تأثير اللغة العربية باللغات الرومانية القديمة بمحاضرة في ثربانتس

23 كانون الثاني 2012

-

تناولت الباحثة ماوري الاركون تأثير اللغة العربية في اللغات ذات الأصول الرومانية القديمة في محاضرة لها مساء أمس في قاعة النشاطات في معهد ثربانتس بدمشق حيث تناولت فيها تاريخ هذا التأثير الذي بدأ مع الفتح العربي الإسلامي لشبة الجزيرة الايبيرية وكيف فضل المسيحيون الذين عاشوا في الممالك الإسلامية العربية استعمال اللغة العربية على لغاتهم الأصلية.

وبينت الباحثة أن المسيحيين المستعربين الذين كانوا يعيشون في كنف الدولة الإسلامية بدؤوا يتأقلمون بسرعة كبيرة مع الثقافة العربية حيث كانون يعشقون الأبيات الشعرية والأساطير العربية لذلك كانوا يجهلون النصوص اللاتينية مما جعلهم ينسون لغتهم ذاتها في نهاية القرن الثاني عشر ثم بدأت مرحلة من التداول الأوحد للغة العربية في المناطق ذات السيطرة الإسلامية من شبه الجزيرة الايبيرية.

وأوضحت الاركون أن الوضع الاجتماعي اللغوي في شبه الجزيرة الايبيرية جعل التفوق المطلق للثقافة العربية من نشر ثقافتها وديانتها أمرا سهلا مما أدى لنشر سهل للغة العربية وتفوقها آنذاك على نظيرتها الناطقة بالاسبانية كونها جلبت معارف جديدة في جميع مجالات الحياة الإنسانية فسمحت بإدخال مفاهيم جديدة مبينة أن اللغة العربية أثرت تأثيرا مباشرا في نظيرتها الاسبانية إضافة إلى تأثيرها في لغات رومانية أخرى التي كانت في تواصل مع شبه الجزيرة الايبيرية ويعود ذلك لأسباب تجارية أو عسكرية أو دينية.

وأشارت الباحثة إلى أن الأوروبيين وبسبب درايتهم بالثراء الثقافي الإسلامي قاموا بترجمة بعض الأعمال العربية التي اعتبروها أساسية وهو ما مهد أيضاً لتأثير غير مباشر للغة العربية في لغات رومانية /منبثقة عن اللاتينية/.

وشرحت الباحثة في مجمل محاضرتها كيف أصبحت اللغة العربية في تلك الظروف التاريخية لتلك الحقبة هي اللغة الأحادية القوية المستخدمة في الحياة اليومية والمعاملات التجارية والإدارية وفي العلوم والآداب مسلطة الضوء على المكون العربي وكيف ترك بصمة في تلك المنطقة من العالم مشيرة إلى أن الاصطلاحات العربية النحوية هي التي لم تنتقل إلى الاسبانية أو إلى لغات أخرى عن طريق العناصر اللغوية إنما انتقلت فقط في صميمها لذلك فهي كلمات رومانية بالكامل من جهة المصدر والتطور لكن تم تعريبها في معناها.

وأشارت الاركون إلى أن المترجمين لعبوا دورا هاما في تأثير اللغة العربية في اللغات الرومانية الأخرى و ذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار أن رجال العلم من الحضارات الثلاث أو من الأديان السماوية الثلاثة انضموا إلى مدرسة الترجمة في مدينة طليطلة في عهد الملك الفونسو العاشر الحكيم ناتجا عن ذلك التعاون العديد من الأعمال التاريخية والفلكية والعلمية التي جاءت من الحضارة الشرقية وانتشرت عبر مدينة طليطلة في كل القارة الأوروبية.

وتجاوز الأثر اللغوي للعربية في منطقة شبه الجزيرة الإيبيرية موضوع الاصطلاح أو الكلمات وفق قول الباحثة حيث وصل التأثير إلى مظاهر أخرى مثل الصوت والنحو والتركيب والأسلوب.

وقدمت الباحثة مجموعة كبيرة من الشواهد والأمثلة والمتقابلات اللغوية التي تبين مدى التأثير اللغوي مبينة الجذر العربي من المصطلح اللاتيني وأساليب التأثير وتحويل الحروف أو دمجها أو إيجاد مقابلات مشابهة للكلمات العربية بحروف لاتينية.

يشار إلى أن ماوري الاركون تحمل إجازة في اللغات السامية تخصص لغة عربية وماجستير في تعليم اللغة الإسبانية للأجانب وتعمل حاليا مدرسة للغة الإسبانية في معهد ثربانتس وسبق لها أن درست في جامعة القاهرة وفي معهد ثربانتس بلندن حيث تعد أطروحة الدكتوراه عن الساميات بعنوان تحليل الأخطاء في النظام النحوي الإسباني في تعليم العربي..السوري.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق