مطالعات في الفن التشكيلي العالمي: كتاب بتوقيع الأديب الراحل صدقي إسماعيل

21 تشرين الثاني 2011

تقدم الأديبة السورية /عواطف الحفار إسماعيل/ في كتابها /مطالعات في الفن التشكيلي العالمي.. أعلام ومدارس وتيارات فنية/ عدداً من المقالات التي تركها الأديب الراحل /صدقي إسماعيل/ والتي لم يتح لها أن تنشر ضمن المؤلفات الكاملة له في ثمانينيات القرن الماضي.

وتدور المقالات المنشورة ضمن الكتاب حول أعلام وعمالقة فن التصوير الزيتي حيث يجد القارئء فيها تراجم لفنانين احتلوا مقاعدهم الأبدية في مسيرة الفن عبر التاريخ وتحليلاً لأعمالهم الفنية المشهورة ومنهم /مايكل آنجلو/ بول كلي/أوجين ديلاكروا/ رامبرانت/ وغيرهم .

ويتضح من خلال مجموعة المقالات أن الكاتب /إسماعيل/ كتبها أو قام بترجمتها من المصادر التي اقتناها في أثناء رحلاته وإقامته في أوروبا بداية الخمسينيات من القرن الماضي كما تمت الإشارة الى ذلك في مقدمة الكتاب من خلال رسالتين بعثهما الى أخيه الفنان التشكيلي/أدهم إسماعيل/.

يقول الكاتب في المقالة الخاصة بمايكل آنجلو..على الرغم من أن /آنجلو/ كان يحب النحت أكثر من الرسم فقد أمضى خمسة أعوام في رسم لوحته /العشاء الأخير/ كما عمل في تزيين جدران كنيسة بادلينا في الفاتيكان وكان هذا آخر أعماله في التصوير إلا أن هذه الأعمال لم تبلغ في روعتها لوحات /كنيسة السكستين/.

وتبين مقالة رامبرانت أن هذا الفنان واحد من عمالقة الفن الذين استطاعوا تمثيل عصرهم وطبع كل ما يمت الى عصرهم وكذلك بيئتهم بطابعهم الشخصي وباسمهم فإن فنه في الوقت ذاته يعد ممثلا لتحول له أهمية عظمى في تاريخ الرسم.

ويتطرق الكتاب الى الفنان/كازوشيكا هوكوزاي/ على أنه أول فنان عظيم عرفته اليابان بالرغم من انعزال الشرق الأقصى في زمنه عن العالم فقد امتدت شهرته الفنية إلى أوروبا في القرن التاسع عشر وكانت آثاره أبلغ وجه مشرق يعرفه العالم عن فنون الشرق حيث تصور رسومه حياة الشعب وهذا ما ميزه عن فناني جيله الذين كانوا يهتمون بالملوك والأمراء.

وتتتالى الأسماء في مقالات /إسماعيل/ ليقدم عدداً من أهم الفنانين مثل /فرانسوا مييه/ غوستاف مورو/ فنسانت فان غوخ/ /تولوز لوتريك/ ادوارد مونك/ اميديو مودلياني/ اريستيد مايول /بول كيلي//ألبرتو جياكو ميتي/ وغيرهم.

كما يتطرق الكاتب إلى مقالات متخصصة في المذاهب الفنية مثل الانطباعية التي تعتبر اكبر حدث فني في أوروبا حصل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وذلك منذ عصر النهضة حيث لا تقتصر هذه الحركة الفنية على كونها ردا ضد الذوق الفني عند الأجيال السابقة وضرورة تجديد أشكاله المألوفة بل هي انقلاب كلي في الأشكال و المبادئء والمفاهيم التي كانت تسيطر على الفن.

وعن المذهب السريالي يقول الكاتب.. ما زالت الأوساط الثقافية والأدبية والفكرية تبدي اهتماما بمذهب السريالية الذي وضع أسسه الأولى في الأدب والفن الشاعر والكاتب /اندريه بريتون/ الذي قدر له أن يلعب دورا كبيرا في تطور الحياة الثقافية التي عرفتها أوروبا في النصف الأول من القرن العشرين.

ويشير/إسماعيل/ في مقالة التصوير الحديث الى أن وراء البصيرة الفنية الحديثة تكمن نزعة أصيلة الى الجمال كما هو في الواقع القاسي وليس كما يبدو في صورته المألوفة المتغيرة بتغير العصور ولا ريب أن الصعوبة الكبرى تعترض مثل هذا الفن.

وعن الفن التجريدي يقول الكاتب في مقالته.. هو نزعة إلى الخروج من تقاليد التصوير وإلغاء الصورة الطبيعية الواضحة من موضوع الفنان حيث ترجع هذه النزعة الى تأثر الفنانين بروح الموسيقا وفن البناء وكلاهما مجردان لا يعتمدان على الصورة المشخصة.

وحظي التصوير التعبيري بحصة من مقالات /إسماعيل/ حيث كتب.. إن التعبيرية لم تكن إلا مذهبا صغيرا في أوائل القرن الماضي حيث ظهر في ميونيخ بألمانيا ثم امتد الى البلاد الاسكندنافية وأوروبا الشرقية غير أنها تصبح اليوم ينبوعا لكل المحاولات الشابة لدى الأجيال الناشئة والمعروف أن ميونيخ كانت الأهم في نشر هذا المذهب الفني للتصوير.

وتناول الكتاب الفن الوحشي الذي يرى أصحابه أن الرسام عندما يقف أمام موضوعه لا يعرفه إلا عن طريق الحواس فهو يحس ألوانه وأشكاله وتوزع الظلال والأنوار عليه قبل كل شيء ثم يتجاوب معه ويصبح جزءا منه لان حواسه قد عرفته وضمته إلى عالمها الخاص.

وضم الكتاب خمسة مقالات عن الفن البولوني الذي قدم فنانوه الشباب اساليب جديدة واتجاهات لم يعرفها أي فن آخر حيث ان الفن اليوغوسلافي اخذ اسلوبه القومي في الانتاج في القرن التاسع عشر عندما ظهر جيل من الفنانين الموهوبين يرسمون الحياة الشعبية والفن الزنجي الذي احتل مكانة بارزة في تاريخ الفن المعاصر بعد ان التفت اليه جميع الفنانين الكبار في هذا العصر.

كما تم تقديم مقالات عن فن الأرابيسك الذي ينسب للعرب والذي يقوم على اللون والتناسق والضوء والفن الفارسي الذي يعبر عن جغرافيته وحضارة شعبه وفنانيه التي تتوسط المنطقة بين البلاد العربية وبلاد الشرق الأقصى.

وترافق مع مقالات الكتاب الذي يقع في مئتين وثماني وثلاثين صفحة من القطع الصغير صور أغنت المحتوى البحثي والتوثيقي للفنانين والمذاهب الفنية والفنون المنتمية لعدد من البلدان والمناطق في العالم.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق