تجليات التصوف وجمالياته في الأدبين العربي والفارسي

11 تشرين الثاني 2013

كتاب جديد للباحث الدكتور حسين جمعة

«تجليات التصوف وجمالياته في الأدبين العربي والفارسي» للباحث الدكتور حسين جمعة كتاب تناول فيه أهم معطيات وأسس التصوف ومعانيه وصولاً إلى الأدب الذي انتمى الى هذه الظاهرة وما يحتويه هذا الأدب من تحولات وجماليات.

ورأى جمعة في كتابه أن ظاهرة التصوف تطورت في تجلياتها المنبثقة من فكرة وحدة الوجود الحق ومن طبيعة الزهد والتنسك والنية الخالصة والصادقة في عبادة الله ثم تطورت على يدي علماء التصوف قرناً بعد قرن حتى غدت ظاهرة دينية وخلقية وفلسفية واجتماعية وأدبية وجمالية وذاتية وموضوعية رغم أن ظاهرة التصوف قديمة قدم البشر.

وأوضح الباحث جمعة أنه أيا كان قرب ظاهرة التصوف من حقيقة الإسلام او ابتعادها عنه وأيا كانت اجتهادات العلماء في مذاهبهم المتعددة أو ابتعادها عن ذلك كله فقد أصبحت تجلياتها القريبة والبعيدة تستحق العناية في أي زمان ومكان ولاسيما حين زعم أصحابها أنها طريقة روحانية بديعة لكشف أحكام الشريعة بعد أن جرد الصوفي نفسه من الشهوات والملذات.

وفي الكتاب انطلق الصوفي من تأديبه لنفسه جاعلاً البغي في الحلال فسادا للقلب فالمتعة الذاتية والجمالية والدينية لديه تتجسد في تذوق النفس مرارة الحرمان والصبر على الوان العذاب وهي ترتقي حتى تحقق المتعة الجمالية من خلال تذوق نور الحكمة الربانية التي تتجسد بواسطة التلذذ بحلاوة الوجد والفناء بالذات الآلهية.

وبحث الكتاب في تاريخ ظاهرة التصوف في الثقافة والأدب عند أمم عدة من الهنود إلى الفرس واليونان حيث ربط بينها وبين ما وصل الينا من بلاد الرافدين من البابليين والسومريين وغيرهم حيث كان العقل وسيلة أهل التصوف في القرن السابع الهجري إلى معرفة الوجود الحقيقي المطلق والمعبر عن الوحدة المطلقة التي ذهب إليها ابن سبعين.

وبين جمعة أن ابن سبعين كان نافذتنا مع الروح إلى آراء بعض الأمم القديمة إضافة الى كشف الباحث عن أهمية ما ورد في ملحمة جلجامش من مفهوم الإقلاع عن الشرور والبحث عن الخلود في صميم وحدة الوجود.

والبحث في التصوف وفق جمعة يحتاج إى مجلدات كثيرة وعظيمة مبينا أن على الدارس أن يساهم في تطوير ما يذهب إليه ويكتشفه حتى يصل إلى عالم التصوف السحري بوصفه ظاهرة فكرية أدبية ونقدية لاختيار نماذج أدبية كالأدبين العربي والفارسي والوقوف عند بعض الأعلام المشهورين ممن يحققون فكرة وحدة الوجود بوصفها وحدة جامعة للكون والإنسان والظواهر والأشياء وتتكامل بفكرة الحب والوجد والفناء بالذات اللإلهية.

ويجب ان يكون التكامل وفق ما توصل اليه الصوفي برموز عدة ومفاهيم شتى استخدمها بأساليب لغوية تثير العقل والوجدان في معالجة الموضوعات التي تباينت في وظيفتها وأهدافها عما قرأناه في الأدب قديمه وحديثه.

قسم جمعة بحثه إلى ثلاثة أقسام حيث تناول في المدخل حقيقة النظر في الظاهر والباطن بوصفهما من تجليات ظاهرة التصوف الأدبي في الوقت الذي يدلان على أنهما جزء من فكرة دينية أو فلسفة محددة لتفسير هبوط الروح من الوجود الأزلي إلى الإنسان لتصبح حبيسة الطين محاولة التحرر منه والرجوع الى الوطن الأصلي.

أما القسم الأول فعالج مفهوم التصوف لغة واصطلاحاً واشار إلى شيء من تاريخه في إطار قراءة فكرية لجملة من الأفكار والموضوعات وعدد من أشهر أعلامه وفي الثاني عرض جمعة أبرز مفاهيمه وموضوعاته مثل التوبة والخلوة والحب الإلهي والفناء بالذات الآلهية إضافة إلى دراسة أسس التصوف بشكل منهجي ودقيق.

كما وصل جمعة إلى عرض نماذج من الأدبين العربي والفارسي منذ القرن الثاني حتى الثامن الهجري كشاهد على الرؤية المعرفية المندمجة بين الثقافتين والادبين وامتداداتها إلى الثقافات الوافدة وفلسفتها الاجتماعية والفكرية.

وفي القسم الثالث أبرز الباحث بصورة مكثفة جمالية الادب لغة وخيالاً وتجلياتها الأسلوبية والبنيوية وصولا إلى الخاتمة التي ضمت نماذج من الشعر الصوفي في الأدبين العربي والفارسي.

يذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب يقع في 233 صفحة من القطع الكبير.


شذى حمود

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق