ندوة حول التزوير الصهيوني للنقوش والآثار في ثقافي كفرسوسة

12 كانون الثاني 2011

أقيمت ندوة بعنوان: «التزوير الصهيوني للنقوش والآثار القدس نموذجاً» في المركز الثقافي العربي بكفرسوسة بدمشق، اليوم الثلاثاء 11 كانون الثاني 2011، وذلك بمشاركة مجموعة من الباحثين الآثاريين.

هذا وقد شارك في الندوة، وفقاً لما ذكرت وكالة الأنباء سانا، الدكتور محمد بهجت القبيسي -المنسق العام لاتحاد الآثاريين العرب-، وعبد الرحمن غنيم -رئيس فرع سورية لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين- والباحث خالد أيوب.

وقد كشفت الندوة الحوارية الأخطاء التي وقع فيها كثير من المؤرخين الغربيين في تفسيرهم وقراءتهم للكتابات المتعلقة بتاريخ القدس القديم. وفي هذا السياق أوضح قبيسي في مداخلته أنّ التاريخ القديم كتب حسب الفكر الصهيوني، وتضمن الكثير من الأضاليل والأكاذيب، ولاسيما حول تاريخ مدينة القدس؛ مشيراً إلى أنّ مجموعة ادعاءات اليهود التي تتمثل بأنّ مدينة القدس اسمها «أورشاليم» ويمتد تاريخها إلى نهايات الألف الثالث وبدايات الألف الثانية قبل الميلاد لا وجود لها في الكتابات والنقوش المصرية والأكادية والكنعانية والآرامية.

كما وبيّن قبيسي من خلال استعراضه للعديد من النقوش والرموز التاريخية، التي تدحض الرواية الصهيونية، أنّ الوجود العربي في القدس تؤدي حقيقتان الأولى: أنّها بناها العرب الكنعانيون حسب النقوش وعلم الآثار وبما فيها التوراة أيضاً، والثانية: أنّ على يهود العالم أن يبحثوا عن أورشليم في مكان آخر سوى القدس؛ مؤكداً بالأدلة التاريخية أنّ أورشليم هي خلاف القدس. وأشار أنّه لا وجود لمدينة القدس قبل القرن 7 ق.م أثرياً كمدينة مأهولة تدبّ فيها الحياة، وهذا يتعارض مع القراءات المزيفة والفكر الصهيوني الذي يقول أنّ النبي سليمان كان موجودا في عام 960 ق.م، ما يعني أنّه حين وجود سليمان لم تكن القدس موجودة.

كما بين قبيسي أنّ الاسم القديم للقدس هو (القدس) وليس (أورشليم) وقال حسب المرجع هيرودوت، حين يذكر في القرن 5 ق.م: «إنِّ في فلسطين مدينة كبيرة اسمها قاديتس، لم يأت على ذكر أورشليم نهائياً لا من قريب ولا من بعيد». وأشار في ختام مداخلته إلى ضرورة أنّ يعتمد المؤرخ العربي للعصور القديمة على النصوص الكتابية الأثرية، ولا يعتمد على المؤرخين والأثريين المستشرقين مهما بلغت شهرتهم كزيتيه وجاردنر ولفنسون.

بدوره بيّن عبد الرحمن غنيم في مداخلته أنّ النقوش المتوفرة والكتابات المتعلقة بتاريخ القدس القديم كشفت الأخطاء المتعمدة في قراءات المؤرخين الغربيين.

فيما أشار الباحث خالد أيوب في مداخلته إلى المصدر التوراتي الأحادي الذي شكل منهجاً للدراسات التي أدت إلى إنتاج نمط ثقافي تاريخي تقليدي غير حقيقي ومزور لرواية واحدة. وعرض أيوب عدداً من النماذج بهذا النمط التاريخي الذي نسب نفسه إلى علم الآثار؛ موضحاً أنّ هذا النسب هو نسب بالتبني وليس حقيقياً، لأنّها دراسات قامت على تبني خلاصات جاهزة وتفسيرات اللقى الأثرية وقراءة النقوش الأثرية، دون التدخل في تفسير أو قراءة ما أملاه الأساتذة الكبار.

ومن الجدير ذكره أنّ هذه الندوة تأتي ضمن المنتدى الثقافي الفلسطيني، الذي ينظمه مركز المخطوطات والوثائق الفلسطينية ومؤسسة فلسطين للثقافة شهرياً. وتقوم فكرة المنتدى على عقد ندوة حوار تتناول في كلّ شهر عنواناً في مجال التاريخ والأدب والآثار بما يخص القضية الفلسطينية.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق