أمل لايقة: «تحتاج دائماً للحلم حتى تنسج الواقع بأقل قسوة»

01 تشرين الأول 2013

الحب عند الشاعرة والقاصة أمل لايقة هو الطاقة الأكثر قابلية للإبداع والعطاء والتدفق الوجداني والعاطفي والروحاني وتحتاج دائما للحلم حتى تنسج الواقع بأقل قسوة، ترصد لايقة بأعمالها الحياة وتناقضات الانسان وتتأمل مفردات الطبيعة وغرابتها وفعل الدهشة في فصولها وتبحث عن مطارح للحب لتجدد معها وفيها الحب الذي يصنع مجد الكاتب بكل احتراف وابداع حتى صدماته وخيباته تصنع حكاية دافئة رغم الالم وتبحث عن الحرية كي يكون الفضاء متاحاً لكل حقيبة سفر ولكل مسافر يحلم بمحطة ومقعد انتظار، تكتب عن كل ما يجعل الروح مخمورة وفي الشعر تذهب إلى أبعد ما يمكن من الضوء كما أنها في القصة تقترب من كل نفس مضيئة ومعتمة مهما كانت ظروفها.

لا يخلو عمل من أعمال الشاعرة والقاصة لايقة من المكونين البشريين «الرجل والمرأة» لأنهما الاساس الذي تبني عليه قناعاتها وأفكارها ومشاعرها، فحضور الرجل في كتاباتها يجعل لغتها أكثرعذوبة فهو برأيها الصديق والحبيب والملهم الذي يمسك بيدها لتنجو من حصار نفسها احياناً اما المرأة فهي موجودة دائماً وهي الحواس الفاعلة والمنفعلة، وقد يكون لديها مآخذ ولكن في النهاية لا يمكن لأي صورة في العالم ان تكتمل بدونهما فالمرأة وردة والرجل حديقتها، المرأة لغة والرجل بلاغتها، هكذا تكتبهما وبتلك الرؤية.

النهايات دائماً مفتوحة في قصص الشاعرة والقاصة لايقة لأنها تريد القول إن ثمة احتمال آخر للحياة وهي مازالت كلما قرأت قصة أو رواية تضع مسبقاً النهاية التي تناسب مزاجها أو قراءتها وتجد في الكثير من النهايات التي يضعها القارئ شيئاً مهماً قد يتفوق على نهايات الكاتب نفسه كما ان قصصها رغم حساسية شخصياتها ورغبتهم في الحرية والتمرد والمواجهة لم يخرجوا عن نطاق الواقع والمجتمع وتلك العقلية التي تجعل النداء يجلجل في الداخل ما زالت موجودة وما زالت الأنثى تعاني عدم تحقيق التوازن معها إلا أن الأمل سيبقى لأن الحلم باق.

وبرأيها فالكاتب إنسان يريد أن يعبر عن فكره ونظرته فقلمه هو حبل السرة بينه وبين العالم والكاتب حسب تعبيرها مثل قائد الأوركسترا يستطيع تطويع الآلات في لحظة واحدة ولكنه بالتأكيد وصل إلى ذلك من خلال ميله إلى آلة معينة جعلته في ذلك المكان فالشعر ملاذها الأول هو مفتاح حواسها وهو الفضاء الأكثر قرباً من شخصيتها وعوالمها الداخلية وما زالت تحلم بحلم القصيدة وما زلت تعيشها بأوسع اشتعالاتها علها تستطيع الاخلاص لهذا الحلم المتجدد داخلها.

وعن تأثير الطبيعة والمكان في اعمالها بينت لايقة أن مدينة اللاذقية مدينة السحر والجمال والعشق ومن يزورها يصبح شاعراً فكيف من يعيش فيها ويشرب من مائها ويسبح في بحرها، ولاتدري الشاعرة والقاصة لايقة من يسكن اللآخر هي ام البحر وحتى الآن لم يستطع احد قطع حبل السرة بينهما فهي مازالت في رحمه، ورائحته في كل كلمة تكتبها وأمواجه تتسلق احلامها، وهواجسها تنبض بموسيقاه، وللحديث عن البحر شجون وذكريات لاتنتهي، فملوحة البحر تتلبسها كي تبقى على عطش.

وربما لأنها من ريف اللاذقية فان علاقتها بالطبيعة ورائحة الأرض وبعصافير الصباح ونسائم الليل اللطيفة علاقة تحمل في طياتها الكثير من الحروف التي لم تتشكل بعد ولم تصل لسحر وعذوبة ونكهة القرية، علاقتها بالمكان تحمل الكثير من الشجن والذكريات والبعد الانساني والاجتماعي الذي تتمتع به تفاصيل القرية، فهي تعشق قريتها بكسا لانها كرست لديها محبة الوطن والانتماء ومحبة الحياة وحب الناس.

وعن الأزمة الحالية التي تمر بها سورية الحبيبة تقول لايقة: «لم اكتب الا القليل لأن ما يحصل اكبر من لغتنا وأعمق من مشاعرنا ومازال الامل بأن نملك القدرة على استيعاب هذه الجراح وتلك الخسارات وكل ما فقدناه وما نفقد».

ولكنها تناولت الواقع المأساوي من وجهة نظر انسانية أكثر من أي شيء اخر، كتبت عن الدموع والدماء، وعن الشهداء والجرحى عن المفقودين والمخطوفين، كتبت عنهم بما لايصل إلى قاماتهم وهاماتهم الشامخة، ولكن العزاء أن يصل جزء بسيط من حقهم علينا، تقول رغم أن الواقع مؤلم ولكن سورية المتألمة علمتنا كيف نعاند ونكابر ونقف لاننا اصحاب وطن لا يضعف ولا ينهزم طالما الجيش العربي السوري يحميه ويقدم نفسه قرباناً لأجل سوريته الكريمة والمقاومة.

وعن علاقتها بالنقد والنقاد أوضحت لايقة: «كثيراً ما تعرضت لنقد سلبي بسبب اشكالية قصيدة النثر أو الشعر الحديث بالعموم، وكثيراً ما تعرضت لنقد ايجابي بسبب أنها وصلت لاحساس القارئ ومشاعره ونقلت له صورته بشكل قريب من روحه وحواسه وأفكاره»، وفي كلتا الحالتين تقول إنه لامشكلة بالنقد وانما بطريقته وأسلوبه، ولامشكلة لديها مع اي شخص يقروءها بطريقة مختلفة بشرط أن ينصف تلك اللحظات الجميلة التي تعيشها كي تكتب وتعبر عن الحلم أو الواقع لتخفف من عبء هذا العالم الثقيل بمتاعبه وهمومه ومشاكله النفسية والحياتية ومايهمها في النهاية هو القارئ لانه الاكثر انصافاً سواء بالنقد الايجابي أو السلبي.

والشاعرة والقاصة امل لايقة من مواليد قرية بكسا بريف اللاذقية عام 1972 لها الاصدارات والدواوين التالية: «ديوان خيوط الفجر» و«ديوان ملاك العودة» و«ديوان حاسة الحب» ومجموعة قصصية بعنوان «مسافات الحلم» وديوان «وثمة ماينتظرك» ومجموعة قصصية بعنوان «بلاغ كاذب».


بشرى سليمان

سانا

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق