فضاء رواد الأعمال الشباب تجربة رائدة لفتح بوابات عمل جديدة

03 كانون الثاني 2012

وتأسيس مشاريع خاصة بدلاً من الانتظار أمام بوابة التوظيف

تلتقي ديما تلو صاحبة مشروع خاص ناجح وعبد اللطيف محجوب الحالم بأن يكون له مشروعه الناجح لأول مرة تحت فضاء رواد الأعمال الشباب حيث تقدم تلو تجربتها الناجحة وكيف تغلبت على الصعوبات التي واجهتها بينما يطرح محجوب فكرته ويأمل بالمساندة والدعم لينجز حلم حياته.

نجحت تلو خريجة تصميم أعلاني وإحدى رواد الأعمال الشباب بعد ست سنوات على إنهاء دراستها في تأسيس شركة صغيرة تعنى بالتصميم والديكور والأعمال اليدوية مترجمة حبها للرسم إلى مشروع اقتصادي بتقديم إيشاربات نسائية بطريقة مختلفة تلبي أذواق شريحة كبيرة وتقول تلو في لقاء مع سانا بدأ المشروع كفكرة بالرسم على الايشاربات وإقامة بازارات صغيرة ومع زيادة الطلب عليها طورت العمل على هذا المنحى وأسست شركة من ثلاثة اشخاص ارتفع العدد حالياً إلى 15 تتنوع مهاراتهم في الرسم والخياطة واختيار الأقمشة.

وتقول تلو أن اول عقبة واجهتها هي الحاجة إلى فريق متخصص بتسويق المنتج ومواجهة تحدي اثبات وجودي في السوق واقناع الناس بمشروعي ونوعية وجودة ما أقدمه داعية كل شاب لديه فكرة مبدعة لكسر القوقعة التي يجد نفسه فيها والأقدام دون تردد لإقامة مشروعه الخاص.

وأضافت: «إن المبادرة هي مغامرة بحد ذاتها وتنطوي على وجهتين النجاح أو الفشل ولا بد من بذل كل ما نملك من طاقة لتحقيق النجاح كما على الشباب أن يتحلوا بالثقة بالنفس والايمان بمشاريعهم والمثابرة فلا يتراجعون عند أول حجر عثرة وإذا كنت أعطي لنفسي نسبة 60 بالمئة من نجاح مشروعي الآن فهي لم تكن كذلك في البداية».

وأشار تلو إلى أن مشاركتها للمرة الثالثة في فضاء رواد الأعمال الشباب اكسبتها من الفائدة كصاحبة مشروع أكثر مما قدمته للشباب من استشارات سواء بالأفكار والمشاريع التي طرحوها وخاصة أن بعضهم كان لديه شركات تسويق وهو ما كنت احتاجه في عملي فأوجدنا نوعاً من التشبيك وتبادل المعلومات بين أكثر من مجموعة عمل مبينة ان هذا اللقاء الدوري لفضاء رواد اعمال الشباب عدا عن كونه يفيد كل صاحب مشروع يخلق حالة صحية في بناء بيئة أعمال متكاملة وريادة الاعمال تقوم على مبدأ التكامل بين مجموعة من الاشخاص كل يتفرد في فكرة أو مشروع كما أن الجميع لديه الرغبة والحماس والأفكار الابداعية وهذا على المدى البعيد يشكل عاملاً مهماً في دعم الاقتصاد الوطني.

وقالت تلو إن الشباب السوري أصبح أكثر حماساً لإنجاز مشاريعه الخاصة حتى أن البعض قد لا يكون لديه مشروع متكامل وإنما فكرة ومع ذلك يبحث عن شركاء ورواد أعمال لترجمة فكرته إلى عمل بالمقابل رجال الأعمال أصبحوا أكثر انفتاحاً على الشباب لأن أفكارهم قد تكون ذات جدوى اقتصادية لمشاريعهم فهي معادلة بين طرفين مالك المال وصاحب الفكرة وكثيرا ما نسمع رجال أعمال يعبرون عن رغبتهم بالعمل مع الجيل الشاب إلى جانب بروز عدد من الجمعيات الأهلية تعلم الشباب المبادىء الأولى لتأسيس المشروع ووضع خطة العمل.

في مقابل تجربة تلو الناجحة يتلمس محجوب 20 سنة طالب سنة ثانية معهد سياحة طريقه لتحويل حلمه بالاخراج السينمائي إلى مشروع بإنتاج أفلام تعبر عن رؤيته وأفكاره ونظراً لتمسكه بحلمه بادر إلى الاتصال بمشروع شباب في الأمانة السورية للتنمية وزار القائمين عليه واطلع على الدورات التدريبية التي يقيمها المشروع المتعلقة بمهارات سوق العمل .

ويقول محجوب إن عدم دخولي المعهد العالي للفنون المسرحية أو معهد الفنون التطبيقية لم يثنني عن التمسك بحلمي في الاخراج لذلك حاولت الاستفادة من كل فرصة لاكتساب بعض المهارات كالتدرب على مبادىء التصوير الضوئي والمشاركة في المسابقات بهذا المجال وانتاج افلام قصيرة كما صورت فيلما قصيرا لمدة 30 دقيقة حول مسيرة العودة للفلسطينيين بذكرى النكبة ونشرت لي بعض الصور في مجلات اجتماعية وآمل من خلال فضاء رواد الاعمال الشباب الدعم والمساندة لتطوير مهاراتي في هذه المهنة ومساعدتي في إنجاز فيلم.

ويرى محجوب أن الإقدام على تحويل فكرة إلى مشروع عمل يحتاج من الشباب الارادة والأمل والمثابرة وعدم التراجع أمام الفشل أو السماح لمشاعر الاحباط بأن تثنيهم عن تحقيق أحلامهم مشيراً إلى أن أبرز الصعوبات التي تعترض إقامة الشباب لمشاريعهم الخاصة الافتقار إلى رأس المال وكذلك عدم وجود بيئة اجتماعية مشجعة وعدم التعامل بجدية مع افكار الشباب من قبل الجهات الممولة.

ودعا قطاع الأعمال إلى ألا يستخف باية فكرة يطرحها الشباب الذين يميلون الى الابتكار والتجديد وطلب من الشباب الثقة بأنفسهم ومواصلة العمل لتحقيق احلامهم وعدم التراجع أمام الصعوبات لأن التجربة والفشل أكبر معلم.

وفضاء رواد الاعمال الشباب مبادرة أطلقتها مجموعة من مستفيدي عيادات ريادة الاعمال إحد برامج شباب التابع للأمانة السورية للتنمية وأسسوا مشاريعهم الخاصة ووجدوا أهمية في تبادل التجارب والخبرة مع شباب آخرين استطاعوا تأسيس مشاريعهم لطرح المشكلات التي واجهتهم ومدى امكانية التعاون فيما بينهم.

ويبين بشار قطريب مسؤول الإعلام والتواصل في شباب أن مشروع شباب دعم اطلاق المبادرة وتنظيم لقاء شهري تنضم اليه في كل مرة شركات جديدة تعود لرواد اعمال شباب يقومون بطرح مشاريعهم وخدماتهم والتحديات التي تواجههم للانتقال إلى محطة ثانية للتشبيك مع بعضهم البعض والتعاون بين أصحاب الشركات الصغيرة.

وأشار إلى أهمية هذه المبادرات سواء التي أطلقها شباب أو الأمانة السورية للتنمية التي تزيد من وعي الشباب ودور الاعلام في دعم هذه المبادرات بتغطيتها والترويج لها وايصال رسائل لشركاء محتملين في القطاعين العام والخاص لدعم هذه المبادرات مبينا ان فضاء رواد الاعمال الشباب يتيح الفرصة لكل شاب أسس مشروعا خاصا حتى لو لم يستفد من مشروع شباب أن يعرض تجربته وخبرته لشباب متحمسين لإقامة مشاريعهم الخاصة.

وأظهر تقرير سورية الوطني الأول لريادة الأعمال معدلا منخفضا للنشاط الريادي الإجمالي في المراحل المبكرة في سورية حيث بلغ 5ر8 بالمئة مقارنة مع غيرها من الاقتصادات الشبيهة والتي يبلغ المتوسط فيها 17،7 بالمئة كذلك بالمقارنة مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المشمولة بالمسح والتي يبلغ المتوسط فيها 12،6 بالمئة.

ويقول قطريب إن الأمانة تسعى مع عدة شركاء للعمل على معالجة انخفاض مستوى ريادة الاعمال عند الشباب من خلال مشروع شباب وبرنامج تعرف على عالم الأعمال الذي يعزز ثقافة ريادة الاعمال عند الشباب والذي يبدا معهم من المدارس المهنية كما يدخل الى الجامعات لافتاً إلى أن 6 بالمئة فقط من الجامعيين أسسوا مشاريع خاصة بهم مرجعا ذلك الى عدة عوامل منها ضعف رأس المال لدى الشباب وقلة الخبرة بما يتعلق بخطة العمل إضافة إلى الثغرة في المناهج الدراسية حيث تغيب عنها موضوعات كيفية دخول سوق العمل سواء التوظيف أو ما يتعلق بتكوين مشروع عمل خاص.

وأشار قطريب إلى أن مشروع شباب يعمل مع شركائه لردم هذه الهوة وبناء جسر معرفي يستطيع الشباب عبوره إلى مفهوم ريادة الأعمال وفضاء رواد الأعمال هو محاولة من هذه المحاولات مبينا أهمية المشاريع الخاصة الصغيرة بدعم الاقتصاد الوطني وبالنظر إلى تجارب دولية تثبت الشركات الصغيرة أنها هي التي تدعم الاقتصاد الوطني من خلال دعم الفرد وتخفيف الضغط على القطاع العام وخلق فرص عمل وتنوع بوابات الدخول إلى سوق العمل.

ويدأب فضاء رواد الاعمال الشباب على عقد لقاء شهري يقيمه برنامج عيادات العمل أحد برامج شباب الأمانة السورية للتنمية ضمن سعيه لدعم ثقافة ريادة الأعمال لدى الشباب في سورية وخلق مساحة لتبادل المعلومات والأفكار وايجاد فرص اقتصادية وتجارية تسهم في تطوير أعمالهم حيث استقطب حتى الآن 23 شركة أقامها وأسس لها رواد أعمال من الشباب.

ويوجد لدى برنامج عيادات العمل مراكز في كل من دمشق وحلب وافتتح مؤخراً مركز ثالث في دير الزور بهدف توفير مثل هذه الخدمات التوعوية والتدريبية في المنطقة الشرقية ويمكن للشباب الاستفادة من خدمات عيادات العمل مجانا حيث تتيح الفرصة أمام الشباب الراغبين بدخول سوق العمل ليناقشوا مستقبلهم المهني مع شخص ذي خبرة يزودهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لدخول سوق العمل وتشجيع المستفيدين وتهيئتهم ليقوموا بوضع مبادرات ومشاريع يطبقونها بأنفسهم ليلعبوا دوراً فاعلاً في مجتمعهم.


شهيدي عجيب

الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق