أوراق منسية لم تنشر للأديب الراحل صدقي اسماعيل في كتاب قصائد الخالدين

14 نيسان 2012

من إصدار الهيئة العامة للكتاب

خلف الأديب والمفكر الراحل صدقي اسماعيل تراثاً كبيراً في مختلف المجالات المعرفية ذات الطابع الفكري والأدبي والسياسي والاجتماعي وكان مجلسه في منزله وفي المنتديات العامة مثالا لما يتوقع من المثقف الملتزم والمراهن على القيم القومية والمعرفية والكرامة الانسانية وعلى الرغم من تركيزه على الثقافة العربية فانه كان ذا نظرة ثاقبة فيما يتعلق بالقيم والاخلاق وعلى امتداد الاطار العالمي.

ويقدم اسماعيل في كتاب قصائد الخالدين شعراء وقصائد من ثقافات العالم تحرير عواطف الحفار اسماعيل اعظم الانتاج الفكري في العصور الحديثة دون ان يغفل تزيينه بعدد لا بأس به من ابداعات الجنس اللطيف مثل الشاعرة الأميركية اميلي ديكسون والشاعرة الإسبانية جوانا دو اسباج والشاعرة الفرنسية كونتيس دونواوري.

وخصص اسماعيل في كتابه الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة فصلا عن جوانب عالمية غير مرددة في الثقافة العربية مثل الشعر الفنلندي والسويدي وغيرها مبينا طبيعة الابداع الخاص للمراة ولا سيما في مجالات شعر الحب والحنين.

وحرص اسماعيل في كتابه الذي يقع في 287 صفحة من القطع المتوسط على تقديم أسماء لم يكن لها بريق في نطاق الثقافة العربية وانتقى من الانتاج العالمي ما رأى انه يناسب احتياجات الثقافة العربية ولذلك قدم التفاتة موجزة حول شعراء من افريقيا ومن آسيا لم تتح لهم فرصة العالمية ومن خلال هذه الالتفاتة توصل إلى الروائي الجزائري المعروف محمد ديب الذي صور الحياة البائسة في رواياته واشعاره.

وقد حرص المؤلف على تقليدية الثقافة الشعرية العربية إلى ان يتابع الشعر الحديث الملتزم في أجزاء مختلفة من أوروبا الشرقية مثل قصائد ميخائيل دودين وغيره من الشعراء السوفييت في حينه وقد كان لهؤلاء الشعراء الملتزمين تاثير قوي على المجتمعات الانسانية وعلى المعذبين في الأرض.

ولم يقفل اسماعيل موسوعته الأدبية دون وصلها باحدث تطورات الشعر المتالق في القرن العشرين ربما لكي تكتمل الصورة وكان ختام المسك هو لفت النظر إلى موسيقا الشعر وكانه يؤكد المرددات الفرنسية الشعرية بوجه خاص التي كانت تنادي بان الشعر هو الموسيقا ولا شئ الا الموسيقا.

وتتضح في كتاب اسماعيل النزعة الانسانية إلى جانب التفكير الاجتماعي عنده وريادته في متابعة ثقافة العصر بغض النظر عن تباين اللغات والاذواق والمقاصد على المستوى العالمي كما نلاحظ بعدا عالميا وانسانيا واحاطة فائقة بمختلف اشكال وتطورات الثقافة العالمية من خلال متابعة ابداع الحائزين جائزة نوبل إلى أبرز ابداعات المثقفين العالميين العظام على امتداد الكرة الأرضية جغرافيا وذلك بروح انسانية وثقافية واسعة الأفق ومرة اخرى يتم ذلك من خلال حساسية فنية مفعمة بمبدا الابداع حيثما وجد إلى جانب جمال في اللغة المترجمة وصفائها ودقتها وحسن انتقائها.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق