معلومات متنوعة علمية وأدبية وفنية، كما أن الطفل يعبر عما يدور في داخله وعن رأيه، والهدف مما أطلق عليه اسم «المغامرة الاستكشافية» هو الوصول إلى كل طفل سوري، لإتاحة الفرصة له لاكتشاف تجارب جديدة لم تكن متاحة له من قبل.

الطفل السوري متعلم وفعال
بدورها شيرين كنهوش أخصائية محتوى في مشروع مسار قالت لـ«الوطن»: «هدفنا في مسار أن يكون الطفل السوري متعلماً فعالاً، قادراً بعمله وأفكاره وأن يختار مساره بنفسه، ونحن نسعى لأن نفسح المجال أمام أطفالنا ليختاروا المسار الذي يتناسب مع أفكارهم وأعمالهم، وهناك ثلاث قنوات أساسية نعمل عليها في مشروع مسار هي المعارض التفاعلية (المغامرة الاستكشافية)، والمدارس، والمراكز المجتمعية مثل مركز صديق الطفل في منطقة باب شرقي، فعندما يكون الطفل متعلماً فعالاً، يتمكن من أن يأخذ أي معلومة، ويطور أي مهارة ويعزز أيضاً أي قيمة، وعندما يتوفر لديه كل هذه الأشياء يستطيع أن يساهم إيجابياً في بناء المجتمع».

تجارب واستكشافات
يستقبل المركز على مدار الأسبوع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين 6 سنوات إلى 15 سنة، وهؤلاء الأطفال هم الفئة المستهدفة المباشرة، أما الفئة المستهدفة غير المباشرة فهم المتطوعون والأهل والمعلمون، وتتابع كنهوش قائلة: «الطفل يحب جداً فكرة أنه يستكشف ويجرب كل شيء بنفسه فيكتسب المعلومة بطريقة أسرع وأفضل».

كما أشارت إلى أن مشاركة الأطفال بمثل هذه النشاطات يخلق عندهم نوعاً من التحفيز ليصبحوا متعلمين فعالين، فيبادرون لتطوير مهاراتهم، وبناء ثقتهم بأنفسهم، والمشاركة بوقتهم وجهدهم ومواردهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم، وتتيح هذه الأنشطة أيضاً تحقيق العديد من الأهداف منها تلبية احتياجات الأطفال، ودعم المناهج المدرسية وتوفير بيئة مناسبة للتعلم وفرصة لدعم عملية التعلم باستخدام أحدث الأساليب التربوية المتطورة.

بطاقة وخريطة
تبدأ مغامرة الطفل الاستكشافية في محطة الاستعلامات التي يحصل فيها على بطاقة دخول تحتوي على رقم يستخدمه الزائر للتفاعل مع بعض المعارض، وخريطة بالأجنحة والمعارض العشرين، كما أن لكل جناح لوناً واحداً الأمر الذي يسهل على الطفل أيضاً تنقله بين الأجنحة والمعارض. فأول جناح يتضمن عدة معارض، المعرض الأول « محطة أفلامي»، الهدف منه تعريف الطفل الزائر بأنه جزء من الكون وإظهار مواقف لأطفال يشبهونه تعكس طريقة عيش هؤلاء الأطفال في حياتهم اليومية ضمن البيئات السورية المختلفة، والمعرض الثاني «أنا.. بيتي.. عائلتي»، يظهر أهمية الفرد كجزء من عائلته، والمعرض الثالث «أصدقائي.. مجتمعي»، يقدم معلومات عن كل المحافظات السورية، كما يتيح فرصة تفاعل الأطفال مع بعضهم البعض، والمعرض الرابع «بلدي.. تراثي »، هدفه إظهار العراقة والغنى الحضاري والثقافي الموجود في سورية، والمعرض الخامس «عالمي الأوسع..»، أما المعرض السادس فهو «عنواني الفضائي».

البحث عن المعلومات
والجناح الثاني هو «حياة»، المعرض الأول «الباحثون عن المستحاثات»، والمعرض الثاني «حديقتي العطرة»، الهدف من هذا المعرض هو تعرف الطفل على النباتات السورية العطرية، ويتم فيه تشغيل أكبر قدر ممكن من الحواس الأمر الذي يزيد عملية حفظ وتذكر المعلومات، والمعرض الثالث «اقفز». على حين أن الجناح الثالث أطلق عليه «عالمنا»، فيه معرض «حارس للبيئة.. أم هادر للطاقة؟!» تكمن الفائدة منه في منح الزائر الفرصة لاستكشاف مصادر الطاقة البديلة وطرق استعمالها، أما الجناح الرابع فهو «أفكار»، يتضمن معرضين، المعرض الأول «طرق التعلم»، يتم فيه التعرف على أفضل طريقة تساعد على التعلم، والمعرض الثاني «اللغة الصامتة» هدفه معرفة ما يشعر به الآخرون من خلال تعابير وجههم.

الوصول للقمة
والجناح الخامس «إنجازات»، معرضه الأول « الطريق نحو القمة!»، يتعرف الزائر على أشخاص حققوا إنجازات الأمر الذي يشجع الطفل على الإنجاز، وبالنسبة لمعرضه الثاني «سباق الرجال الآليين!». أما الجناح السادس «أنت قادر» بمعرضه، «باحثوا المستقبل»، وأيضاً جناح «شارك معنا» ومعرضه «تحدث»، وهناك أيضاً جناح خاص بالأطفال دون خمس سنوات سمي «صغار» والمعرض الخاص به «مزروعات بلادي»، كما يتضمن مبنى الاستكشاف العديد من البرامج والأنشطة التي تصمم بناء على التغيرات المحيطة بالأطفال أو بالأحداث الوطنية أو العالمية، ومن هذه الأنشطة المجتمعية، نشاط «الإعلامي الصغير»، فما يميز هذا المركز الاستكشافي عن غيره من مراكز العالم، وجود قصة تربط بين كل المحطات التي يمر عليها الطفل في مغامرته الاستكشافية.

مكان مختلف
تقول زينب صفر متطوعة بمشروع مسار المغامرة الاستكشافية: «عندما يدخل الطفل ضمن الأجنحة يشعر بأنه انتقل إلى مكان آخر مختلف تماماً عما اعتاد على مشاهدته، فيحصل على أفكار ومعلومات جديدة، بأسلوب متميز وجديد، فكل شيء موجود في المغامرة الاستكشافية مدروس بما في ذلك الألوان والعبارات المكتوبة على الجدران».

وفادي خراط أيضاً من المتطوعين، قال: «مهمتي في مسار هي تسهيل عملية تلقي الطفل واستكشافه للمعلومات ضمن الأجنحة الموجودة بالمغامرة الاستكشافية، ومسار شيء فريد ومهم في الوقت الراهن للطفل يتيح له التعلم بطريقة فعالة تعتمد على التفاعلية».

على حين أشار المتطوع محمد صياح بأن كل طفل يزور مسار، يعود إليه مرة ثانية وثالثة...، لأنه يشعر بالفرح من خلال تنوع المحطات التي يمر عليها في إطار تفاعلي مع كل ما يحيط به.

التعلم بشغف ومحبة
أما إيمان المصري متطوعة بالمغامرة الاستكشافية فتقول: «يتم التعامل مع الطفل على أساس ما يمتلكه من خلفيات ثقافية، واجتماعية، وحياتية، وعلى هذا الأساس وبطريقة غير مباشرة نسعى لتزويد الطفل بما ينقصه ويحتاج إليه، وعندما يعمل الطفل بمسار يعمل بيده، الأمر الذي يولد عنده نوعاً من الشغف والمحبة للتعلم فيأخذ أكبر قدر ممكن من المعلومات الموجودة على الحواسيب أو المكتوبة على الجدران»، وبدوره يؤكد المتطوع محمد إسماعيل المسوتي بأن الطفل في هذا المشروع يتعرف على أشياء جديدة لا يعرفها من قبل.

مشروع مسار
مسار مشروع سوري ليس له أي أهداف ربحية، وهو أحد أقسام الأمانة السورية للتنمية، مهمته الأساسية جعل الطفل السوري يطور مهاراته ويستثمر طاقاته ليعزز ثقته بنفسه وليساهم في بناء المستقبل.

تأتي أهمية مثل هذه المشاريع بأنها تنمي مدارك الطفل، وتوسع آفاقه الفكرية والثقافية وتمنحه الحماس والفضول للمعرفة والبحث أكثر، وما يحصل عليه يبقى في ذاكرته، لأنه اكتسبه بنفسه، مستخدماً حواسه، وبأسلوب جديد مختلف عن المشاريع والأنشطة والمناهج الدراسية التي تعتمد على الجمود.


لودي صارجي

الوطن السورية

Share/Bookmark

صور الخبر

مشروع مسار - الأمانة السورية للتنمية

مشروع مسار - الأمانة السورية للتنمية

مشروع مسار - الأمانة السورية للتنمية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق