نائب رئيس مجمع اللغة العربية: اللغة هي الجسر الذي تعبر عليه الأجيال

30 أيار 2015

.

قال الدكتور محمود السيد نائب رئيس مجمع اللغة العربية في محاضرته بعنوان «الاستثمار في اللغة العربية ثروة قومية في عالم المعرفة» إن اللغة هي وسيلة الفرد للتعبير عن مشاعره وعواطفه وأفكاره وبها ينفذ مطالبه ويقضي حاجاته في المجتمع الذي يحيا فيه و ينقل تجربته إلى الآخرين و يطلع على تجارب الأمم الأخرى وخبراتها باعتبارها الجسر الذي تعبر عليه الأجيال من الماضي إلى الحاضر ومن الحاضر إلى المستقبل.

وأضاف السيد في محاضرته التي ألقاها اليوم في مجمع اللغة العربية إن أهمية اللغة لا تكمن في أنها وسيلة للتخاطب والتواصل بين الجماعات والأفراد فقط بل هي رمز للهوية التي تميز شعباً عن شعب وتطبع حضارته ودرجة حضوره في مسرح الوجود والحياة وصولاً إلى الاستدلال على ما في أعماق النفس وتصورات الذهن مبينا أن لغتنا العربية ليست نحواً وصرفاً وألفاظاً يضمها القاموس وإنما لها وظيفة أخرى أكبر وأهم وأشمل هي الوظيفة «الحضارية والسياسية» باعتبارها ثروة قومية حقيقية ذات عوائد اقتصادية كبيرة في مجتمع المعرفة.

ورأى مدير عام هيئة الموسوعة العربية أن الاستثمار في اللغة الوطنية يعني الاستثمار في الإنسان والأجيال القادمة وضمان وحدتها وتمسكها بقيمها وثوابتها ومنحها الفرصة للمناقشة في جميع الميادين مع حفاظها على هويتها إضافة إلى الاستثمار في الجودة والإتقان والإبداع والابتكار في كل ما يتعلق فيها من وظائف وأعمال تعتمد على المهارات والقدرات والتفكير مبينا أنه إذا كانت العملة الوطنية من مقومات السيادة الوطنية ولا يمكن أن تحل محلها عملة أجنبية فإن اللغة الوطنية هي من أهم أدوات تعزيز المواطنة.

وتابع.. لكي تقوم اللغة العربية بوظيفتها بنجاح لابد من تطوير اللسانيات الحاسوبية العربية ومنجزاتها لتيسير نشر المعرفة التقنية في مجال اجتماعي متسع ولضمان النجاح في هذه الخطوة لابد من دعم التواصل والتعاون مع مستعملي اللغات الأجنبية التي ترسم بالخط العربي كالفارسية مثلا وفتح باب التواصل مع المجتمعات التي تسهّل العربية من غير العرب مشيرا إلى أن سوق العربية واسعة جداً باعتبارها هي الخامسة عالمياً من حيث عدد المتكلمين بها و مرجعية حضارية دينية لأكثر من مليار مسلم غير عربي.

وذكر السيد بعض مجالات الاستثمار في ميادين اللغة العربية كالاستثمار في مجال الموسوعات والبنوك الرقمية العربية وفي ترجمة أمهات الكتب العلمية وتزويد الجامعات العربية بها وفي الترجمة الآلية ولاسيما في المجالات العلمية و التقانية و وضع معاجم الكترونية خاصة بالنحو والصرف والبلاغة والإملاء والعروض إضافة إلى برامج تفاعلية حاسوبية لتعلم اللغة العربية لأبنائها ولغير أبنائها، وإجراء دورات تعليمية مكثفة للعاملين على الأرض العربية ووضع برامج موجهة للأسرة العربية وللطفل العربي والاستثمار في زيادة المحتوى الرقمي العربي على الشابكة الإنترنت وغيرها.

وأن النهوض باللغة العربية يرتبط بحسب ما أشار إليه السيد بتقدم حالة الاقتصاد مشددا على ضرورة أن تعي الحكومات العربية أن الاهتمام باللغة العربية هو من أولويات مسؤولياتها وأن يعي الشعب العربي نفسه أن مستقبل الأجيال العربية رهن برعاية اللغة والنهوض بها وأن عبء النهوض لا يلقى على كاهل جهة واحدة وإنما هو مسؤولية جماعية باعتبار أن الإخلاص لها مظهر حضاري لا يمكن أن توصف به أمة لا تحترم لغتها ولا يبذل أفرادها كل ما في وسعهم من أجل النهوض بها موضحا أنه آن لهذه الأمة أن تعي أن لغتها هي عنوان شخصيتها وأنها وطنها الروحي ومستودع تراثها وأنها رمز هويتها الحضارية وكيانها القومي ولسان قرآنها الكريم.

يشار إلى أن السيد يحمل دكتوراه في التربية تخصص مناهج وطرائق تدريس لغة عربية من جامعة عين شمس بالقاهرة ويعمل حاليا رئيسا للجنة التمكين للغة العربية ورئيساً لتحرير مجلة التعريب الصادرة عن المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر التابع لمنظمة الألكسو ورئيساً لتحرير مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ورئيساً لتحرير مجلة جامعة دمشق للعلوم التربوية والنفسية ومديراً عاماً لهيئة الموسوعة العربية.

وللدكتور السيد العديد من المؤلفات منها قضايا اللغة التربوية وفي طرائق تدريس اللغة العربية وشؤون لغوية واللسانيات وتعليم اللغة وفي قضايا الثقافة التعريب والنهوض باللغة العربية والتمكين لها وفي طرائق تعليم اللغة للأطفال وغيرها الكثير.


شذى حمود

sana.sy

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق