عودة النسور مجموعة شعرية تتجلى فيها روح المقاومة

11 آب 2012

.

مجموعة من القصائد في ديوان عودة النسور للشاعر محمد توكلنا مسكونة بالهم القومي والاجتماعي وفيها تتجلى روح المقاومة لتكون أهم ما ورد في القصائد التي اعتمدت على موهبة شعرية ناضجة. يجتمع التجويد الفني مع الروءية الفكرية الهادفة في تراكيب القصيدة دون ان يقع الشاعر في مطب المباشرة رغم ان القصائد كلاسيكية واعتمدت الشطرين في اسلوبها التعبيري الذي تميز بصدق العبارة ومتانة اللفظة يقول في قصيدة الشهيد:

يا منيتي جرح الكرامة نازف.. والصمت في بعض المواقف عار

والعيش في طل اللئام مذلة.. والموت في ظل الخيام فخار

يحمل الشاعر /توكلنا/ هموم امته فتبعده عن هوى نفسه وصبواتها وعن الانشغال في ملذات الذات في زمن تحتاج الامة الى شعرائها متألما على كل شبر مغتصب كغزة والقدس وغيرهما من الأراضي المغتصبة إذ يقول في قصيدة /منائر القدس/: منائر القدس قلبي بالحمى وقفا.. دعاه شوق الى المحراب فاعتكفا

كما يؤكد الشاعر على مقاومة المغتصب بمعظم أشعاره وفضح كل من يتهاون معه أو يفاوضه محزوناً من التنازلات وهو يدعو للعمل على قضايا الأمة العربية وهمومها لأن الكتابة حسب رؤيته عمل جهادي ولا يمكن أن تتحقق العودة إلا بذلك لأن القلوب تهفو إلى العودة كما يعبر عنها في قصيدته /عودة النسور/:

كنت فرخا لكنني اليوم سرب.. من نسور تواقة للرجوع

فإذا نادت الحبيبة نسرا.. فالملبون ألف ألف سميع

ويعتمد الشاعر في نسيجه الفني الأسلوب القصصي الذي يحتاج إلى قدرة فنية عالية ويتطلب الدقة في بنية الموضوع وتماسكه منذ مطلع القصيدة الى نهايتها على نغم موسيقي غالبا ما يكون حزينا متدفقا مع عاطفة الشاعر يقول:

في قديم الزمان قال مليك.. لوزير له عظيم الولاء

أنا للبؤس والشقاء حليف.. مع ملكي وسطوتي وثرائي

ويظهر في القصائد أن الشاعر يقتبس صوره من التراث العربي سواء كانت الرموز جزئية أم كلية فهي جميعها معبرة تغرف من الثقافة الأصيلة إذ تحضر المفارقة بين الغرقد شجر اليهود والزيتون شجر المسلمين إلى جانب السيف والنسور والسنديانة وشخصيات كصلاح الدين كما يحضر الرمز الكلي من قصائد ابرزها السنديانة وهي لوحة قصصية كاملة ترمز للتكبر والغرور يقول /توكلنا/.. جنود الريح بعض من جنودي.. اذا ناديتها اصطفت حياتي سأدعو قاصفات الريح حشدا.. لتنبذها بعيدا عن ظلالي.

يذكر أن المجموعة من منشورات بيت فلسطين للشعر تقع في 146 صفحة من القطع المتوسط.

سانا