دراسة عن القاص العراقي عبد الملك نوري في كتاب جديد

11 آب 2012

.

يبين الباحث مؤيد الطلال في كتابه (عبد الملك نوري ريادة فنية وسيكولوجية في القصة العراقية) أن القاص مبدع ورائد للاتجاه السيكولوجي داخل المدرسة الواقعية الاجتماعية النقدية في القصة العراقية رغم مرور أكثر من نصف قرن على صدور مجموعته القصصية الأولى (رسل الإنسانية) وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على وفاته حيث أثار كثيرا من الإعجاب والنفور في الأوساط الثقافية العراقية.

ويوضح الباحث أن السيد هاتف الثلج حرر الأعمال القصصية الكاملة لعبد الملك نوري بعد وفاته ونشر فيها قصصا كثيرة لم تكن منشورة من قبل لأن الأديب نوري انقطع عن الساحة الثقافية فترة طويلة أصبح خلالها في جعبته كثير من الأعمال المتطورة غير المنشورة.

ويكشف الطلال مدى أهمية النوري عند النقاد والكتاب العراقيين فالكاتب فؤاد التكرلي يصف نوري بأنه القاص الحقيقي الأول في العراق حسب ما أورد في تقديمه للأعمال القصصية الكاملة مشيرا أنه لا وجود لقاص حقيقي قبله مظهرا بعض التطرف بقوله: "إن النتاج العراقي القصصي كله ما عدا نتاج عبد الملك نوري يجب أن يرمى في مياه دجلة لأن منتجيه ليسوا بأدباء إطلاقا".

ولفت الباحث إلى أن نوري هو الخيط الرابط بين الإبداع الفني والسمو الإنساني بغض النظر عن درجة متانته وقوته والذي هو المتطلب الأساسي في كل أدب يسعى للسمو والخلود حيث جعل للروح والنفس والأحاسيس والتأملات الفكرية والفلسفية والنور في أعماق نماذجه وشخوصه الذين يلتقطهم من بين شاطئي الواقعية فجعل لكل هذا أهمية بالغة إضافة للموضوعات الأساسية كالحق والعدل والخير والعمل وضرورة العلاج والسيطرة على الثروة النفطية.

ويضيف الطلال أن يحيى عارف الكبيسي تابع أغلب ما كتب نوري وذلك في مقالته (عبد الملك نوري في الخطاب النقدي العراقي) بدءا من كلمة الشاعر السياب في مجلة الآداب عام /57 / الذي وصفه بخير القصاصين وأغناهم فنا وشاعرية وانتهاء بقول الناقد عبد الجبار عباس بأن تقليد النقد القصصي في العراق إنما بعث على يد عبد الملك نوري مستندا إلى الملاحظات والخواطر النقدية التي كان يكتبها القاص نوري.

ويتعرض الطلال في بحثه لكشف الوجه الآخر في أدب عبد الملك نوري حيث أن الدكتور علي جواد حسب ما أورد في البحث يؤكد وجود بعض المنتقدين لقصص النوري حيث يرون في قصصه فتورا اجتماعيا لأنه ينظر إلى المجتمع من وراء زجاج مقهى البرازيلي الترف كما ورد في مجلة الأقلام ص111 حيث أعرض عن ذكر المنتقدين للابتعاد عن أجواء الحروب الصحفية.

ويأتي البحث بإشارة الدكتور شجاع العاني إلى أن هناك فريقاً من النقاد يعيب على قصص نوري سطوه على القص الغربي وانتزاع بعض شخصيات القصص وتقليدها كما هو الحال بالنسبة لبطل قصة (نشيد الأرض) الذي أشار محي الدين اسماعيل إلى أنه هو نفسه بطل (حلم رجل) لدوستويفسكي أو يستثمر الأجواء والأحداث في هذه القصص ليجعلها مدارا لأحداث قصصه وأجوائها كما هو الأمر في قصة (الصديقان) التي أشار الشاعر كاظم جواد إلى أنها محاكاة حرفية لقصة (وداعا كورديرا) للكاتب الإسباني ليو بولدوا لاس.

ويرى الطلال أن هناك قصصا لعبد الملك النوري ما هو متعثر وآخر جيد ففي مجموعته الأولى أربع قصص منه اثنتان جيدتان كبداية أو كمرحلة تأسيسية وهما (مأساة الفن) و(نهاية الدكتور عزمي) أما الأخريان فلا تستحقان الوقوف عندهما إذ أن الأولى (رسل الإنساني) لا تقع ضمن تجنيس القصة وهي أقرب للطابع المسرحي منها إلى القصة والثانية (عمر بك) إذ يحاول القاص أن يرسم بها صورة كاريكاتيرية لشخصية غربية مصابة بمرض السادية مع ازدواجية في الشخصية وهذه الشخصية تنتمي لطبقة الإقطاع موضحا أنه برغم كل شيء يعتبر النوري علامة أدبية بارزة في أدب جيل الرواد.

يذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب ويقع في 123 صفحة من القطع الكبير.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق