تأثير الأدب العربي في الآداب الأجنبية محاضرة في ثقافي كفرسوسة

25 شباط 2012

-

أقيمت في المركز الثقافي العربي كفر سوسة محاضرة بعنوان: «تأثير الأدب العربي في الآداب الأجنبية» وذلك يوم الاثنين 20 شباط 2011، قدمها الدكتور محمود الربداوي وقد أدار هذه المحاضرة الدكتور علي دياب وقد حضرها عدد من المفكرين والأدباء والصحفيين ومن رواد المركز الثقافي.

إن تراثنا الأدبي شمس تسطع في سماء الغرب والغرب مدين للحضارة العربية وقد حفلت الآداب الأوروبية بالترجمات عن اللغة العربية وآدابها وتراثها، واستطاع العرب أن يغزو بثقافتهم وعلومهم ساحات الغرب الثقافية والعلمية كانت هذه بداية المحاضرة التي أفاض الدكتور الربداوي حديثه عن أهم التأثيرات في الثقافات الغربية من خلال إبداعاتنا القديمة والعريقة قائلاً: «مع بلوغ العصر العباسي ذروته في العلوم والآداب، وشهد ترجمة الكثير من الكتب من اللغات الأجنبية كالهندية والفارسية إلى اللغة العربية، ومن اللغة العربية باعتبارها لغة الحضارة، فقد ترجمت الكتب العربية إلى الانكليزية والفرنسية والإيطالية، ومنها كليلة ودمنة لابن المقفع، وألف ليلة وليلة، ورسالة الغفران لأبي العلاء المعري وغيرها».

ويضيف أن هذه المؤلفات العربية التي شكلت روافدً في الكثير من مؤلفات الغرب من أمثال الكوميديا الإلهية لدانتي، التي تأثرت برسالة الغفران، والقصص المشردة التي تتحدث عن الطبقة الدنيا من المجتمع الاسباني، وكيف يعيشون، متأثرين بالمقامات العربية، إضافة إلى أن هناك مجموعة من المستشرقين الألمان وعلى رأسهم غوته الأديب الألماني الذي أعجب بالثقافة العربية الإسلامية، وألف عشرات الكتب، ومن الألمانية أيضاً الكاتب بروكلمان صاحب الكتاب الذي تحدث فيه عن تاريخ الأدب العربي، وجاء تلميذ بروكلمان وألف كتاب شمس العرب تسطع من الغرب تحدث فيه عن الجانب المشرق من الثقافة العربية وما قدمه العرب للحضارة الإنسانية من أدب وعلوم ورياضيات.

ويتابع الدكتور الربداوي حديثه عن عمر الخيام الذي كتب رباعيات الخيام، وترجمها العرب من الفارسية إلى العربية، وترجمت بعدها إلى حوالي خمسين لغة أوروبية، وسجلت الكتب حوالي 169 مترجماً من العرب أشهرها ترجمة الشاعر أحمد رامي، وهي التي غنتها أم كلثوم رباعيات الخيام ويقسم بدوره المستشرقين إلى ثلاثة أنواع، قسم منهم وضع نفسه تحت تصرف الاستعمار، وقسم كان متوسطاً، أما القسم الثالث فكانوا من العلماء الذين أنصفوا الحضارة العربية وكتبوا عن الوجه المشرق فيها.

ويؤكد الدكتور الربداوي أن من واجبنا أن نقوم بالمحافظة على هذا الإرث الحضاري العريق لأننا أصحاب حق، لكن نحنا فرطنا بحقنا، فمثلاً في كتاب كليلة ودمنة الذي لاقى انتشاراً كبيراً بعد ترجمته للعربية، نرى أنه وضع بين أيدي الأطفال، دون الاهتمام بالمحتوى الهام الذي يحمله، بينما نرى أن الشاعر الفرنسي لافونتين ألف على شاكلته كتاباً سماه الأمثال معتمداً في ذلك على كتاب كليلة ودمنة، وقد تتلمذ أحمد شوقي على يديه فألف كتباً على ألسنة الحيوان تحمل مغازي فكرية رفيعة جداً، وهذا يرتب علينا واجباً كبيراً ومسؤولية في إيصال هذا التراث للجيل المثقف الآن.

ويتابع قائلاً: «إن أكثر المخطوطات التي كتبها العرب في يوم من الأيام باستثناء التي ألقيت في نهر دجلة أيام التتار وعلى رأسهم هولاكو، موجودة في أوروبا، وهي150 ألف مخطوط باللغة العربية في مكتبة السليمانية في استانبول، ويوجد قسم أيضاً في ألمانيا، ومثلها في الهند واسبانيا، وقد خلف العرب تركة كبيرة في مكتبة الأسكوريال بعضها يتعلق بالأدب والتاريخ والفلسفة والعلوم والاجتماع».

ويختم الدكتور الربداوي أن ثمة اتفاقات بين الدول لاستعادة تراثنا، وقد قامت الجامعة العربية بمثل هذا الدور، لأن لديها قسم خاص اسمه خدمة المخطوطات العربية وقد أرسلت في فترة سابقة، مندوبين إلى تركيا وألمانيا واسبانيا البلاد التي فيها مخطوطات لجمع أسماء الكتب، وقدمت إليها، فقامت بدورها بشراء بعضها، والبعض الآخر صور تصويراً، وهي الآن محفوظة في الجامعة العربية، لكن للأسف، شغلت الجامعة الآن بأمور أخرى غير الثقافة، ونأمل أن يأتي يوم وتتفرغ فيه للجانب الثقافي وتقدم له ما يترتب عليها بأن المسؤولية تقع على الجميع لخدمة هذا التراث وجمعه، كل من موقعه، وتنوير الجيل الجديد، فهو أيضاً قادر على تحمل المسؤولية، فالتراث أمانة بين أيدينا، ومنارة نهتدي بها، وننطلق منها للحاق بركب الحضارة التي باتت التقنية الحديثة أحد أدواتها.


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق