مركز التدريب والمؤسسات يخرّج الدفعة الثالثة من طلاب برنامج SKILLS
14 كانون الثاني 2012
-
أقيم مساء يوم الخميس الثاني عشر من شهر كانون الثاني 2012 حفل تخريج الدفعة الثالثة من طلاب برنامج SKILLS - حلب، الذي يقوم به مركز الأعمال والمؤسسات السوري SEBC وذلك في فندق «ديدمان – حلب».
وقد ضم حفل التخرج 21 طالباً وطالبة ممن خضعوا لبرنامج SKILLS، إضافةً إلى توزيع شهادات لمجموعة تألفت من 63 متدربة ومتدرباً من الفلسطينيين القاطنين في مخيم النيرب بحلب. وقد جرى الحفل برعاية كل من مركز الأعمال والمرصد الوطني للتنافسية.
وفي تصريح للسيد جورج قطيني -مدير مركز الأعمال والمؤسسات السوري- فإن هذه الدفعة هي الدفعة الثالثة لمدينة حلب حيث سبق للمركز أن قام بتخريج أربع دفعات في مدينة دمشق ودفعة واحدة في مدينة الرقة مشيراً إلى أن برنامج SKILLS يهدف إلى تزويد قطاع الأعمال بمهارات احترافية عالية عن طريق تأهيل الطلاب وخضوعهم لعدد من الدورات التدريبية والبرامج المتنوعة حيث يضيف: «خضع خريجو هذا الدفعة من البرنامج – حالهم حال كل الدفعات الماضية في دمشق وحلب والرقة إلى عدد من الدورات التدريبية وذلك على مدار 8 أشهر متواصلة حيث نالوا دورات تدريبية في مواد علمية متخصصة في كل من إدارة الأعمال وعلوم اللغة الإنكليزية والحاسوب بالتزامن مع ممارسات تدريبية عملية. وقد جاءت هذه الدورات بدعم وتمويل مع غرفة تجارة حلب وغرفة صناعة حلب ومجموعة عزوز الصناعية. كما أود أن أقوم بأننا قمنا هذا العام وللمرة الأولى بالتوجه إلى الرقة حيث بتخريج الدفعة الأولى التي ضمت 32 شاباً وشابة حيث سنعمل على الاهتمام بهؤلاء الخريجين ومتابعتهم ومساعدتهم على الحصول على فرص عمل أو إطلاق مشاريعهم الخاصة ودعمها ضمن حاضنات الأعمال أو غير ذلك من أنواع وأساليب الدعم».
وأضاف بأن الحفل تضمن أيضاً توزيع شهادات لمجموعة تألفت من 63 متدربة ومتدربة من الفلسطينيين القاطنين في مخيم النيرب بحلب والذين تلقوا دورات تنمية المهارات الذي نفذ بموجب اتفاقية جرت بين المركز وبين منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين UNRWA حيث تناول البرنامج الخاص بهم عدة دورات شملت «برنامج التفاعل لتطوير المجتمعات المحلية»، «مهارات التواصل الفعال»، «الإدارة الاستراتيجية»، «إدارة الحدث»، «إدارة المشاريع»، «القيادة الإبداعية»، «مهارات كتابة التقارير»، «التفكير الإبداعي» وغيرها من المهارات.
بدوره أكد السيد رامي زعتري -مدير المرصد الوطني للتنافسية- على أهمية تدريب اليد العاملة من أجل زيادة تنافسية المنتجات السورية داخل وخارج سورية مضيفا بأن سورية احتلت مراتب متأخرة في مؤشرات التدريب وتدريب الموظفين مما يدل على ضعف الاستثمار في تدريب الموظفين ويضيف: «يعتبر كل من التعليم والتدريب أمورا مهمة في التنافسية لأن التعليم الجيد يؤدي إلى تحسين كفاءة الأفراد وزيادة الإنتاجية، في حين يؤدي ضعف التدريب إلى إعاقة نمو الشركات كون العمال والموظفين بحاجة إلى وقت أطول للاعتياد على بيئة العمل المتواجدين فيها. كما أن زيادة التدريب هي أمر ضروري للاقتصادات التي تريد أن تُنتج سلعاً عالية التقانة وهذا يتطلب بالتالي توافر كوادر بشرية مؤهلة ومدربة جيدا. وقد أشارت الدراسات إلى أن التعليم والتدريب يؤثر بنسبة 14% على التنافسية ضمن الاقتصادات العالمية -ومن بينها الاقتصاد السوري طبعاً-، ولكن في الوقت نفسه نرى بأن سورية تعاني ضعف الجانب التعليمي حيث نالت المرتبة 96 من أصل 140 بلداً شارك في الدراسة. كما أننا نرى في سورية زيادة في نسبة البطالة بين الجامعيين حيث تصل إلى 6,7% كما وردت في دراسة جرت عام 2009حيث يعود السبب إلى عدم الموائمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل».
ويضيف بأن تلك المعطيات أدت إلى جعل البرامج الخاصة مثل برنامج SKILLS برامج ضرورية لأجل تلبية متطلبات سوق العمل مشيرا إلى أن مثل هذه البرامج تقدم تدريبا مكثفا حديثا وذي مستوى عالٍ لمجموعة من الشبان والشابات ما سيساهم في دعم تنافسية الاقتصاد السوري في التدريب والتعلم وتحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز معدلات النمو ويضيف: «يقوم SKILLS بدور هام في ردم الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل من خلال تقديمه برنامجا تدريبيا متكاملا ومكثفا على أعلى المستويات يضم أحدث العلوم التطبيقية والنظرية في مجالات الإدارة والاقتصاد والأعمال لمجموعة واسعة من الشباب في عدد من المحافظات السورية الراغبين بالتكيف مع متطلبات سوق العمل واستكمال بناء قدراهم حيث يساهم البرنامج في الارتقاء بتنافسية الاقتصاد السوري وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة».
ويذكر بان المرصد الوطني للتنافسية تأسس عام 2007 بهدف دعم التنافسية في سورية عن طريق إجراء الأبحاث والمسوحات السنوية ضمن قطاع الأعمال للتعرف على العقبات الموجودة والمساعدة على معالجتها، وبالتالي ضمان مشاركة قطاع الأعمال في صنع القرار ورسم السياسات الاقتصادية ووضع الخطط الحكومية لتحسين بيئة الأعمال وتعزيز تنافسية الاقتصاد السوري.
أما عن مصطلح «التنافسية» فيرمز إلى مجموعة السياسات والمؤسسات والعوامل التي تحدد مستوى الإنتاجية في الاقتصاد؛ وبالتالي البلدان الأكثر تنافسية هي الأقدر على النمو. وتختلف عن المنافسة في كون التنافسية تمثل حالة التكامل بين كل من المؤسسات، الحكومة وقطاع الأعمال، المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني كل على حدا وفيما بينها من أجل زيادة القيمة المضافة وخروج الكل رابح.
بدوره أشاد الدكتورنضال الشعار وزير الاقتصاد بنجاح مثل هذه المبادرات مشيراً إلى أن الأزمة التي يعاني منها الكثير من الشبان والشابات السوريات هو الصراع الناتج من مرحلة ما بعد التخرج الجامعي -والتي تعود إلى ضعف التدريب الخاص بسوق العمل- والتي يقول عنها: «عندما يتخرج الطالب الجامعي باختصاص جامعي عالٍ (طبيب أو مهندس مثلاً) ولا يجد لنفسه عملاً لضعف الرابط بين التعليم وحاجات السوق، يتملكه صراع سلبي كتير وإحباط ويأس وخصوصاً مع عدم رغبته في الجلوس في المنزل من دون عمل من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم توفر العمل المناسب له. أنا أحلم وأتمنى أن يصبح البرنامج متطورا أكثر ويستهدف التقنيين إلى جانب تركيزه على أمور الإدارة والأعمال وذلك من أجل خلق تقنيين متعلمين يعززون الطبقة الوسطى والتي هي الطبقة الأهم في أي دولة ومجتمع. كما أن هذا البرنامج يفيد في تأمين العمالة الماهرة وتقديم القاعدة العلمية الصحيحة من أجل زيادة وتحسين جود المنتج السوري. كما أخطط خلال الفترة القادمة على تأمين مثل هذه البرامج التي ستصب في مصلحة القطر السوري في المستقبل».
يذكر بأن برنامج SKILLS هو أول مدرسة متخصصة في إدارة الأعمال في الجمهورية العربية السورية؛ أنشأها كل من مركز الأعمال والمؤسسات السوري SEBC وبرنامج دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SSP بالتعاون مع منظمة التدريب الأوروبية ETF. يهدف البرنامج إلى إلغاء الفجوة بين متطلبات سوق العمل من جهة ومهارات الموارد البشرية العاملة من جهة ثانية وذلك من خلال تزويد قطاع الأعمال بمهارات احترافية ومعارف متفوقة تتماشى مع خطط الحكومة الهادفة إلى تحقيق النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات وزيادة فرص العمل للشباب. ويشار إلى أن إدارة برنامج SKILLS قامت مؤخراً بإنشاء نادي خاص للطلاب الخريجين بهدف ضمان استمرارية التواصل بين الخريجين عربياً ومحلياً وللاستفادة من فرض التعاون وتبادل الخبرات مع مؤسسات دولية مشابهة.
أحمد بيطار- حلب
اكتشف سورية